نظرة سريعة علي صفحات الحوادث خلال الأيام الماضية تكشف لنا كثرة حوادث النصب ، خاصة بعد سقوط 4 شبكات وهمية لتوظيف الاموال في عدة محافظات استولت علي نحو 50 مليون جنيه من المواطنين ، لكن لو توقفنا أيضاً عند طبيعة هؤلاء المواطنين سنري من بينهم أطباء ومهندسين ومحامين .. أى مثقفين ليسوا من اصحاب التعليم أو الثقافة البسيطة الذين من السهل استغلال طمعهم والايقاع بهم ، وهذا يطرح تساؤلاً : هل تغيرت صورة النصاب التقليدية إلي " الفهلوي " المحترف ؟! فرغم اختلاف كل منهما إلا أن هناك رابطاً بينهما .. فالنصاب يمكن يكون فهلوي.. لكن الفهلوي ليس شرطاً أن يكون نصاباً , والفهلوة عند المصريين " صنعة " ، وهى كلمة مشتقة من صفة فارسية (بهلوي) وتطلق على من يتميز بالشجاعة وسعة الحيلة ، والفهلوي يبدو أنه لا يمثل خطورة أمنية مثل النصاب .. ولكنه يمثل خطورة مجتمعية فربما يستخدم الفهلوي " نصاحته " مثلا في اصلاح شيء مثل تعطل اسانسير ، فإذا اصاب أصبح بطلاً وإذا أخطأ قد يؤدي إلي كارثة ، ويوضح اللواء عبد اللطيف خضر رئيس المجلس الأعلى الأسبق للشرطة أن الفهلوة لها بريق ومعنى آخر عند المصرى ، بمعنى كيفية الخروج من المشكلة التى تواجهه باختلاف أنواعها وذلك بأن يضع لمسة خاصة ، وأحيانا تكون خارجة عن القانون ويحاسب عليها كالسير عكس الاتجاه لتفادي الزحمة أو كسر اشارة طالما أن أمين الشرطة غير متواجد ، أو عبور مزلقان سكة حديد بسرعة قبل مرور القطار وبالتالي تحمل في خطورتها كارثة كبرى عندما تكون تقديرات هذا الشخص الفهلوي خاطئة وإن نجحت يشعر بالزهو ، ،وترتبط هذه الفكرة عادة في الدول النامية,وخاصة فى ظل الأوضاع الإقتصادية المتدنية حيث تتدخل فكرة السعى وراء الأرزاق أى طريقة المعيشة فى ظل وضع إقتصادى ضعيف ، حيث اللجوء الى الحيل والطرق الملتوية لترويج سلعة أوعرض تجارة أو استخدام حيل البيع والشراء أو ترويج لفكرة وذلك من خلال غرس انطباع معين عند الأفراد بأنه الأفضل فى مجال ما ، ومثلا نجد سائق الميكروباص يحاول أن يزيد من الأماكن التي يجلس فيها الركاب من أجل الحصول علي مزيد من الأجر, أو أن سائقي السيارات النصف نقل يحاول أن يرفع بالصندوق الخلفي لتحميل حجم أكبر من الحمولة ، وفهلوة الباعة الجائلين داخل عرابات المترو عندما يضع بضاعته في شنطة كبيرة سوداء وكأنها شنطة شخصية ..وما أن تغلق أبوب المترو ويبدأ في التحرك تجد البائع المتنقل بين عربات القطار في كل محطة يبدأ في توزيع بضاعته . .. ويؤكد الخبير الأمني عبد اللطيف خضر أن النصاب حكاية تانية لأن النصاب له مواصفات خاصة فهو دارس للضحية ويختارها بعناية فائقة ولابد أن تكون لديه معلومات وخبرته عالية في موضوع النصب فمثلا إذا كان نصاب في الأراضي سيكون لديه معلومات وافره عن الأراضي وأسعارها وتجده يحاول أن يبدو لمن حوله أنه قريب من بعض الشخصيات المهمة ليكتسب ثقة الضحية, كما أن أغلب ضحايا النصابين من السيدات لأن خبرتهم في الأغب ضعيفة ، كما أن عنصر الطمع العامل الأساسي في الوقوع وهناك مثل مصري يقول " النصاب خدع الطماع", وهذا بجانب الكذب لابد أن يكون يجيد الدمج بين الحقيقة وبالتالي عنده قدرة علي الاقناع كبيرة جدا, ولكن يظل النصاب أقل خطورة من الحرامي الذي يتعمد السرقة بغفلة من الضحية .. فالنصاب يخدعك وأنت راض ومقتنع به , أما الحرامي قد يصل إلي حد السرقة بالإكراه .