تخيلوا كده عندما تتحول البلد إلى غسالة كبيرة يختلط فيها كل شىء فى كل شىء .. ماذا تكون النتيجة ؟ .. الإجابة كانت فى عرض مسرحى رائع لفرقة فارايتى المسرحية والتى تضم عدداً من الشباب من هواة التمثيل .. المسرحية حملت عنوان حكايات من قلب الغسالة وتم تقديمه على خشبة مسرح ساقية عبد المنعم الصاوى . يقول خالد حسونة سيناريست ومخرج ومؤلف العرض : عرض حكايات من قلب الغسالة مبنى على حالة ارتجالية يعنى مسموح للممثلين بأنهم يرتجلوا فهو لم يكن مكتوباً لكن كان هناك إطار عام للفكرة حيث جلسنا كفريق مسرحى مع بعض وقعدنا نفكر فخرجنا بعدد من الحكايات وفى أثناء النقاش ناس قالت أننا مطحونين وناس قالوا متبهدلين وناس قالوا اننا اتغسلنا واتنشرنا ومن هنا ظهرت فكرة الغسالة فتخيلنا أن البلد عبارة عن غسالة كبيرة وكل شىء فيها مخلوط على بعضه وطبعا المسرحية تتم فى إطار نوع من أنواع الكوميديا السوداء والفكرة لها أصل فى الواقع يعنى أى مسئول النهاردة عندما يتولى منصباً معيناً يقول أنا هنظف البلد أو هانظف الوزارة ..إذن البلد عبارة عن غسالة كبيرة لا تتوقف عن الغسيل والدوران ، وفى أثناء ذلك الحاجات عمالة تتخلط فى بعضها ولم نعد نعرف الصح من الغلط أو الفاسد من الصالح .. ويضيف خالد حسونة : طبعا ديكورات المسرح كانت معبرة لأقصى درجة ومن هنا عملنا غسالة كبيرة جدا ووضعناها على خشبة المسرح ..كما عملنا كذا حبل غسيل حتى نجعل الجمهور يشعر بالفكرة . وطبعا المسرحية عبارة عن مجموعة اسكتشات خاصة جدا حيث تبدأ بعرض تاريخى لتطور المجتمع حتى نصل لثورة 19 وأيام سعد زغلول ..وكان الهدف هنا أن نستعرض كيف كانت الروح الوطنية أيام سعد زغلول ورأينا كيف كان المجتمع فى هذه الفترة ، وعندما دخلت هذه الفترة الغسالة حدث لها تنظيفاً وخرجت روح وطنية أخرى بمعاييرعصرية ونقلنا كيف يحتفل الشعب الفقير فى بداية التحديث بدخول أول غسالة كهربائية فى منطقة صفط اللبن وحتى الناس كانت داخلة تغنى وتقول " جبنا الغسالة الجديدة وصفط اليوم فى عيد " ، وبعد ذلك ناقشنا موضوع الفن الهابط فعملنا اسكتشات فى مسابقة غناء علشان نشوف إحنا بقينا فين وعلشان نشوف الغسالة بقت بترمى إيه ، أيضا أخرجنا الفراعنة من الغسالة حتى نرى كيف نتمحك الآن فى التاريخ بدون أن نضيف شيئا لحياتنا فتحولنا إلى مجرد تماثيل وبدأنا نلعب بأمجاد الماضى ونمثل على أنفسنا ، أيضا نحن حاولنا أن نغسل سلوكيات كثيرة منها الضحك على الذقون والوطنية الزائفة ، واللذيذ فى الأمر أن أجزاء كثيرة من العرض مسموح فيها للممثل بأن يرتجل وأن يتكلم من دماغه وهذا يضيف للعمل .