ينطلق مساء اليوم الثلاثاء اللقاء الأول لمسرح الشباب بعنوان «نحو مسرح فقير» والذى تمتد أنشطته حتى 11 يونيه الجارى وفيه يتنافس عشرة مخرجين شباب جدد على تقديم إبداعات مسرحية مختلفة على مستوى الشكل والمضمون بهدف اكتشاف مواهب جديدة فى مجالات التمثيل والإخراج والديكور. والعروض المسرحية العشرة التى يقدمها الشباب المسرحيون تقدم على مسرح العرائس والطليعة بواقع عرضين كل يوم، ويتبارى كل مخرج فى تقديم أفضل ما لديه للفوز بالجائزة الأهم فى اللقاء وهى عرض المسرحية الفائزة فى الموسم المسرحى للبيت الفنى للمسرح، واللقاء أطلق فكرته هشام عطوة مدير مسرح الشباب، وتبناها د. أشرف زكى رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة والمشرف على البيت الفنى للمسرح. يتميز اللقاء الأول لمسرح الشباب بأن كل العاملين فيه من الشباب بدءاً برئيسه هشام عطوة مدير فرقة مسرح الشباب ومساعديه وانتهاء بكل المخرجين والممثلين المشاركين فيه، ورغم أن اللقاء يهتم فى فكرته الرئيسية بتقديم مخرج صاحب رؤية إبداعية ومسرحية مختلفة، وأن يكون اللقاء جسرًا لانتقال هؤلاء المخرجين من خانة الهواة إلى خانة الاحتراف، فإنه لا يغفل أيضاً تقديم ممثلين ومهندسى ديكور ومساعدين شباب جدد إلى الحركة المسرحية التى تعانى من مشكلات كثيرة ولكن المتابع للبروفات التى قام بها الشباب المشاركون فى اللقاء يكتشف كم الحماس والندية داخل نفوس هؤلاء الشباب الذين حرص كل منهم على تقديم أفضل ما لديه وهو ما جعل المنافسة قوية جداً بين الشباب المشاركين فى اللقاء واختارت لجنة المشاهدة عشرة عروض فقط من بين 68 عرضاً مسرحياً لتقدم على خشبة المسرح للجمهور وتحصل على جوائز مادية وشهادات تقدير وورش عمل للمتميزين منهم حيث اعتمد د. أشرف زكى مبلغ 25 ألف جنيه كجوائز للدورة الأولى للقاء وإعادة إنتاج العرضين الأول والثانى بميزانية أكبر فى الموسم المسرحى التالى، وكان كل مخرج فائز من المخرجين العشرة قد حصل على مبلغ 10 آلاف جنيه لتقديم مسرحيته المختارة بأفضل شكل، ورغم أن المبلغ قليل فإنه بحسب هشام عطوة خطوة على الطريق لاكتشاف مخرجين جدد يقدمون أعمالهم على مسرح الدولة لأول مرة وفق فلسفة المخرج البولندى حرونوفسكى حول المسرح الفقير والتى ترتكز على الإمكانيات الفقيرة والاعتماد على الممثل وتحدى الصعوبات لإنتاج عمل مسرحى متميز بهدف ضخ دماء طازجة وجديدة فى شرايين العمل المسرحى ودعم أفكار الشباب فى هذا المجال. عشاق المسرح والمخرجون العشرة الذين تم اختيارهم هم شباب يعشقون المسرح ولم يسبق لهم التعامل مع مسرح الدولة، وهو ما أتاحه لهم لقاء مسرح الشباب وبعضهم من الأقاليم وبينهم فتاة واحدة هى يسرا الشرقاوى التى تقدم مسرحية من تأليفها وإخراجها بعنوان «صالون مدام إيمان»، وكل المشاركات فى هذه المسرحية من الفتيات باستثناء مهندس الديكور وتدور المسرحية داخل محل كوافير فيه نماذج مختلفة من السيدات اللاتى يكشفن عن همومهن الخاصة وهموم المرأة المصرية بشكل عام. وتقول يسرا إنها خريجة آداب إنجليزى من جامعة عين شمس وقدمت من قبل أكثر من عرض مسرحى داخل الجامعة وخارجها حيث إنها تهوى التمثيل والإخراج وسبق لها الفوز بجائزة أفضل عرض من مهرجان المركز الفرنسى للمسرح. وتضيف أنها سعيدة بمشاركتها فى اللقاء الأول لمسرح الشباب واختيارها ضمن المخرجين العشرة وتسعى بكل قوة لتقديم عرض مسرحى جيد يناقش المشاكل النسائية فى إطار دراما كوميدى، حيث تظهر فى المسرحية مشاكل العنوسة والخيانة وكل أنماط النساء وهمومهن الخاصة والعامة. وتؤكد أن كل المشاركات معها من الممثلات الهواة وهن طالبات من جامعة عين شمس وكلهن يأملن فى تقديم عرض مسرحى يجذب الجمهور، خاصة أن اللقاء أمد المشاركين فيه لأول مرة بإنتاج مناسب بعد أن كن ينفقن على العروض السابقة لهن من جيوبهن الخاصة. ومن بطلات مسرحية «صالون مدام إيمان» الممثلة دينا محسن وهى طالبة بكلية التربية وتقول: اشتغلت فى مسرح الكلية وعملت فى أكثر من عرض مسرحى خارج الجامعة وقد اختارتها المخرجة لتقوم بدور الفتاة العانس داخل المسرحية وهى سعيدة بالمشاركة فى اللقاء الذى خلق حالة من التفاؤل بين شباب المسرحيين. أما ريهام ناجورى إحدى بطلات العرض فهى طالبة بكلية الحقوق وتقوم بدور مدام إيمان صاحبة الصالون وتؤكد أن مشاركتها فى اللقاء تزيد من خبراتها التمثيلية وتزيدها نضجًا وتتمنى أن يفوز العرض بالجائزة الأولى. وقالت هلا إبراهيم طالبة فى كلية الآداب بقسم الدراما إنها شاركت فى أكثر من مهرجان مسرحى داخل وخارج الجامعة وتتمنى أن يستمر لقاء مسرح الشباب ويقام أكثر من مرة فى العام، حتى يخرج نجومًا جددًا فى التمثيل والإخراج، وكذلك أكدت سلوى عاطف وآية خميس بطلتا العرض على كلام زميلاتهما وحرصهن على تقديم أفضل ما لديهن حتى ينال العرض رضا الجمهور. هاملت مختلف ومن المخرجين المشاركين فى اللقاء المخرج محمد الهجرسى بمسرحية «رقصة العقارب» من تأليف د. محمود أبودومة عن نص هاملت لشكسبير ويقول محمد إنه يعمل معيداً بقسم التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية وله تجارب فى الإخراج المسرحى من خلال فرقته «هنا والآن» وقد أعجبته فكرة لقاء الشباب فتقدم إليها، خاصة أن شروط المسابقة كانت ترتكز على فكرة المخرج الذى يقدم رؤية إبداعية متميزة. وأضاف أن اللقاء يمثل فرصة جيدة للشباب لكى يظهروا ويعبروا عن أنفسهم وأزال كذلك عوائق كثيرة أمامهم، والموضوع أكبر من المنافسة على جائزة بقدر ما هو تبادل للخبرات، وقد تقدم للقاء بنص هاملت ولكن برؤية جديدة ومختلفة، خاصة أن هاملت شخصية ثرية درامياً وهو يطرح فى مسرحيته رؤية تعتمد على منح هاملت فرصة لإعادة النظر فى قدرته وهل يستطيع أن يغير نهايته؟! أما أحمد مصطفى بطل العرض والذى يقدم دور هاملت فيقول إنه ممثل فى المسرح الكوميدى وشارك فى عروض مسرحية كثيرة ولكنه يرى التجربة مختلفة هذه المرة حيث يمثل اللقاء له فرصة للتواجد بشكل جيد من خلال قيامه بدور رئيسى، كما أن روح العمل الجماعى مختلفة ومميزة خاصة أن كل العاملين فى التجربة شباب ويسعون لإثبات وجودهم المسرحى. ويضيف أنه عمل مع مخرج العرض من قبل وهو الأمر الذى سهل عليه اختياره بحكم أنه يعرف قدراته التمثيلية كما أن العرض يتيح له الإبداع لأنه يدور حول فكرة مهمة وهى أن كل واحد فينا هاملت! مخرجو الأقاليم ومن المنصورة جاء المخرج السعيد المنسى ليشارك فى لقاء مسرح الشباب بعرض «الكهف» من تأليف وليم سارديان ولكن السعيد قدم رؤية للنص بجوار الإخراج ويقول إنه خريج كلية التجارة دفعة 1995 وشارك فى الجامعة بالتأليف والإخراج وحصل على جوائز الإخراج وأفضل عرض أكثر من مرة وعندما سمع عن لقاء مسرح الشباب بادر بالمشاركة فيه ويرى أن اللقاء مهم جداً للشباب خاصة فى الأقاليم حيث أتاح له فرصة تقديم عرض مسرحى بالقاهرة بدون كارنيه النقابة وبدون عوائق يواجهها مع عشرات من شباب المسرح. ويتمنى أن يحقق العرض الأول له مع البيت الفنى للمسرح نجاحًا، لأنه بذل مجهودًا كبيرًا مع الممثلين لتقديم عرض جذاب ومهم على مستوى الشكل بفكرة إنسانية تدور حول الكهف الذى يتحول إلى مكان لتحقيق الذات من خلال 5 ممثلين يتحاورون حول هذه الفكرة. أما المخرج السعيد قابيل فهو قادم من الإسكندرية ليشارك بمسرحية العودة عن نص للمؤلف بيتر هاندكة وقد قام السعيد بكتابة وإخراج العرض وفق رؤيته هو ويقول إنه خريج آداب قسم المسرح دفعة 2000 وعندما علم بإقامة لقاء مسرح الشباب الأول قرر التقدم إليه بنص العودة خاصة أنه سبق له تقديم عدة تجارب مسرحية داخل الجامعة وهو ما شجعه على التقديم والمشاركة ويرى أن اللقاء فرصة جيدة للتنافس والتعرف على تجارب الشباب المسرحية وتقديم جيل من المبدعين الجدد، ويضيف أن عرضه المسرحى يناقش فكرة استقبال الجمهور لمجموعة من الأحداث الكبرى التى وقعت فى العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى أحداث 11 سبتمبر 2001 من خلال قصة فتى صغير قضى سنوات عمره فى عزلة ثم تعرض للقتل فى ظروف غامضة، ويلعب السعيد دور الراوى فى العرض الذى يتمنى أن يحظى بإعجاب جمهور المسرح، لأنه يتمنى أن يقدم تجارب مسرحية أخرى. ومن نفس الكلية وهى آداب قسم مسرح بجامعة الإسكندرية يقدم المخرج محمد عبدالفتاح مسرحية «عروسة» وهى صياغة درامية ارتجالية لمجموعة من الممثلات ويقول محمد عبدالفتاح إنه خريج عام 2003 وقدم تجارب مسرحية مختلفة وهو مدير فرقة «حالة» وهى فرقة مسرحية شبابية تقدم عروضها فى الشارع وفى المسارح الخاصة ولم يسبق له العمل فى مسرح الدولة من قبل، ولهذا تحمس للمشاركة فى لقاء مسرح الشباب وحتى الآن يراها تجربة مهمة ومفيدة للشباب ليقدموا إبداعاتهم وللمسئولين ليتعرفوا على تجارب إبداعية لجيل جديد من الشباب لم يهتم به أحد من قبل ويضيف أنه يستمتع بالمشاركة فى اللقاء والبروفات، خاصة أنها عبارة عن حواديت وارتجال لمجموعة من الممثلات عن فكرة الفرح والعروسة فى حياة الفتيات المصريات والممثلات المشاركات فى المسرحية يشاركن لأول مرة فى مسرح الدولة ويبذلن مجهوداً كبيراً لكى يخرج العرض بالشكل اللائق. رغم أن المخرج حسين محمود خريج كلية تجارة فإنه عاشق للمسرح واستطاع أن يقدم عروضًا مسرحية من قبل ويشارك فى اللقاء بمسرحية هاملت لوليم شكسبير وهى من إعداده وإخراجه، ويدعم حسين فكرة لقاء مسرح الشباب لأنه يعطى فرصة حقيقية للشباب لكى يبدعوا ويتألقوا بشكل عملى بعد دعمهم مادياً ومعنويًا وهو يسعى لتقديم عرض مسرحى متميز ومعه أكثر من ممثل شاب. ويقول أحمد الشاذلى بطل المسرحية إنه يعمل فى مجال التمثيل منذ 7 سنوات وهو يمثل فى الجامعة ودخل مهرجانات مسرحية كثيرة، وسعيد بالمشاركة فى لقاء مسرح الشباب، لأنه يراه مهرجانًا مختلفا ويمنح الشباب فرصة حقيقية دون محسوبية، كما أنه يسهل عليهم الدعم المادى الذى يعانى الشباب من قلته وهو ما يجعله مستعداً لتقديم أفضل ما عنده على خشبة المسرح خاصة أنه يقدم رؤية مغايرة عن شخصية هاملت التى نعرفها جيداً وستكون مفاجأة للجمهور. جذورنا أفريقية ويشارك المخرج أحمد عبدالمنعم بمسرحية «الحيلة» من تأليف كاتب أوغندى هو اريزا كاوندا وقال أحمد إنه خريج معهد فنون مسرحية دفعة 2004 ويرى أن لقاء مسرح الشباب فكرة مهمة يجب أن تستمر لأنها قادرة على إحداث رواج مسرحى وتقديم وجوه مسرحية جديدة للحركة المسرحية فى مصر. ويضيف أنه بذل جهدًا كبيرًا مع ممثليه الأربعة الهواة لكى يخرج النص بشكل لائق على مستوى الإخراج والتمثيل وقد قرر اختيار نص الحيلة لكاتب أفريقى لأنه نص يتحدث عن قضية إنسانية هى الوحدة التى يعانى منها الإنسان فى كل مكان، كما أن جذورنا أفريقية شئنا أم أبينا. وبجوار هؤلاء المخرجين هناك المخرج حسين إسماعيل الذى يقدم مسرحية «آخر المطاف» والمخرج مصطفى مراد الذى يقدم من تأليفه وإخراجه مسرحية «هذه ليلتى» والمخرج محمد فؤاد الذى يقدم مسرحية «الوضع صامتًا» من تأليفه وإخراجه وقد انشغلوا جميعاً بإجراء بروفات مستمرة لفريق العمل مما منعهم من الحديث وتأجيله إلى ما بعد تقديم العروض للجمهور. مبدعون جدد ومن جانبه قال د. أشرف زكى فى المؤتمر الصحفى للقاء إنه فخور باللقاء الذى يمثل ملتقى لأجيال المبدعين الجدد الذين يمثلون عناصر ممتازة فى التأليف والإخراج والتمثيل المسرحى وفكرة اللقاء أن تبحث عن وسيلة لانطلاق هؤلاء الشباب المسرحيين بإمكانيات بسيطة تدفعهم للإبداع حتى يخرج منهم عشرة مخرجين وعشرة ممثلين جدد يثرون الحركة المسرحية فى مصر. وأضاف أن اللقاء خلق إيقاعًا جديداً ونبضاً مسرحياً مختلفاً ووزير الثقافة متحمس جداً لفكرة الملتقى وسنسعى لعقده كل عدة أشهر وفى كل مرة نعلن عن ميلاد مبدعين جدد ونتمنى أن يعقد الملتقى فى أكثر من محافظة وألا يكون مقصورًا على القاهرة فقط، كما أننا نفكر فى تنظيم مسابقة للنصوص المسرحية تدعم وتخدم فكرة الملتقى. أما هشام عطوة رئيس الملتقى فقال: إن التفكير فى إقامة اللقاء الأول لمسرح الشباب كان يهدف جذب شباب المسرحيين لتقديم عروض جريئة تعتمد على إنتاج قليل التكاليف بما يمنح الإبداع مساحة أكبر ويسعى اللقاء لمنح الفرصة للشباب لتقديم عروض جريئة بعيداً عن قيود الإبداع ومن خلال المؤسسة الرسمية ممثلة فى مسرح الشباب والبيت الفنى للمسرح ويحاور عرض المسرحيات ندوات نقدية وتكريم عدد من المسرحيين بينهم خالد جلال ومحمود الألفى واسم الراحل مصطفى مصيلحى كما يقود لجنة تحكيم اللقاء نخبة من المبدعين المتميزين برئاسة الناقد د. سيد خطاب وعضوية ساندرا نشأت وعاطف عوض ومحمد العدل ونشوى مصطفى والكاتب الصحفى يسرى حسان والكاتب نادر صلاح الدين ومصمم الديكور صبحى السيد والموسيقى طارق مهران والمخرج أحمد طه.