بعد خمس سنوات ستصل القاهرة لأعلى معدلات الزحام والتكدس والضوضاء فى العالم طبقاً للإحصائيات الرسمية .. الشوارع الرئيسية ستتوقف تماماً أكثر من الآن وستسير السيارات بسرعة كيلومتر فى الساعة على أحسن تقدير وهذا سيكون متبوعاً بارتفاع معدلات الغضب بين سكان العاصمة مما يؤدى إلى العنف وزيادة الجريمة .. والناس ستكون أكثر عرضة للضيق والاكتئاب . كانت هذه هى خلاصة مناقشات صالون الأسرة الشهرى الذى عقدته ساقية عبد المنعم الصاوى ليلة أمس بحضور عدد كبير من الشباب .. وكانت ضيفة الصالون هي الدكتورة فاطمة الشناوى خبيرة الطب النفسى بجامعة لندن والطبيبة النفسية المعروفة والتي تقول : أكثر الناس تعرضاً للغضب واحساساً به هم سكان القاهرة حيث كُتب عليهم أن يعيشوا وسط كام هائل من الأزمات الخانقة فهم يعيشون فوق بركان من الغضب والضيق.. والغضب بشكل عام هو إحساس إنسانى صحى وطبيعى ولكن المشكلة تكمن فى كيفية التعبير عنه فإما أن يعبر الإنسان بشدة وبعنف وهذا ما نراه فى الخناقات وفى حوادث القتل والجريمة اليومية وإما أن يكظم الإنسان غيظه ويفكر بطريقة عقلانية ويسعى باستمرار لتهدأة نفسه وإما أن يكتم فى نفسه ويثور داخلياً وفى هذه الحالة الأخيرة يكون عرضه للإصابة بالأمراض مثل الضغط والسكر والقرحة . وتضيف : لو حدث كتمان مستمر للغضب فهذا سيؤدى للإكتئاب والإحباط وهذا ما نراه ونلمسه فى تصرفات وتعبيرات الناس حيث نجد دائماً حالة من الجمود والسكون وعدم التفاؤل ، ونحن دائما ما نقول أن لكل مشكلة حل ولكن هذا الكلام غير صحيح فهناك مشكلات كثيرة ليست لها حلول وهنا يصبح الحل الأمثل هو التكيف مع المشكلات وهناك استراتيجيات للتعامل مع الغضب والسيطرة عليه وهذه الإستراتيجيات هى : أولاً : الاسترخاء حيث يتطلب الأمر فاصل قصير يومياً ففى اليابان هناك تقليد غريب جداً وهو أن المواطن اليابانى يقوم بالنوم على مكتبه نصف ساعة يومياً فى أثناء العمل بهدف استجماع قواه خاصة ، ثانيا ً : الذهاب لمكان آخر يعنى ممكن تترك القاهرة وتذهب إلى الأسكندرية أو أى مكان فهذا يؤدى لتوسيع طاقة الإنسان على التحمل ، ثالثاً : التفكير فى الذكريات الجميلة يعنى لو سيادتك راكب سيارتك والطريق واقف تماماً فبدلاً من أن تغضب يمكنك أن تتذكر موقفاً جميلاً وتسرح معه ، رابعاً : السخرية بمعنى أن تعمل تبديلاً فى مشاعرك بحيث تسخر من الواقع وتضحك وتقول نكتة فكل هذا يقلل من حدة الشعور بالغضب .