هل حقيقى ان زواج الشباب مبكرا يحميهم من العديد من المشاكل النفسية و وان تأخر الزواج قد يكون سبب لإكتئاب الشباب ؟ ، واذا كان الأمر كذلك بالفعل فما سبب إنتشار العديد من الجروبات على موقع الفيس بوك تدعو الشباب الى عدم الزواج نظرا لما يترتب عليه من مسئوليات والتزامات قد تعيقهم عن تحقيق احلامهم وطموحاتهم والتى تشترك فيها الفتيات أكثر من الشباب ... عن المشاكل النفسية التى تترتب على عدم الزواج وعزوف الشباب عن الزواج نتحدث مع مجموعة منهم لنعرف سبب انتشار هذه الظاهرة . سارة : الضغوط الإجتماعية هى السبب " لولا والدى ووالدتى لما فكرت فى الزواج أبدا " هكذا بدأت سارة عبد المنعم حديثها معنا والذى قالت فيه انها بالفعل لاترى أى مشكلة فى عدم زواجها وان عدم الزواج لايترتب عليه أى مشاكل نفسية بدليل ان اكثر الفتيات إكتئابا وفقدان الرغبة فى الحياة هن صديقاتها الاتى تزوجن مبكرا نظرا لإنشغالهن بالزواج والأولاد عن تحقيق احلامهن وطموحاتهن سواء على المستوى العملى أو الشخصى ، ولكنها لاتنكر انها تتعرض لضغوط تفوق الوصف من اسرتها بسبب رفضها للزواج خاصة انها الوحيدة بين شقيقاتها وبنات العائلة التى لم تتزوج حتى الأن وان كانت لاترى أى مشكلة فى ذلك بالرغم من انها اقتربت من الثلاثين ، وتؤكد سارة على انها لاتشعر ان هناك أى شىء ينقصها خاصة انها تستعد لرسالة الدكتوراه فى التنمية البشرية وتجد نفسها فى عملها ودراستها ولايوجد شىء ينغص عليها حياتها سوى " زن " اسرتها ونظرة الناس لها وكأن هناك شيئا ينقصها بسبب عدم الزواج أما حكاية المشاكل النفسية والإكتئاب فهى لاتشعر بهم على الإطلاق وانما العكس فهى دائما ما تجد سعادتها فى عملها واصدقائها وحريتها .
نيفين : الزواج ليس الحل وتؤكد نيفين خليل انها تشعر بالإكتئاب والوحدة بالرغم من انها متزوجة ولم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها فتقول : الزواج ليس حلا للخلاص من المشاكل النفسية فأنا تزوجت لمجرد ان اسرتى وجدت ان الشخص الذى تقدم لخطبتى انسان مناسب ولايوجد أى سبب لرفضه ولكنى بعد الزواج لم أشعر بأى نوع من التجاوب أو التوافق بيننا ومع الوقت بدأت أشعر بمزيد من الوحدة وتمنيت لو انى كنت رفضت الزواج وظللت فى عملى حتى أجد الإنسان الذى اتوافق معه عاطفيا وفكريا ونفسيا ، لذلك انا أنصح أى فتاة آلا تقع تحت طائلة ضغوط من حولها او الزواج لمجرد الهرب من فكرة الخوف من العنوسة او الوحدة لأنها لو لم تتزوج عن اقتناع بنسبة مائة فى المائة ستقع فريسة للوحدة والعديد من الأمراض النفسية التى تجعلها تفقد الرغبة فى الحياة بشكل عام .
مى : الخطر الحقيقى فى الإختيار الخاطىء وتتفق مى مع رأى نيفين فتقول : انه لايوجد خطر على نفسية الشباب من عدم أو تأخر الزواج انما الخطر الحقيقى يأتى بسبب الإختيار الخاطىء سواء للفتاة أو الشاب فأنا رأيت بالفعل مواقع الفيس بوك التى تدعو الشباب الى عدم الزواج وبالرغم من انى لست معها ولكنى أيضا لست مع الزواج لمجرد إكمال الشكل الإجتماعى ، بالإضافة الى ان الزواج لابد ان يكون خطوة مؤجلة لما بعد تحقيق الإستقرار المهنى والعملى خاصة بالنسبة للفتاة التى يجب ان تصنع لنفسها "كارير" واستقرار مادى يضمن لها عدم الإعتماد على شخص أخر سواء كانت اسرتها أو زوجها لأن هذا الإستقرار المادى فى حد ذاته يضمن لها أيضا نوع من الهدوء والإستقرار النفسى ، اما اذا جاءت خطوة الزواج قبل تحقيق الذات فستشعر الفتاة مع الوقت انها شخص غير مؤثر فى الحياة تعيش على هامش حياة زوجها وهذا بدوره سيدخلها فى دوامة من المشاكل النفسية على رأسها الإكتئاب والشعور بالوحدة وعدم القيمة . وإذا كان هذا رأى الفتيات فماذا عن رأى الشباب فيما اذا كان تأخر الزواج يسبب لهم مشكلة نفسية أم لا ؟ شهاب : عدم الزواج افضل " العكس هو الصحيح فالزواج هو الذى يسبب إكتئاب للشباب " بهذه الجملة بدأ شهاب قاسم كلامه معنا والذى قال فيه من واقع ما أراه مع أصدقائى الذين تزوجوا بمجرد تخرجنا من الجامعة أرى ان الزواج خاصة المبكر هو الذى يسبب الإكتئاب والأمراض النفسية للشباب لأنه يعوقهم عن تحقيق طموحاتهم فى العمل فالشاب خاصة فى ظل هذه الظروف الصعبة التى نمر بها والموجودة فى سوق العمل بمصر يحتاج الى كل دقيقة فى وقته حتى يتفرغ فيها لعمله ليثبت نفسه ووجوده من خلال المنافسة القوية ، بالإضافة الى ان الزواج المبكر أيضا يحد من حريته مما يجعله يشعر مع الوقت وكأن عمره ضاع فأنا أعرف شباب كثيرون فى بداية الثلاثينات ولكنهم يشعروا وكأنهم فى الخمسين بسبب الزواج المبكر وكثرة الإلتزامات والمسئوليات التى ترتبت عليه فضلا عن شعوره بتقدم زملائه فى العمل عليه نظرا لإنشغاله بتلك المسئوليات . وليد : الزواج استقرار ويختلف رأى وليد شافعى عن رأى شهاب فيقول : انا أرى ان الزواج يحقق جزء كبير من الإستقرار النفسى للشباب وتحديدا الفتيات خاصة اننا نعيش فى ظل مجتمع ينظر للفتاة غير المتزوجة وكأن شيئا ينقصها فأنا أعرف صديقات اقتربن من الثلاثين ولم يتزوجن وبالرغم من انهن يشغلن مراكز مرموقه فى اعمالهن الا ان كل من حولهن يفسر اى مشكلة او ازمة نفسية او صحية يتعرضن لها على ان عدم الزواج هو السبب ، اما بالنسبة للشاب فالزواج يجعله يشعر بمدى المسئولية التى تقع عليه مما دفعه لأن يكون أكثر حرصا على عمله ودخله كما انه سيسعى بأقصى ما فى وسعه للإجتهاد فى عمله أملا فى التقدم بمستواه المهنى والوظيفى والأهم من ذلك ان الزواج سيحميه من الوقوع تحت أى مؤثرات غير اخلاقية وبناء عليه سيشعر بنوع من الهدوء والإستقرار النفسى ويكون من الصعب تعرضه لألا مشاكل نفسية خاصة الإكتئاب لذلك انا ضد كل المواقع التى تحرض الشباب او الفتيات على عدم الزواج او تأجيله وانصح أى شاب انه كلما كانت امكانياته تسمح له بالزواج فعليه أن يأخذ هذه الخطوة فورا ولا يفكر فى تأجيلها ولو ليوم واحد شرط ان يختار الإنسانة المناسبة له والتى يشعر انها ستكون سندا له فى حياته . ويعلق دكتور عادل مدنى على اراء الشباب قائلا : الحقيقة ان الفتيات عادة ما يكونوا اكثر عرضة للإكتئاب بسبب عدم أو تأخر الزواج لأنهن غالبا ما يكونوا الأكثر معاناة من المجتمع الذى ينظر للفتاة غير المتزوجة وكأنها هى المسئولة عن عدم زواجها مما يؤدى الى تحويل الفتاة الى شخصية إكتئابية واكثر ميلا للخجل كما يرتفع لديها مستوى القلق وتصبح أكثر حساسية من السهل إستثارتها بل وقد يصل الأمر الى انها تفقد الثقة فى نفسها ولكن على الفتاة آلا تستسلم لهذا الإحساس وتعلم ان أهم شىء آلا تفقد الثقة فى نفسها نتيجة عدم الزواج وان تعمل على زيادة سقف التوافق النفسى مع ذاتها والمحيطين بها ، اما بالنسبة للشاب فهو أيضا يتعرض لبعض المشاكل النفسية بسبب تأخر الزواج ولكن مشاكل الشاب عادة ما ترتبط بضعف الإمكانيات المادية التى تجعله يفقد الأمل فى قدرته على اتخاذ تلك الخطوة مما يعرضه للإحباط والإكتئاب فمما لاشك فيه ان الزواج يحقق نوع من الإستقرار النفسى للرجل والمرأة شرط ان يكون مبنى على توافق فكرى واجتماعى .