* د. نعمت عوض الله: أدعو الفتاة إلى الزواج فى أى وقت ما دام الزوج مناسبا * د. منى البصيلى: ليس سيئا ولكن يجب الاستعداد والتحضير الجيد له رغم أن نموذج زواج الطالبات المنتشر بالجامعات قد يبدو حلا للتغلب على ظاهرة تأخر الزواج، إلا أنه لا يخلو من مشاكل تختلف، وفقا لظروف كل زوجة ومدى تفهم زوجها ونوع دراستها، لذا فهى تحتاج إلى مزيد من الاستعداد وتنظيم الوقت من أجل تفادى المشاكل والحفاظ على الحياة الأسرية. سلمى أبو الدهب تحكى عن تجربتها، حيث تزوجت بعد السنة الثانية من دراستها بكلية الخدمة الاجتماعية قائلة: "لم أكن أحدد وقتا معينا للارتباط، ولكن عندما تقدم لى زوجى وافقت على الارتباط به بعد تزكية والدى له رغم وجود بعض القلق قبل الخطوبة". وتستكمل موضحة تجربتها: "ليست صعبة بالمرة، بل ساعدتنى على الاستقرار، ولكن يختلف الأمر من فتاة لأخرى حسب ظروفها وطبيعة دراستها، فقد عانت أختى التى تدرس بكلية الزراعة حين تزوجت، بينما لم أعان؛ حيث أدرس بكلية نظرية، والذى ساعدنى على ذلك تنظيم الوقت؛ حيث كنت أستيقظ للاستذكار فى السادسة صباحا حتى الظهر، بالإضافة إلى أن زوجى كان يساعدنى كثيرا فى دراستى؛ مما ساعدنى على الانتهاء منها بنجاح". ولم تكن سمية حسن -خريجة كلية الآداب- الوحيدة فى أسرتها التى تزوجت أثناء الدراسة، بل إن الزواج فى أثناء الدراسة أمر شائع داخل العائلة، فعندما يتقدم شاب للأسرة ويرى فيه الوالد أنه كفء لا تقف الدراسة عائقا أمام موافقته، لكنه يشترط على الشخص المتقدم أن تستكمل ابنته دراستها. تقول سمية: "كان زوجى على معرفة بوالدى؛ مما سهل على اتخاذ قرار الارتباط وأنا فى سن صغيرة، ولكن بالطبع فالتوفيق بين مسئولية البيت والدراسة ليس سهلا، ولكن رغم المعاناة وضغط الوقت التى كانت تدفعنى أحيانا إلى ترك الدراسة إلا أن إصرار زوجى على الوفاء بعهده مع والدى هو السبب وراء استكمال الدراسة، فقد تزوجت بعد السنة الأولى من الجامعة ورزقت بطفلى الأول فى ليلة امتحان السنة الثانية، ولكنى حرصت على أدائه فى اليوم التالى؛ مما تسبب فى إصابتى بحمى، فلم أكن أعانى وحدى ولكن زوجى كان يعانى أيضا؛ حيث كنت ألتزم بيت أهلى طوال فترة الامتحانات مما يجعلنى أقصر فى حق زوجى وبيتى، إلا أنه كان يساعدنى حتى انتهت الدراسة". أما إيمان -وهى زوجة وطالبة فى الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم- فقد تزوجت فى أثناء دراستها بالفرقة الثانية، ورغم أنها اختارت الزوج بعد القبول وتوافق الطباع ومباركة الأسرة إلا أنها أحيانا ما تشعر بالحيرة والندم؛ حيث لا تستطيع التوفيق بين الزواج والدراسة، خاصة أنها تعيش فى بيت عائلة وعليها مسئوليات منزلية كبيرة، فضلا عن اعتمادها على والدها فى المذاكرة حتى بعد التحاقها بالجامعة. الاستعداد والتأهيل الجيد فى البداية، ترى الدكتورة نعمت عوض الله -المستشارة الأسرية- أن زواج الفتاة فى أثناء الدراسة ليس جديدا على المجتمع، ولكنه انتشر عندما بدأت مشكلة تأخر الزواج، فأعاد المجتمع تشجيعه للفكرة، خاصة إذا وجدت فرصة جيدة للارتباط تتمسك بها، وتشمل هذه الفرصة القبول والتناسب بين الفتاة والشاب على كل المستويات. وتوضح قائلة: "أنا لا أستطيع أن أحدد سنا للزواج، ولكن أدعو الفتاة إلى الارتباط فى أى وقت إذا كان الشاب كفئا لها حينما يتوافر الانسجام والميول المشتركة بينهما"، إلا أنها تعود لتؤكد أن هذا النوع من الزواج يحمل بعض العيوب مثل ضغط الوقت على الزوجة؛ لذا عليها الاستفادة من تنظيم وقتها. وترى الدكتورة منى البصيلى -الطبيبة النفسية- أن نموذج الزوجة الطالبة ليس سيئا، ولكن يجب الاستعداد والتحضير له؛ حيث يختلف تقييم النماذج من حالة إلى أخرى، فالزوجة التى لم يتم إعدادها على تحمل المسئولية تظل تعانى نفس المشاكل حتى بعد تخرجها، كذلك هل تسمح شخصية وعقلية الفتاة بالقدرة على الاختيار الصائب وهل لديها المعايير الشاملة للاختيار المناسب؟ وتضيف قائلة إن "الأسرة الصغيرة التى تكون فيها الزوجة طالبة تبدأ بضغوط نفسية ومادية فضلا عن عدم التوفيق بين الدراسة والمنزل وعدم القدرة على رعاية الزوج، بالإضافة إلى عدم قدرتها من الاستفادة من دراستها لأنها لا تستطيع أن تعطيها الاهتمام الكافى". وتتفق مع د. نعمت على ألا يتم اتخاذ قرار الارتباط فى أثناء الدراسة تحت ضغط تأخر سن الزواج، فضلا عن أهمية الإعداد الجيد للفتاة على تحمل المسئولية والتعود على أعمال المنزل فى سن مبكرة، وكذلك إعداد الزوج أيضا، أما بالنسبة للمتزوجات، فعليهم الاستعانة بالإرشاد النفسى والأسرى المستمر لحماية الأسرة من الفشل.