10 أيام عرفت خلالها أن تعبير سحر الشرق ليس مبالغة , ورحلتي إلي ماليزيا كانت مليئة بالغرائب ، تفاصيل كثيرة ستدهشكم عن هذا البلد العجيب ! نبدأ من الرحلة التي استغرقت 13 ساعة ثم وصولنا إلي المطار الدولي في كوالالمبور والذي يعتبر أحدث المطارات في العالم بعد المطار كانت الطرق السريعة التي تصلنا بالمدينة محاطة بالخضرة الاستوائية الجميلة كلما سرت في طريق تري الحدائق والخضرة في كل جانب .. وتبدو من خلفها القري الماليزية وهي تعيش مرحلة التحول التي تعيشها البلاد .. هدم للقديم وتشييد للجديد .. بدأنا جولتنا من قلب العاصمة من برج كوالالمبور أو المنارة أعلي الأبراج في آسيا كلها وهو رابع أعلي منارة في العالم بارتفاع 421 مترا عندما تستطيع الصعود للمنارة كي تلقي نظرة علي كل المدينة من الأعلي , تجد صالة العرض مزودة بالمناظير التي يمكنك من خلالها استكشاف المدينة في مشهد جميل مساحة الأخضر رائعة والمباني المنسقة في ألوانها وأطوالها مبهرة بلد جميل جدا مشهد مضغوط ومصغر لأحلي الأماكن بها . استخدمت بعد ذلك الأتوبيس السياحي hop on hop of هذا الاتوبيس يتجول بك في أشهر وأهم الأماكن السياحية في كوالالمبور يمر علي كل نقطة ويتركك لنصف ساعة ثم يأتي غيره ليأخذك من هناك هذا الاتوبيس يعمل 24 ساعة وتذكرته غير مكلفة فقط 38 رينجت أي حوالي 55 جنيها مصريا فالرينجت يعادل جنيها ونصف الجنيه المصري فقط . وكوالالمبور مدينة كثيفة الخضرة يعود ذلك إلي مياه الأنهار وإلي الأمطار الاستوائية الغزيرة فيها وحدها حوالي 20 حديقة تقع مجموعة كبيرة منها بجوار بعضها كانت تلك هي المحطة الأولي لي في كوالالمبور أشهرها حديقة الطيور التي تعتبر أكبر حديقة طيور مغطاة في العالم , ويوجد بها مجموعة كبيرة من الطيور النادرة التي تعيش تحت الغطاء الذي يلف الحديقة لمنع تلك الطيور من الخروج عن نطاق الحديقة , مقابل حديقة الطيور مباشرة تقع حديقة الزهور التي يوجد بها 800 نوع من نباتات الأوركيد الذي تشتهر به ماليزيا. أهم محطة في ماليزيا كلها كانت المحطة الثانية برجي بتروناس وهما أعلي برجين في العالم , إنهما أهم مايلفت الزائر إلي ماليزيا والبرجان مملوكان لشركة البترول الوطنية بتروناس , ويبلغ ارتفاع البرجين 425 مترا ويتكونان من 88 طابقا , علي ارتفاع 170 مترا يقع بين البرجين الجسر المعلق الذي يربط بينهما وطوله 40 مترا , يمكن للزوار الصعود للجسر في الطابق الأربعين وغير مسموح بالدخول لأي طابق آخر , ولمن يريد الصعود يجب أن يكون هناك قبل الثامنة والنصف صباحا , والتذاكر مجانية , وجدت هناك مئات الناس يحاولون التقاط الصور بجانب أعلي برجين وأشهر مكان في ذلك البلد وهو رمز لمدي تقدمهم في بناء أبراج كهذه كما يوجد تحت البرجين سوق ضخمة توجد بها جميع الماركات العالمية لكن الأغلي في ماليزيا . بعد ذلك زرت القصر الملكي أو ' الآستانة ' الموجود في شارع اسمه القصر ويبعد قليلا عن مركز المدينة وهو يقع علي هضبة صغيرة تعلوه القبة الذهبية ومزين بأبهي السجاد الأصفر والأحمر , ويحاط القصر بحديقة جميلة ويعتبر القصر المسكن الرسمي للملك ( ملك ماليزيا ), كما يمكن للعامة والسياح زيارة القصر ومشاهدة تبديل الحرس اليومي في الصباح , وأحيانا يسمح بمقابلة الملك شخصيا إذا كان ذلك يترتب علي موعد سابق للسلام أوغيره , وهذا أمر سهل جدا في ماليزيا , وهو مقابلة الشخصيات العامة , فأحيانا تجد الملك يصلي مع العامة في أحد مساجد العاصمة أو رئيس الوزراء أو أي وزير في فترات الراحة ينزل للسوق المجاور لمكتبه دون أي حراسة ويحييه الناس من بعيد أو بالتسليم باليد , وليس أمرا غريبا في ماليزيا هذا الشيء , وما يميز رئيس الوزراء ووزاءه هو التزامه قبل موظفيه بتنفيذ القانون , وأقلها أنه يضع علي صدره شارة مكتوبا عليها اسمه . توالت بعد ذلك المحطات ولكن كان أهمها تلك المساجد الماليزية الرائعة الجمال ولعل المسجد الوطني كان من أحلي وأفخم وأكثر الأماكن راحة وجمالا في ماليزيا يقع المسجد الوطني المشهور باسم ' مسجد فيجارا ' بالقرب من حدائق بردانا غير بعيد من وسط العاصمة .. تتألق علي واجهته 18 نجمة 13 منها ترمز لولايات ماليزيا والخمس الباقية ترمز لفروض الإسلام الخمسة .. مئذنته عالية تصل إلي 83 مترا ويجاورها 48 قبة صغيرة نفس عدد القباب التي تحيط بالكعبة المشرفة في مكة وساحة المسجد الواسعة تسع 8 آلاف شخص كما يزين المسجد من الخارج بالنافورات والأحواض ويعتبر هذا المسجد صورة واضحة للتصميم الإسلامي الحديث في ماليزيا . قريبا جدا من المسجد الوطني تجد محطة قطار كوالالمبور القديمة التي تعد معلما أثريا هاما في ماليزيا هناك أيضا الكثير من المباني التاريخية التي تتحدي ناطحات السحاب بطرزها التقليدية وأشهرها ' قصر السلطان عبدالصمد ' الذي تم بناؤه سنة 1897 م ليكون مقرا للمحكمة الشرعية والمبني بأبوابه والألوان المستخدمة فيه يجمع بين الحضارات المختلفة الهندية والإسلامية وهو من المباني المميزة التي يعجب بتصميمها كل من يراها , وذلك للفن الهندسي غير التقليدي الذي بنيت به هذه البناية .. وعندما يضاء قصر السلطان عبدالصمد ليلا يتحول ليصبح أشبه بقصور ألف ليلة وليلة . حضرت عيد الاستقلال هناك واحتفلت به ماليزيا كلها خرج الناس للشوارع ولحديقة الاستقلال تلك الحديقة الكبيرة التي تقع أمام المبني الفيدرالي الذي كان يحكم فيه الانجليز ماليزيا من قبل وبعد الاستقلال اختاروا تلك الحديقة ليخرج إليها الناس وينظروا إلي المبني ويؤكدوا لأنفسهم وللعالم أنهم الآن مستقلون ... أضواء وأفراح في الشارع حتي اليوم التالي واستقلت ماليزيا عن المملكة المتحدة في 31 أغسطس 1957 وقد دخلها الإسلام عن طريق التجار المسلمين والدعاة المتصوفين من إيران وباكستان والهند والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية , وهي الدولة الوحيدة في آسيا - عدا الدول العربية - التي ينص دستورها علي أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة , وقد وقعت تحت الاحتلال البريطاني عام 1867 ونالت استقلالها عام 1957 ويبلغ عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة يعتبر المسلمون 60% من إجمالي عدد سكان ماليزيا , كما يعيش فيها صينيون وهنود وجنسيات أخري والجميع يعيش في سلام ومحبة .