«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل تدعي‏:‏ مكتشف النيل يهودي‏!‏

الإدعاءات الإسرائيلية لا تنتهي ابدا وأخرها الإدعاء بأن مكتشف منابع النيل يهودي. حلقة جديدة من رحلة بعثة الأهرام عند منايع النيل على شواطئ بحيرة فيكتوريا في أوغندا. أين من عيني حبيب ساحر‏..‏ فيه نبل وجلال وحياء واثق الخطوة يمشي ملكا‏..‏ ظالم الحسن شهي الكبرياء عبق السحر كأنفاس الربا‏..‏ ساهم الطرف كاحلام المساء مشرق الطلعة في منطقه‏..‏ لغة النور وتعبير السماء
لا تملك سواها‏. '‏ الأطلال‏'‏ لشاعرنا الراحل‏'‏ إبراهيم ناجي‏'..‏ تضبط نفسك متلبسا مرددا تلك الكلمات التي تغنت بها كوكب الشرق لربما تعبر عما تراه عيناك وتسمعه أذناك وأنت واقف بقدميك في قلب هضبة البحيرات الإستوائية متيقنا بأن‏'‏ ناجي‏'‏ قد كتب عاشقا واصفا ليس لحبيبة قلبه بل لمياه النيل في بحيرة فيكتوريا‏..!‏
ساعة واحدة من مطار العاصمة الإثيوبية‏'‏ أديس أبابا‏'‏ كفيلة بأن تنقلك إلي العاصمة الأوغندية و تحديدا مطار‏'‏ عنتبي‏'..‏
لم يفارقنا طوال المسافة صوت‏'‏ طه خليفة‏'‏ رئيس غرفة السياحة بأسوان ونائب رئيس مجلس إدارة احدي الشركات التي تستثمر في مجالات السياحة والتكنولوجيا والكهرباء بالاراضي الحبشية والعاشق لتراب إثيوبيا والذي يتمتع بشبكة لا بأس بها من العلاقات مع المسئولين الإثيوبيين‏..‏ لم يفارقنا حديثه عن نيل أوغندا هكذا أطلق عليه بأنه مختلف تماما عن نيل الحبشة الهادر المندفع القوي‏,‏ الأول هاديء لحد ما‏,‏ حكيم في أحيان لكنه ليس الأغزر كما‏..‏
وإذا كانت مصر تستمد‏85%‏ من مياهها من الحبشة فإنها أيضا تستمد الباقي من بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏وإذا كانت هناك مصالح إقتصادية وسياسية بين البلدين‏_‏ مصر وإثيوبيا‏_‏ في طريقها للتعزيز فإن هذه العلاقات أيضا لابد وألا تنحصر عند إثيوبيا فقط إذ عليها أن تتوجه لبقية دول حوض النيل وخاصة أوغندا التي قد تكون لها علاقات أساسية منذ زمن بعيد مع إسرائيل‏..!!‏ لا أعرف لماذا كنت علي يقين بأنني سأري بل وسأسمع شيئا مختلفا عما رأته عيناي في بلاد الحبشة‏..‏ والحق سرعان ما أفقنا من حالتنا عندما جاء صوت كابتن الطائرة معلنا وصولنا إلي مطار أوغندا‏..‏
ما أن حطت أقدامنا العاصمة الأوغندية‏'‏ عنتيبي‏'..‏ حتي قررنا أن نتجه علي الفور إلي هدفنا المنشود وهو مدينة‏''‏ جنجا‏'‏ لنصل إلي ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم من حيث المساحة والأكبر في إفريقيا حيث تبلغ مساحتها‏68870‏ كيلو مترا‏.‏
ثلاث ساعات هي المدة الزمنية التي قطعتها سيارتنا من مطار‏'‏ عنتيبي‏'‏ إلي أحد الفنادق المطلة مباشرة علي بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ في مدينة‏'‏ جنجا‏'..‏
من اليسير أن تتعرف علي ملامح أوغندا بل تدرك الفرق بينها وبين الحبشة‏,‏ ما أن تتوغل سيارتك مغادرة‏'‏ عنتيبي‏'‏ متجهة‏'‏لكمبالا‏'‏ لتشق طريقها عبر القري الصغيرة لتصل إلي‏'‏ جنجا‏'..‏
طفرة من التقدم والنمو حدثت خلال‏5‏ سنوات منذ أخر زيارة قمت بها إلي هذا البلد‏,‏ نظرة سريعة للبنيان المعماري والسوبر ماركات العالمية والسيارات الفارهة وحتي المتوسطة والأسواق وشركات السياحة تستطيع بها أن تعرف أن هذ البلد يعمل علي قدم وساق‏..‏ وأن إثيوبيا التي غادرتها منذ ساعات سوف تلحق بالركب هي أيضا وأنني لو قدر لي و زرتها بعد‏5‏ سنوات من الآن لاختلفت أمور كثيرة‏..!!‏ كان قرص الشمس يداعب صفحة بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ محاولا ألا يختفي ولكن أبدا لم يفلح فلقد آن الأوان لتحتضنه المياه التي تجري في هدوء وإنسيابية معلنا دخول الليل‏..‏ وآه من ليل‏'‏ جنجا‏'..!!‏
وآه من ذاك النوم الذي يفارق عينيك لحين بزوغ أول خيط من خيوط الشمس‏..‏ وكيف تري عيناك النوم وصوت‏'‏ خفافيش الظلام‏'‏ حولك في كل مكان‏..‏ وربما إصطدامها بجدران غرفتك التي وضعت لها أسوار عالية من الحديد صوت يثير الفزع والرهبة‏..‏
ولأن الليل مهما طال له نهاية‏..‏ فلقد إنتظرنا نهايته بفارغ الصبر لتبدأ رحلتنا في باكر اليوم التالي إلي منبع بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'..!!‏
فيكتوريا‏..‏إنجليزية‏..‏ أم يهودية؟‏!‏
كانت عقارب الساعة تشير إلي الساعة السابعة صباحا عندما بدأت سيارتنا تتحرك من أمام الفندق متجهة إلي‏'‏ شلال ريجون‏'‏ حيث منبع نهر النيل‏..'‏ ديسون‏'‏ مرافقنا الأوغندي راح يتحدث ما يقرب من ربع ساعة وهي المدة التي قطعناها للوصول إلي‏'‏ شلال ريجون‏'‏ قائلا‏..‏ إنه عبارة عن هدار صخري بارتفاع أربعة أمتار وكان يستخدم في التصرف في المياه وهذه النقطة تعرف باسم‏'‏ نيل فيكتوريا وهو النقطة التي بدأ منها نهر النيل لكي ينطلق إلي البحر الأبيض المتوسط من خلال وسط وشمال أوغندا مرورا بالسودان وصولا إلي مصر‏,‏ وتستغرق رحلة مياه النيل‏3‏ شهور في هذه النقطة إلي أن تصل إلي مصر‏.‏ لم أكن في حاجة لسماع صوت مرافقي ما أن وقفت أمام‏'‏ شلال ريجون‏'‏ فالمشهد لا يستطيع قلم وصفه وكما قال لي‏'‏ طه خليفة‏'‏ رئيس غرفة السياحة بأسوان أنه مختلف عن مشهد شلالات النيل الأزرق في الحبشة‏..‏ هنا هاديء وحكيم ومتزن‏..‏
رحت بعيدا بذاكرتي وتذكرت أنه في عام‏1858‏ حاول المستكشفان البريطانيان‏'‏ سبيك وبرتون‏'‏ الوصول إلي منابع النيل في رحلة بدآها في شرق إفريقيا فوصلا لبحيرة‏'‏ تنجانقا‏'‏ ثم عادا وفي منتصف الرحلة حالت ظروف‏'‏ برتون‏'‏ الصحية دون الإستمرار في الرحلة التي واصلها‏'‏ سبيك‏'‏ إلي أن إكتشف أن منبع النيل من هنا في تلك النقطة التي أقف عليها بقدماي‏..‏ وقد أطلق علي البحيرة إسم‏'‏ فيكتوريا‏'‏ نسبة إلي ملكة إنجلترا‏..!!‏
لفت نظري وجود لافتة كبيرة عند شلالات‏'‏ ريجون‏'‏ وقد كتبت باللغة الإنجليزية وهي تحكي قصة إكتشاف‏'‏ سبيك‏'‏ لبحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'.‏ قبل أن أكمل قراءتي فاجأني مرافقي قائلا‏..‏ تلك هي اللوحة التي تحكي قصة إكتشاف منابع النيل والتي إكتشفها رحالة إنجليزي من أصل يهودي علي ما أظن أنه إسرائيلي ويدعي‏'‏ سبيك‏'..‏ خرقت أذني مقولة مرافقي فاستوقفته وقلت له عفوا‏'‏ سبيك‏'‏ بريطاني وقد أطلق اسم‏'‏ فيكتوريا‏'‏ نسبة لملكة إنجلترا‏..‏ ودخلنا في مناقشة طويلة حول جنسية‏'‏ سبيك‏'..‏ من خلالها عرفت منه أن كل الأفواج الإسرائيلية التي رافقها هو والتي تأتي إلي إوغندا إما للسياحة أو لتنفيذ مشروعات وإستثمارات بين إسرائيل وأوغندا قالوا له أن اليهود هم مكتشفو منابع النيل‏..!!‏ حاولت أن أصلح له ما أفسده المفسدون‏..‏ ولكنها تظل محاولة فردية جاءت بالصدفة‏..!!!‏
هنا‏..‏ وقف ليبرمان‏..!‏
إنطلقنا إلي مكان أخر نستطيع أن نري منه بشكل أفضل مياه النيل متدفقة لتكمل رحلتها من بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ إلي السودان‏..‏ شلال صغير إذ ماقارنته بشلالات النيل الأزرق في إثيوبيا‏..‏
تحدثت مع مرافقي في أن هذا المكان بالتأكيد يجذب السياح إليه‏..‏ فرد علي بفخر وثقة‏..‏ بالطبع وكان أخر من زاره السيد‏'‏ ليبرمان‏'‏ وزير الخارجية الإسرائيلي منذ شهور قليلة‏..‏ تسمرت قدماي في أرض بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ الحمراء الطينية‏..‏ وحدثت نفسي قائلة‏..‏ هنا وقف ليبرمان الذي هدد مصر يوما بقصف السد العالي‏..‏ لقد وقف عند حدود بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ الضخمة التي تقع علي حدود كل من أوغندا و تنزانيا وكينيا ليتأمل كيف ينبع النيل وكيف يسير في رحلته الطويلة من أجل الوصول إلينا‏..‏ تري هل كانت زيارة سياحية أم ميدانية‏..‏ ؟‏!‏
وما الذي جعله يزور هذه المنطقة بالتحديد‏.‏ رغم أنها لم تكن مدرجة في الزيارة‏..‏ ؟
فيم يفكرون ويخططون وماذا يخفون في جعبتهم‏..‏ ؟‏!‏
قطع مرافقي حالة تأملي وعلامات إستفهامي قائلا دون أن أسأله‏..‏
أوغندا وإسرائيل دولتان لهما علاقات وطيدة في السياسة والإقتصاد‏..‏ وهم يعملون لدينا في مجالات عديدة أهمها مستحضرات التجميل والسجاد والموكيت والأدوية وإطارات السيارات ويصدرون لنا المنتجات الإستهلاكية مثل الألبان وأنواع من العصائر والجبن‏..‏
قاطعته قائلة‏..‏ وماذا عن السدود‏..‏ هل لها وجود‏..‏ ؟‏!‏
سوف يتم إنشاء سد علي بحيرة فيكتوريا وأشار إلي بأصبعه‏..‏ ولكنه تمويل إيطالي وصيني‏..‏ أما عن بقية السدود التي نحتاجها لتوليد الكهرباء أعتقد أنه تم توقيع إتفاقيات بين الحكومتين الإسرائيلية والأوغندية من أجل إنشاء بعض السدود في المستقبل القريب‏.‏ عندما أنهينا جولتنا في بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ كنت في حاجة ماسة للتعرف علي إستثمارات ونشاط مصر الإقتصادي في أوغندا وهاجمتني علامات إستفهام عديدة علي رأسها هل تركنا الساحة الأوغندية التي تمس أمننا ومصالحنا القومية خاوية ليلعب أخرون فيها بهذا الشكل‏..‏ ؟‏!‏ أين نحن من كل هذه الزيارات والإتفاقيات‏..‏؟‏!‏
إستثمارات مصرية
أحد المصريون الذين لهم تواجد قوي في أوغندا والذي رفض ذكر إسمه جعلنا نتنفس الصعداء عندما تكلم قائلا‏..‏ إن مصر لها دور محوريا وأساسيا وليس هامشيا علي الإطلاق في أوغندا وأن هناك العديد من الإستثمارات لشركات مقاولات كبري في العاصمة‏'‏ عنتيبي‏'‏ وأن الحكومة الأوغندية أعلنت ترحيبها الشديد بالإستثمارات المصرية واستيراد اللحوم والألبان والفاكهة وفتح السوق الأوغندي علي مصراعيه أمام مصر وأن هناك أيضا أوراقا يتم مناقشتها خلال هذه الأيام لإنشاء سدود صغيرة في أوغندا بمنحة صغيرة قدرها‏4.5‏ مليون دولار لتوفير مياه الشرب والكهرباء‏,‏ وأن صندوق التعاون المصري الإفريقي يقوم بتنمية المهارات البشرية للجانب الأوغندي في مجالات الزراعة والمياه والري والصحة ونظم بالفعل الصندوق خلال العام الحالي‏55‏ دورة تدريبية لتدريب‏139‏ متدربا أوغنديا في كافة المجالات‏..‏ والكلام لازال علي لسان رجل الأعمال المصري‏..‏ الصورة ليست سيئة كما يتصور البعض فيما يخص النشاط أو الدور المصري في تلك البلاد‏..‏ بل كل ما نتمناه أننا نحتاج لدور مصري أكثر قوة وإنتشارا وفاعلية وإن كنا قد تأخرنا قليلا فهذا ليس معناه أننا تخلفنا عن الركب ولكن علينا باللحاق حتي لانعطي فرصة لأخرين أن يحتلوا مكاننا ويحاولون لعب أدوارنا التي منذ أن خلقنا نحن مسئولون عنها بالدرجة الآولي والآخيرة‏..‏ كلمات هذا الرجل كانت الآخيرة التي سمعناها في أوغندا ودعنا‏'‏ جنجا‏'‏ و بحيرة‏'‏ فيكتوريا‏'‏ لنجد أنفسنا في مطار‏'‏ عنتيبي‏'‏ وقبل أن نغادر متجهين إلي مطار القاهرة الدولي‏..‏ لمحنا من بعيد ذلك النصب التذكاري الذي شيده الإسرائيليون في مطار‏'‏ عنتيبي‏'‏ قرب المكان الذي شهد العملية العسكرية الشهيرة التي نفذها جنود القوات الخاصة الإسرائيلية لإنقاذ الرهائن الذين إختطفتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأجبروا الطائرة التي كانت تحمل أكثر من‏300‏ إسرائيلي علي الهبوط الإضطراري في مطار‏'‏ عنتيبي‏'‏ في‏28‏ يونيو‏1976‏ هذا النصب الذي زاره ليبرمان مؤخرا وقال أنه لمن العسير علي المرء أن يعبر عما يجول بخاطره في لحظة كهذه بالنسبة لإسرائيل لقد مثلت عملية‏'‏عنتيبي‏'‏ واحدة من أنصع صفحات تاريخنا عندما أثبتت تصميمنا علي محاربة الإرهاب وتحرير مواطنينا‏..‏
هذا ماقاله‏'‏ ليبرمان‏'‏ عن العملية التي نفذها الفلسطينيون الذين قتلتهم الأيادي الإسرائيلية علي أرض مطار‏'‏ عنتيبي‏'‏ حاولوا أن يفاوضوا الإسرائيليين بالرهائن اليهود من أجل الإفراج عن آلاف الفلسطينيين المعتقلين خلف قضبان السجون الإسرائيلية‏.‏
شرف المحاولة
كم هي ثقيلة رحلة العودة إلي القاهرة‏..!!!‏ رغم إشتياقنا إلي قاهرة القلوب بحلوها ومرها‏..‏ ورغم أننا كنا نعد الثواني والدقائق من أجل اللحظة التي نسمع فيها صوت كابتن الطائرة مهللا بوصولنا إلي مطار القاهرة الدولي‏..‏ إلا أن إحساسنا بثقل المسئولية التي نحملها علي أعتاقنا كان كفيلا بأن يجعل إحساسا بالرهبة والخوف والقلق يجتاحنا‏..‏ إذ هل إستطعنا أن ننقل مارأيناه وما سمعناه في تلك الجولة التي شملت إثيوبيا و أوغندا وهما بمثابة أهم بلدين من بلدان دول حوض النيل التي تمس مصالحنا المصرية والقومية بشكل مباشر‏..‏ ؟‏!‏
هل فلحنا في الإجابة عن تساؤلات وعلامات إستفهام تدور في ذهن قارئنا‏..‏ ؟‏!‏ والأهم هل كنا علي قدر المسئولية التي وضعتها الأراضي الحبشية والأوغندية في أعناقنا‏..‏ ؟‏!‏
وهل وصلت مشاعر وأمنيات بل نداءات البلدين إلي كل المسئولين ورجال الأعمال المصريين المطالبة بنظرة أكثر عمقا وشمولية ونضجا وتحركا إقتصاديا سريعا وكبيرا تجاه تلك البلاد العذراء التي تشهد حالة من حالات التقدم السريع‏..‏ ؟‏!‏
إن نجحنا في الإجابة علي كل علامات الإستفهام السابقة فهذا مانتمناه‏..‏ وإن فشلنا‏..‏ عذرا فليبق لنا شرف المحاولة‏.‏
ولأن دول حوض النيل ليست إثيوبيا وأوغندا فحسب‏,‏ فنحن علي وعد بالإستمرار لننقل ونرصد إمتدادنا وعمقنا الأصلي والأصيل في القارة السمراء‏..‏‏
إثيوبيا‏:‏ أمل سرور
[email protected]
تصوير‏:‏ حسام دياب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.