شهر أغسطس من الشهور المميزة بالنسبة لمدينة الأسكندرية، حيث تزدحم المدينة بالمصيفين من أبناء المدن الأخرى، وتكتظ الشوارع بالسيارات، وتمتلىء الشواطىء بالبشر، لكن هذه الصورة تغيرت تماما هذا العام بسبب شهر رمضان، ولأول مرة يستقر الأسكندرانية فى مدينتهم فى شهر أغسطس ولا يذهبون إلى مدن أخرى. قمنا بجولة على كورنيش الأسكندرية قبل الإفطار بحوالى ساعتين، وكانت البداية من منطقة المندرة حيث انخفض إيجار الشقق إلي النصف تقريبا فأصبحت أسعارها علي البحر مباشرة من 300 الي 400 جنيه في الليلة الواحدة بعد أن كانت قبل رمضان 900 جنيه، وذلك حسب كلام خالد السيد وهو سمسار شقق والذى قال إن الشقق في الشوارع الداخلية يتراوح سعرها من 50 جنيه إلي 200 جنيه فى الليلة حسب مساحة الشقه ونوعية الفرش، وهذا السعر لم تصل إليه أي شقة في الصيف منذ 5 سنوات في فصل الصيف. ومن الشقق إلي الكافتيريات التي أصبحت عبارة عن مجرد "ترابيزات" فارغة ولكن بعد الإفطار يتيغر الوضع تماما كما أكد السيد محمد عامل باحدي الكافتيريات وقال إن الأسكندرانية أو المصيفون يحرصون علي النزول إلي الكافتيريات بعد الإفطار مباشرة، ولكن بالطبع لا نقارن التواجد الحالي بنفس تواجد المصيفون في مثل هذه الأيام العام الماضي، ولكن مازال لدينا أمل في تعويض خسارتنا في عيد الفطر المبارك لأنه هناك الكثيرين أجلوا الذهاب إلي المصايف إلي بعد رمضان. ثم توجهنا إلي الشواطئ فلأول مرة نري كراسي فارغة وشمسيات مغلقة في أغسطس ولكن لم تتأثر أسعار دخول الشواطئ بشهر رمضان فهي أسعار ثابتة حددتها محافظة الأسكندرية كما قال شعبان مصطفي عامل بشاطئ المندرة وأكد أن نسبة زوار الشاطئ تزيد بعد الإفطار لأنه هناك كثير من الأسر يتوجهون إلي الشواطىء عقب الإفطار ويجلسون حتى الفجر. أما أهل الأسكندريه بعد أن كانوا يهربون منها في شهور الصيف وجدوا في شهر رمضان فرصة للإستمتاع بها بعيدا عن الزحام فحرص محمد سليم وأسرته علي الاستمتاع بالبحر وبالهدوء قبل الإفطار وقال إن هذه أول مرة يأتى فيها إلى شاطئ في الأسكندريه منذ 7 سنوات، بالرغم من أنه من أهل الأسكندريه وذلك نتيجة ازدحام الشواطئ الشديد برحلات اليوم الواحد، والمصايف الطويلة. أما سهير عثمان من أسيوط ففضلت هي وأسرتها استئجار شقة علي البحر مباشرة لمدة شهر رمضان بأكمله هربا من ارتفاع درجات الحرارة في أسيوط. مينا تادروس من القاهرة أجل هو وأسرته المصيف من بداية الصيف حتي شهر رمضان حتي يستغلوا فرصة انخفاض أسعار الشقق وأيضا الاستمتاع بالأسكندرية في جو من الهدوء علي غير العادة في مثل هذه الأيام من السنة. وقالت سامية محمد والتي جاءت من المنيا لقضاء ثاني أسبوع من شهر رمضان في الأسكندرية إنها تحرص كل سنة علي قضاء المصيف في الأسكندريه ولكنها لم ترها بهذا الجمال والهدوء منذ سنوات طويلة. أما البائعون وهم من العلامات المميزة لشواطىء الأسكندرية فعددهم قل بدرجة كبيرة ولم نقابل خلال جولتنا سوى بائع واحد وهو سعيد محمد والذي قال إن قدوم الصيف فى شهر رمضان تسبب له فى خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها وأنه يفكر في إيجاد أي حل السنة القادمة لأنه كان يعتمد في الإنفاق علي بيته من العمل فى شهور الصيف!