رصدت «المصرى اليوم» المشهد العام فى مدينة الإسكندرية لليوم الأول لشهر رمضان. المشهد يؤكد انتهاء موسم الصيف فى المدينة الساحلية واختفاء الزحام من رحلات القطارات المتجهة إلى المدينة، وكذا اختفاء المصيفين على الشواطئ، ولم يبق من المشهد سوى بعض المصيفين الأجانب والإخوة الأقباط الذين استمتعوا بسحر وجمال الإسكندرية فى غيبة الزحام الشديد الذى يعرفه زائرو المدينة فى مثل هذا الوقت من العام. المشهد الأول: مع دقات الساعة السابعة صباحا وصل أول قطار إسبانى إلى رصيف محطة مصر بالقاهرة، حيث تبدأ أولى الرحلات الصباحية، فيبدأ «الشيالون» فى الوقوف أمام بوابات القطار ممسكين بعرباتهم انتظاراً لنزول الركاب، ولكن اليوم ليس يوما عاديا – على حد قولهم - فالقادمون من الإسكندرية أكثر من الواقفين فى انتظار ركوب القطار، لأنه أول يوم من شهر رمضان، و«الشغل على ودنه»، كما ردد عم محمد أثناء جره بعض الحقائب قبل أن يضعها أمام بوابات المحطة ليعود مسرعًا للإمساك ب«زبون» جديد، ثم يبدأ المتجهون إلى الإسكندرية فى الركوب. فتجد عربتين للدرجة الأولى امتلأتا بالسائحين الأجانب، تاركين باقى عربات القطار من الدرجة الثانية والتى بدت نصف ممتلئة للأقباط، الذين حملوا عددا لا بأس به من أمتعتهم ليبدو وكأنهم قرروا قضاء شهر رمضان بأكمله فى «مصيف» الإسكندرية، وهو ما أكده إدوارد قائلا: «لن نجد وقتا أفضل من ذلك للتمتع بجو الإسكندرية دون زحام، لأن معظم الأسر عادت إلى محافظاتها قبل بداية الصيام». المشهد الثانى: القطار وقف فى محطة سيدى جابر، التى بدا عليها بعض الزحام خاصة من السائحين، ثم وصل إلى محطة الإسكندرية حيث نهاية رحلته، فلا تجد على الأرصفة سوى الرحلة التى وصلت للتو بينما جميع الأرصفة شبه خالية، وبسؤال صفوت مكرم، ناظر المحطة، قال: «الزحام فى العائدين من الإسكندرية وليس من القادمين إليها، وهو السبب الذى جعل الهيئة تضيف رحلات جديدة وتغير بعض مواعيد الرحلات لتتناسب مع مواعيد السحور والإفطار. المشهد الثالث: شواطئ شبه خالية إلا من بعض المصيفين، وكراسى البحر متراصة بجوار أصحابها فى انتظار أى فرد يطرق بابهم لطلب الدخول للشاطئ، ورغم حالة الركود التى بدت واضحة، فإن مستأجرى الشواطئ لم يغيروا أسعارهم، وأكدوا عدم وجود نية لرفع سعر التذاكر أو خفضها، وبرر محمد عبده، المسؤول عن شواطئ المندرة البحرية ذلك قائلا: «لا يمكن أن نخفض أسعارنا، لأن ذلك يأتى علينا بخسارة كبيرة، وكذلك رفع الأسعار ليس فى مصلحتنا، لأننا نبحث عن الزبائن فكيف (نطفشهم) برفع قيمة التذاكر؟!» المشهد الرابع: لافتات «السماسرة» لم يعد يجاورها أحد، بل إن معظمهم تركوا أرقامهم بجوار اللافتة، وبسؤال أحمد عبدالبارى – أحد السماسرة عن أسعار الشقق قال: «اليوم تحول حقيقى فى بورصة الشقق، فالأماكن التى كانت تؤجر حتى الجمعة الماضى، انخفضت أسعارها إلى النصف، ورغم ذلك فالزبائن قليلون إلى حد ما، بالإضافة إلى أن أغلبهم من الأقباط»، على العكس تماما فإن الفنادق وصلت نسبة الإشغالات بها إلى 90%، وهو ما أكده عاصم أحمد – من العلاقات العامة بأحد الفنادق الخمس نجوم - قائلاً: «هناك العديد من الرحلات التى بدأت اليوم، معظمهم من السائحين الأجانب وقليل من المصريين الأقباط، لأنهم يعتبرون أن شهر رمضان هو موسم جيد للتواجد فى الإسكندرية دون زحام». المشهد الخامس: لم تعان المعمورة نفس معاناة المناطق الأخرى فى الإسكندرية، فنسبة المتواجدين بشواطئها ليست قليلة، ولكنها أيضا ليست بالزحام المعتاد، ولكن المشكلة كما يرويها فوزى الميمونى – أحد السماسرة - «أن الشقق التى كانت تؤجر حتى الأسبوع الماضى بخمسمائة جنيه، أصبحت اليوم بمائة وخمسين بالإضافة إلى تفاوض الزبائن فى السعر، لأنهم يعلمون أننا مضطرون لذلك، وهو ما يمثل لنا خسارة كبيرة خاصة أن موسم الصيف لم يتعد شهرين، لذا سنحاول تعويض خسارتنا من خلال رفع الأسعار إلى الضعف فى العيد، بالإضافة إلى أن الأسر الموجودة أغلبها تابعة لرحلات الشركات التى حجزت منذ عدة أشهر». الخسائر نفسها يتعرض لها أصحاب محال تأجير الدراجات و«البيتش باجى» المشهد السادس: مع انطلاق مدفع الإفطار وبعد تناول الطعام تظل شوارع الإسكندرية المعروفة بالزحام، مثل شارع خالد ابن الوليد وسان ستيفانو والكورنيش شبه خالية من الناس تماما، ويتواجدون فى الشارع مع بداية صلاة التراويح حيث تزدحم المناطق التى بها مساجد، وعلى رأسها جامع القائد إبراهيم بمحطة الرمل، الذى يفترش المصلون الشوارع المجاورة له لمسافة قد تصل إلى كيلو متر، لتسع ما يقرب من 10 آلاف مصل يأتون من «بحرى وسيدى بشر وستانلى والعصافرة» للصلاة خلف الشيخ حاتم محمد. وما إن تنتهى التراويح ينتشر الناس أمام الكورنيش مع دقات العاشرة مساءً، ولكنه ليس الزحام المعتاد، بالإضافة إلى عدم وجود إقبال واضح على المقاهى، التى قدمت «الشيشة» لزبائنها القلائل على استحياء، إضافة إلى انتهاء موسم السينما الصيفى، والتى أغلقت بوابتها بالسلاسل الحديدية.