مسلسل اهمال المستشفيات وتجاهلها اهمية حياة المرضى مازال مستمرا .. حسن رضوان طفل عمره 6 سنوات ضاعت منه 4 سنوات و6 أشهر بسبب عملية بسيطة جدا تجرى في مصر على مستوى الجمهورية عشرات المرات .. و هي عملية استئصال اللوزتين . بالطبع لم يتخيل الأب للحظة انه يسير بأبنه في طريق الإعاقة عندما تعاقد مع احدي المستشفيات الخاصة بالغربية لإجراء هذه العملية البسيطة متخوفا من عواقب اجرائها في احد المستشفيات الحكومية ، الا ان قدره اوقعه في فخ الأهمال وسقط ابنه ضحية اطباء حديثى التخرج لم يحصلوا على تخصص بممارسة النشاط الطبي .. تفاصيل الواقعة يرويها لنا السيد رضوان والد الطفل حسن قائلا : ذهبت لإجراء عملية استئصال اللوزتين لأبنتى أروي و أبني حسن في مستشفى " تخصصي بقطور بمحافظة الغربية تحت اشراف الطبيب " أ.أ " والطبيب " م.ه " و الدكتور " ت .م " طبيب التخدير ، و لم تخبرني المستشفى انهم حديثى التخرج ولا يجوز لهم اجراء مثل هذه العمليات ، وفي اثناء اجراء العملية لأبنتي اروى تم تخدير حسن استعداداً لإجراء العملية ، وعندما تأخر الأطباء في عملية ابنتي بسبب حدوث بعض المضاعفات لها قام طبيب التخدير بإعطاء حسن حقنة تخدير إضافية عندما بدأ يشعر انه سيستيقظ مما ادي الى توقف عضلة القلب لمدة 10 دقائق حسب ما ورد في التقرير الطبي وهذا الأمر ادي الى توقف الأكسجين عن المخ ، فقام احد الطبيبين بمحاولة ادخال انبوبة التنفس الصناعي للمخ فأخطأ مرة اخرى ادخلها من خلال المرئ بدلا من الحنجرة مما تسبب في كسر الفك السفلي لحسن ، و للأسف دخل حسن في غيبوبة ولم يتمكنوا من انقاذه بسبب اهمالهم و قلة خبرتهم . و أضاف رضوان والد الطفل حديثه معنا قائلا : و بالرغم من المصيبة التي اوقعتنا فيها المستشفى رفضت وضع ابني حسن في العناية المركزة بحجة انه لا يوجد جهاز تنفسى صناعي متوافر ، رغم انه من المفروض ان يكون في كل غرفة عمليات جهاز تنفس صناعي تحسبا لحدوث اية مضاعفات في العمليات ، و لم يكن هذا الجهاز موجود لا في غرفة عمليات ابنتى اروي و لا في غرفة عمليات حسن ..لم يكن موجود سوى جهاز التنفس اليدوي ، و اخرجونا من المستشفى رافضين ان يعطوننا تقريراً طبياً ، و ذهبنا بالولد و هو في حالة غيبوبة كاملة لأكثر من خمس مستشفيات حكومية و خاصة ورفضوا جميعا دخوله بسبب سوء حالته ، و تخوفا من المسئولية القانونية التي من الممكن ان تقع عليهم في حالة وفاة الولد ، و مع البحث الذي استمر لمدة يوم كامل و الولد في حالة غيبوبة داخل عربة الأسعاف توصلنا الى مستشفى شبين الكوم التعليمي ، و لكن حالة حسن ساءت فيها أكثر و اكثر ، فتعاطفت معنا احد الطبيبات هناك و ساعدتنا في نقله إلي مستشفى شبين الكوم الجامعى التي منحتنا اهتماماً كبيراً و تحملتنا لاكثر من شهرين و نصف كان خلالهما الولد على جهاز التنفس الصناعى الى ان أفاق من الغيبوبة لنتأكد من اصابته بضمور في اجزاء كثيرة بخلايا المخ و التي أثرت على ذاكرته ، فحسن الأن لا يعرفني انا و امه و لا تتحرك اطرافه و حركة عيونه غير مستقرة ولا يتحدث معنا ، وتحول ابني حسن من طفل نشيط يهوى اللعب و الجرى مثل اي طفل في عمره الى طفل معاق لا يتعدى سنه عام و نصف و هو ما اثر على والدته و جعلها في حالة انهيار ، خاصة ان الجميع في الحضانة التى كان يدرس بها كانوا يشهدون بذكائه و تفوقه . .. و تابع والد حسن حديثه معنا قائلا : أكثر ما يحرق قلبي الأن - انه رغم انني قمت بتحرير محضر ضد المستشفى و الأطباء في قسم شرطة مركز قطور، وأيضاً تقدمت بشكوى لنقابة الأطباء بالغربية التي اقرت بتكرار المستشفى لهذه مخالفات وتشغيل اطباء نواب لم يحصلوا على تخصص لممارسة النشاط الطبي داخل المستشفى ، و تسببوا من قبل في دخول احد المريضات في غيبوبة بسبب عملية استئصال غدة بالثدى من خلال نفس طبيب التخدير ، والمؤسف أن هؤلاء الأطباء يقومون بممارسة عملهم من ثاني يوم ضيعوا فيه مستقبل ابني ..ويتقاضون اجورهم و يعيشون حياتهم في سلام و يعرضون حياة عشرات المرضى للخطر بدون محاسبة من نقابة الأطباء التي اناشدها بأن توقفهم عن العمل لحين انتهاء اجراءات تحقيقات النيابة .