تنقل كثيراً بين عدة جامعات عقب حصوله علي شهادة الثانوية العامة ، ولم يكن كذلك ملتزماً في المحاضرات لدرجة أن أحد اساتذته أطلق عليه لقب " الفاشل " ، لكنه من البداية وضع هدفاً أمام عينيه وصابر لتحقيقه ، وهو أن يكون متفوقاً في مجال تصميمات " الجرافيك " رغم أنه في الأصل مهندس كمبيوتر واتصالات ، في السطور القادمة ندعوكم للتعرف علي تجربة المهندس الشاب أحمد ناجى ومشواره من الفشل .. إلي النجاح . كنت أفشل طالب فى الدفعة .. واليوم أنا رجل أعمال ناجح ": فى البداية نود التعرف عليك أكثر؟ عمري 24 سنة ، درست علوم الكمبيوتر فى الجامعة البريطانية بالقاهرة ، وقبل دخولى الجامعة كنت أعمل فى تصميم "الجرافيك"، وبعد تخرجى قمت بانشاء شركة مع مجموعة من زملائى فى مجال تصميم برامج "الموبايلات الذكية". لماذا لم تدرس علوم "الجرافيك" هوايتك الأصلية ؟ منذ 10 سنوات كان سوق العمل المصرى لا يطلب مصممين جرافيك كثيرا ،وكان الإتجاه وقتها هو دارسة علوم الكمبيوتر، فقررت دراسة مجال أستطيع العمل فيه بعد التخرج ، أيضاً هناك علاقة وثيقة بين تصميم الجرافيك وعلوم الكمبيوتر، وقد قمت بدراسة هذه العلوم فى أكثر من جامعة قبل أستقرارى بالجامعة التى تخرجت فيها . وما سبب تنقلك بين أكثر من جامعة؟! فى البداية ألتحقت بالجامعة الأمريكية ، ثم أنتقلت إلى الألمانية ،وبعدها جامعة عين شمس ، حتى أستقر بى المطاف فى الجامعة البريطانية، وتعرضت لمشاكل بسبب نظام كل جامعة والذى كان لايناسبنى، مثلاً جامعة عين شمس كانت مشكلتى بها عدم وجود إمكانيات دراسية تؤهل الطالب لأن يتخرج متقناً لمبادئ علوم دراستة بسبب الكثافة الطلابية الكبيرة فى الفرقة الدراسية الواحدة. بصراحة .. هل كنت طالباً فاشلاً ؟! لم يكن السبب هو المستوى التعليمى .. فكانت كل مشكلتى مع اساتذتي هي عدم حضورى بإنتظام، لكن فى أخر العام كنت أنجح بتقدير متميز وبمجهودى، والسبب فى عدم حضورى بإنتظام هو أننى كنت أعمل ، فمنذ أنتهيت من دراسة المرحلة الثانوية كنت أعمل مصمم جرافيك وشاركت فى مشاريع لشركات عالمية ، وكنت أحصل على راتب كبير من هذه الشركات، وبدأت أكتسب بعض الشهرة فى هذا المجال لدرجة أننى فى السنوات الأخيرة كنت دائم السفر لدول عربية وأوربية لتصميم مشروعات لفروع هذه الشركات هناك ، وفي أثناء تواجدى فى أوروبا جاءت لى فرصة البقاء هناك ، لكن قررت العودة والحصول على شهادتى الجامعية أولا. وماهى نقطة التحول فى حياتك؟ أتصل بى أحد أصدقائى وأخبرنى بأن الجامعة الأمريكية تنظم مسابقة عنوانها " كيف تصميم مشروعاً ناجحاً خلال 48 ساعة"، فذهبت وشاركت فيها ، ومن حسن الحظ أننى كنت مصمم الجرافيك الوحيد المشارك بالمسابقة، ومن هنا أكتشفت عالم رجال الأعمال ، وفي أثناء هذه المسابقة كونت فريقاً من المشاركين وحصلنا على الجائزة الأولى وقيمتها 10 آلاف جنيه، ومن هنا بدأت دخول عالم "البيزنس". وماهو أول مشروع بدأت العمل فيه؟ بعد قيام ثورة 25 يناير قمت بتصميم قمصان مكتوب عليها عبارات اشتهرت فى ميدان التحرير كشعارات للمظاهرات ، وكتبت عنى إحدى المجلات الأجنبية أننى أول شاب فى مصر يصمم " قمصان الثورة " ، و خسرت ماديا فى هذا المشروع كثيرا ،ولكن تعلمت أشياء أخرى أستفدت منها . لماذا لم تلتحق بأى شركة خاصة بعد تخرجك وفضلت العمل الحر ؟ لأننى عملت بهذه الطريقة في أثناء دراستي الجامعية ووجدت أنها تحقق لي دخلاً أكبر من الإلتزام بوظيفة ، وعملي الحر يوفر لي متطلبات حياتى فى هذه المرحلة العمرية، بالإضافة إلى أنه يوفر لي وقتاً للحصول على المزيد من الدورات التدريبية فى مجال التكنولجيا وعلوم الإتصالات الحديثة ، والمشاركة فى العديد من المسابقات التى تفتح لى أبواب رزق ومشاريع جديدة. ماذا عن فكرة مشروعك الجديد الذى أصبح قابلاً للإستخدام الأن ؟ الفكرة ببساطة هي تصميم برنامج يحتوى على قاعدة بيانات كبيرة لكل مطاعم مصر وفنادقها وباقى الأماكن الخدمية والترفيهية، ويمكن للشخص الذى يمتلك هذا البرنامج على هاتفه المحمول الدخول وطلب أى شئ من الأماكن الموجوده عنده على التطبيق عن طريق الكتابة ، تماماً مثل "المحادثة " التى نجريها على "الواتس أب، بى بى أم". ومالجديد فى هذه الخدمة،خاصة أن معظم المطاعم لديها رقم خدمة للعملاء؟ هذا يوفر فى الإتصالات ، خاصة عندما تكون أرقام خدمة العملاء مشغولة ، وموظف خدمة العملاء بعدما يقرأ رسالتك من خلال برنامجى سيقوم بالرد عليك بالكتابة أيضا، فالموضوع مثل المحادثة "الشات" ، وقد أنتهيت من تصميم هذا التطبيق وقامت بالفعل بعض مطاعم الوجبات السريعة الكبرى وعدد من الشركات بالتعاقد معى للحصول على هذا المشروع . وهل حددت سعر التكلفة؟ بالنسبة للناس العاديين سيكون بالمجان ، والمكسب المادى سيأتي من الجهات التى ستطبق هذا البرنامج، ، وهناك تصميم جديد تعمل عليه حالياً يخص الأطباء . وهل كل العاملين معك شباب مثلك ؟ جميعهم كانوا زملائى من أيام الدراسة والجامعة ، ونحن نعتمد علي انفسنا حتى نطور شركتنا. هل مازلت على إتصال بجامعتك وتشاهد الدكتور الذى كان يصفك بالفشل ؟ نعم ، وهو الآن بيقول لى أنه يحكي قصة نجاحى للطلاب عنده ، ويحثهم على العمل فى مجال دراستهم حتى يتخرجوا ويكتسبوا مهارة وخبرة .