أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، عن نقل بعض موظفيها الإغاثة الأجانب من سوريا إلى لبنان لدواع أمنية، فيما أشار ناشطون إلى مقتل 30 شخصاً، على الأقل، الجمعة، بيد القوات السورية الموالية للنظام، في حين يستعد مقاتلو المعارضة السورية لجولة جديدة من المواجهات المسلحة العنيفة في حلب. وفي الغضون أبدت الولاياتالمتحدة قلقها من حشود عسكرية ضخمة يدفع بها الجيش السوري الموالي للنظام بإتجاه "حلب" استعداداً لاقتحامها بعد نحو أسبوع من تعرضها لهجمات شرسة استخدمت فيها الطائرات والمروحيات القتالية. مصرع 30 واستعدادات لمعارك حلب قالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" المعارضة، إن ثلاثين شخصاً قتلوا حتى اللحظة في مختلف أنحاء سوريا، في حين فتحت قوات النظام النار على محتجين أثناء خروجهم من مسجد "الغفران" في ضاحية الخالدية، بمدينة حمص. وفي وقت سابق، قالت الجماعة السورية المعارضة، التي تنظم وتوثق مجريات الأحداث هناك، إن مقاتلي المعارضة أقاموا مراكز طبية في المساكن ترقباً للهجوم المتوقع بدئه فجر الجمعة. ومن جانبه، أشار قائد ميداني إلى خطط لإرسال أكثر من 300 مقاتل لتعزيز قوات المعارضة في المدينة، التي يتمركز بها 18 لواءً من أصل 22 لواء تابعاً للجيش السوري الحر. وبدوره نقل التلفزيون السوري إن الجهات المختصة دمرت 5 سيارات "بيك أب" مجهزة برشاشات وقتلت وأصابت من فيها من "الإرهابيين" بريف حلب. ويتهم النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" بالوقوف وراء العنف الناجم عن عمليات تشنها القوات الموالية له ضد مناهضيه. وتشهد أحياء بمدينة حلب منذ عدة أيام قصفا واشتباكات بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة، كما شهدت أحياء في مدينة دمشق عمليات دهم وقصف، وذلك بالتزامن مع استمرار قصف مناطق من حمص ودرعا ودير الزور وحماة. وأشارت المعارضة وناشطون إلى سقوط ما لا يقل عن 200 قتيل، الخميس، بينهم 48 سقطوا في حلب، أكبر حصيلة تسقط بالمدينة منذ بدء الانتفاضة الشعبية، بجانب 46 قتلوا في دمشق وضواحيها. مخاوف أمريكية من حشد تعزيزات عسكرية بحلب وفي الأثناء، أشارت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند إلى "تقارير جديرة بالثقة عن طوابير دبابات تستعد لمهاجمة حلب." وأوضحت نولاند أن: "هذا هو مبعث القلق، ان نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو." وتابعت: "قلوبنا مع أهل حلب وهذه مجددا محاولة أخرى يائسة من جانب النظام الذي يتهاوى من اجل الحفاظ على السيطرة ونشعر بقلق كبير بشأن ما يمكنهم عمله في حلب". ويشهد المجتمع الدولي خلافات شديدة في كيفية التعامل مع الأزمة السورية، حيث تطالب دول عربية وغربية بتشديد العقوبات على سوريا، فضلا عن أهمية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار جديد تحت البند السابع يسمح باللجوء إلى "القوة العسكرية القسرية"، فيما تعارض كل من روسيا والصين صدور أي قرار في مجلس الأمن يقضي بالتدخل العسكري في سوريا، بالتأكيد على أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي يجب حله عبر حوار وطني.