رغم وصول محمد مرسى لجولة الإعادة النهائية إلا انه مازال تهناك بعض قوى و قيادات من داخل جماعة الإخوان نفسها أو على الأقل ممن كانوا ينتمون إليها لم يحسمون موقفهم بعد ، ومن هؤلاء الأستاذ كمال الهلباوى والذى كان لنا معه هذا الحوار . هل حقيقى انك لم تحسم موقفك بعد من جولة الإعادة ؟ نعم حقيقى فليس معنى إنى انتمى لجماعة الإخوان ان اعطى صوتى بالضرورة لمحمد مرسى فالأمر لا يأتى بهذا الشكل وانما علينا جميعا ان نبحث عن مصلحة مصر اولا و انا من الأساس مرتبط بمجموعة من المثقفين و المفكرين الذين كانوا اعضاء فى لجنة المائة الخاصة بالدستور ونحن نعقد معا جلسات مكثفة للوصول الى الأفضل لمستقبل هذا الوطن و الذى اصبح جزء منه محسوما والأخر مازال غامضا . ماذا تقصد بالجزء المحسوم والأخر الغامض ؟! المحسوم هو اننا اصبحنا امام نتيجة نهائية علينا ان نختار واحد منها حتى يستقر الأمر و الجزء الغامض هو ما سيحدث بناء على وصول واحد منهم لمنصب رئيس الجمهورية فى ظل الرؤى المتعددة للقوى السياسية الموجودة فى مصر . تقول انك تتشاور مع بعض المفكرين للوصول الى اختيار نهائى .. فهل وصلتوا بالفعل إلى قرار ؟! لم نصل بعد فهناك من يرى ضرورة التفاوض مع شفيق و هناك من يرى ان محمد مرسى هو الأفضل فى التفاوض . آلا ترى ان الفريق احمد شفيق سيكون اكثر مرونة فى التفاوض معه ؟ الحكم الأن ليس بهذه السهولة خاصة انه بعد الوصول للحكم فالصورة تأخذ شكلا مختلفا و فى حالة التفاوض مع مرسى علينا ان نضع فى اعتبارنا موقفه من الأقباط و المرأة و الحريات و الإبداع و هل سيأتى حكمه فى صالح الدعوة الإسلامية ام ان هناك مصالح اخرى تتصدر الصورة . و لكن المفروض ان الحكم يكون فى صالح مصر و ليس الدعوة ؟ الإثنان .. فلا يوجد وطن ناجح بلا دين او دعوة خاصة ان الدعوة هنا المقصود بها القيم و المبادىء و احترام حقوق الأخر و الحرص على ان تكون لنا شخصية و هوية خاصة بنا حتى لا نصبح جزء من الغرب و جزء من الشرق فنحن نريد شخصية وطنية عربية إسلامية متميزة . ما رأيك فيما يقال ان محمد مرسى لن يكون اكثر من صورة لحكم المرشد ؟ لا اظن و ان كان هذا من اهم النقاط التى يجب على محمد مرسى توضيحها و لكنى ارى انه من الصعب جدا على رجل مثل محمد مرسى درس و تعلم و عاش سنوات طويلة فى امريكا و تعايش مع الديمقراطية عن قرب ان يسمح بأن يكون مجرد صورة لحكم رجل اخر حتى لو كان مرشد الجماعة . هل مازالت علاقتك بجماعة الإخوان متوترة ؟ علاقتى بالإخوان ابدا لم تكون متوترة و انما ما حدث بيننا هو اختلاف فى التوجهات و الأفكار ليس اكثر و لكنى احترمهم و اكن لهم كل التقدير .