قد يكون هذا الحوار مع الدكتور محمد حبيب القائم بأعمال مرشد الإخوان حاليا هو أخطر وأهم حوار مع الرجل حتى الآن، لسبب بسيط وهو توقيته، الذى يجىء بعد ساعات من استقالة المرشد العام محمد مهدى عاكف والجدل الذى أثير بشأنها.. ثم التراجع الشكلى عنها. حبيب أخبر «الشروق» فى الحوار الموسع و«المسجل» بتفاصيل القصة.. كان هناك اجتماع، وكانت هناك أزمة، وخرج عاكف غاضبا وحزينا إلى منزله بسبب رغبته فى تصعيد عصام العريان للمكتب، ثم توالت الأحداث لينتهى الأمر بالوصول إلى صيغة حل وسط يعود بمقتضاها عاكف إلى «الوجود» فى مكتب الإرشاد، على ان يقوم حبيب بممارسة القائم بأعمال المرشد طبقا لما هو منصوص عليه فى اللائحة. فى هذا الحوار قال محمد حبيب الذى أصبح الآن قائما بمهام المرشد العام للإخوان إن حصيلة ما حدث صباح الاحد هو أن المرشد أصبح فى طرف وكل مكتب الإرشاد فى طرف آخر، وصارت هناك حيرة.. هل يتم إرضاء المرشد أم تغليب المؤسسية، وانتقد حبيب بعض الذين يفهمون فكر سيد قطب بصورة خاطئة.. كما جدد حبيب رفض التوريث أو وصول جمال مبارك إلى الرئاسة حتى لو كان الأمر بالانتخابات. وإلى نص الحوار تابعت ما نشر عن استقالة مرشد الجماعة مهدى عاكف فما حقيقة ما حدث بعدما قيل إن عاكف تقدم باستقالته أو بمعنى أكثر دقة تقدم بطلب لإنهاء ولايته فى 18 أكتوبر بدلا من يناير، وبعدها نشر نفى على موقع الجماعة فماذا حدث بالضبط؟ المشكلة أن هناك اجتهادا فى تفسير نصوص اللوائح فيما يتعلق بتصعيد أى عضو من أعضاء مجلس الشورى إلى مكتب الإرشاد، وأنا كان من وجهة نظرى عقب عملية استكمال مكتب الإرشاد بإدخال 5 من الأعضاء، إنه بحسب اللائحة أن الدكتور عصام العريان يتم تصعيده فى حال وفاة أو تقاعد أى عضو من أعضاء مكتب الإرشاد لأن العريان كان قد حصل على أكثر من 40٪ من الأصوات واجتهادى كما فى اللائحة أنها تنص على تصعيده دون إجراء انتخابات جديدة، وأنا صرحت بذلك بعدها حين سئلت، ولكن أعضاء مكتب الإرشاد قدموا بحثا حول أن هذا لا يجوز إلا فى حالة الانتخابات الكلية للمكتب وليست التكميلية. من تحديدا من أعضاء المكتب الذين قدموا هذا البحث؟ ليس من المهم ذكر الأسماء، ولكن هناك لجنة اسمها لجنة اللوائح يتم توكيلها من قبل مكتب الإرشاد فى إعداد وتوضيح أى نص لائحيا، وبصرف النظر عن مدى قناعتى حول هذا الاجتهاد أو الثانى فأنا قلت إن الاجتهادين يجب أن يوضعا على ترابيزة البحث، ويتم المناقشة حولهما ونرى الأصوب فى الرأيين ونطبقه. وأحب أن أوضح أنى لم أكن موجودا فى القاهرة يوم وفاة محمد هلال عضو المكتب السابق فأنا كنت فى أسيوط وقتها، ولكن يبدو أنه تم طرح مسألة تصعيد العريان فى هذا الوقت بناء على الرأى، الذى يقول إنه حاصل على أكثر من 40% من الأصوات فى الانتخبات التكميلية للمكتب، وكان الأستاذ عاكف يتبنى هذا الرأى فى الوقت الذى تبنى فيه باقى أعضاء المكتب الرأى الرافض لتصعيد العريان. رأى عاكف أن من حقه أنه ما دام هناك رأيان ومن خلال ثقله ومنصبه ووجوده كمرشد عام أن يكون رأيه معتبرا، ولكن أعضاء المكتب قالوا له لا، وقالوا إن الجماعة مع تقديرها واحترامها للأستاذ المرشد إلا أنه يجب أن يطرح الأمر على التصويت، فإذا كان عدد أعضاء المكتب مثلا 16 وكان 8 موافقين لرأى عاكف ومخالفين 8، فرأى الفريق الذى فيه المرشد هو الذى يتم ترجيحه حتى لو كان العدد 15 و8 ضد و7 مع المرشد يبقى يرجح كفة المرشد أيضا، ولكن الوضع الذى كان موجودا هو أن المكتب بالإجماع كان فى طرف والمرشد وحده فى طرف، وهذا ما جعل عاكف يخرج مغاضبا حزينا، فقلنا يا إخوان نحاول قدر الإمكان نرى مخرجا، ولكن فوجئت أن إخوانا قالوا إن الأمر محسوم بالنسبة لهم والأستاذ المرشد كان مصرا على رأيه، وأنا كنت بأتلمس ما بين الساعة والأخرى كيف نجد مخرجا من هذا بحيث يوفق بين احترام وتقدير واعتبار المرشد من ناحية وإعمال المؤسسية والشورى، ولكن هذا الطرف يصر على رأيه وذاك الطرف أصر على رأيه. هل تم الرجوع إلى أعضاء مكتب الإرشاد فى السجون لأخذ رأيهم فى الأزمة؟ والله أنا لا أعلم هل تم الرجوع إليهم أم لا. هل تم استطلاع رأيهم بشكل أو بآخر؟ ممكن ولكن أنا لا أعلم شيئا، والمهم أن هناك إجماعا من أعضاء مكتب الإرشاد، وأنا جئت ووجدت المشكلة هكذا، وحاولت الاستماع للاثنين ولكن وجدت كل طرف متشبثا برأيه، ثم بعد ذلك الأستاذ قال خلاص هاخد قرارا بأن الدكتور حبيب يفوض كقائم بأعمال المرشد والمسألة مجرد شهرين أو 3 أشهر، قائلا: أنا فى السابق كنت واخد قرار إن أنا لن أجدد مرة أخرى، ففى العادة بيعطى الفرد فى المؤسسات حقه إن هو يستريح من أعباء منصبه. قبل يوم الأحد كان هناك غياب للمرشد لمدة أسبوع فهل هذا كان بسبب احتجاجه؟ نعم ولكن أحب أن أوضح شيئا أن اللائحة تقضى أنه فى عدم وجود المرشد، فالنائب يقوم بأعماله كلها دون الحاجة لتفويض. الغياب كان بسبب الاحتجاج وعندما عاد قال ما قلته أنت الآن أنه مكلفك بمهام المنصب؟ هو لم يقل ذلك أمام المكتب أو هيئة المكتب ولكن هناك لقاء أسبوعيا يجمعنا للاتفاق على أفكار المقال الأسبوعى، فجاء وقال: أنا مش «هاقدر واشكر اخوانا وربنا يوفقهم»، وقال كلام فى غاية الروعة. سمعنا أنه كان لقاء ساخنا. لا. وما الذى حدث بالضبط؟ الأستاذ كان حريصا على أن ينهى هذا الأمر، وكان من رأى أحد الإخوة أنه يتريث إلى يوم الأربعاء حتى يجتمع المكتب ويقول لهم ذلك، ولكن عاكف أصر على موقفه، فقلنا له إحنا سنظل نأتى إليك فى المنزل، فقال: أنا لن أنقطع عن المكتب، وأحب أن أشير أولا إلى أن الأستاذ لم يتقدم باستقالة، الأمر الثانى أننا لن نتخذ أى خطوة بدون استشارته. هل هو طلب الإعفاء من منصبه؟ لا هو قال: أنا أريد أن أستريح، وكأنه فى إجازة لحين هذه فترة الشهرين واللائحة بتعطى للنائب الأول حقه فى صلاحيته الكاملة فى أن يقوم بأعمال المرشد. لكن إحنا حريصين وأعضاء المكتب لن يستوعبوا الموقف ولا يتركوا عاكف يمضى فى قراره ولابد أن يكون بيننا. يعنى أن القرار كان جزء منه انفعاليا ناتجا عن موقف؟ لا هو كان حزينا وشعر بغضاضة لأن كلامه لم يسمع ولكن أريد أن أؤكد عليه أن هذه الخلافات، التى تحدث كثيرة والتجارب يحدث كثيرا، وأن ذلك ليس مرتبطا بالأستاذ عاكف بل بكل المرشدين، وهذا أنا أعتبره علامة صحة وحيوية. لكن نفيه لم يكن شيئا صحيا؟ نعم ولكنى أنا أعلنت وحتى فى «الجزيزة» وقلت إن خلافات بين المرشد وبين أعضاء المكتب وأن الإخوان كانوا فى حيره ما بين محاولة إرضاء المرشد وتقديرهم لمكانته واعتبارا لرأيه، وفى الوقت ذاته أعمالهم للشورى من خلال المؤسسة. نعود بعد هذا إلى أن المرشد انسحب وذهب إلى منزله؟ إحنا قلنا له خلاص أننا سوف نتردد عليك وأنت سوف تأتى ولن نأخذ أى خطوة من غير مشورتك، فقال خلاص وهو كذلك، وحاولنا بقدر الإمكان أن نهدأ من الانفعال ونقرب بين طرفى الفجوة وفى ظنى أن المسألة فيها تقدم. وهل حدث شىء بعد ذلك مثل أن ذهب أحد كى يثنيه عن قراره؟ ذهب إليه بعض الإخوان من غير الأعضاء فى مكتب الإرشاد وحاولوا معه. وهل جاء عاكف إلى المكتب بعد تركه له يوم الأحد؟ أنا كنت فى المكتب أصيغ تصريح صحفى فاتصل بى، وقال: أريد أن تأتى لى فذهبت واطلعته على التصريح وأعجب به، فقلت له من الأفضل ألا تبتعد فى الفترة المقبلة، والأخوة أعضاء المكتب قالوا إن لم تأت أنت، فهم سيأتون إليك هما هيجولك، فقال: «أهلا وسهلا يشرفون ونعملهم غدا كما»، فقلت له إنه سيكون من الأفضل لو تردد على المكتب فى الفترة المقبلة، بحيث يكون يومين أو ثلاثة لحين المرور من هذا المنعطف. وخرجت من عنده والحمد لله الكلام عمل تفاعلاته والحمد لله كان المكتب كان منعقدا بشكل طارئ فجاء عاكف، ولكنه لم يرأس المكتب ورأسته فى وجود عاكف، وحاول أعضاء المكتب أن يسترضوه فقاموا من الجلسة وذهبوا إليه ودار حديث كله ود وألفة. هل طرحت أزمة العريان مرة أخرى؟ لا إطلاقا ليس من الحكمة وليس من الرشد ولا من العقل أن المشكلة التى سببت هذا الخلاف أن تعاد ما بين يوم وليلة، وستتركها فترة ونرى كيف يمكن أن يتم تناولها. أفهم من ذلك أنه تمت ترضيته وعلى أساس هذه الترضية تراجع الأستاذ عن قراره فيما يخص تفويضك بالقائم بالأعمال؟ لا فدور القائم بالأعمال مستمر والتفويض قائم وهناك نقطة، وهى أنه لن نأخذ أى خطوة بدون الرجوع إليه ونقطة أخرى أننا لا نستطيع أن ننفك عن المرشد، وهناك نقطة ثالثة أن المرشد ليس مرشد لإخوان مصر فقط بل مرشد لإخوان العالم. هل أنت تم تفويضك بالأعمال لإخوان مصر فقط؟ لا فالقائم يمارس كل أعمال المرشد. انطلاقا من الأزمة التى أثيرت حول تصعيد العريان، أثير فى الفترة الماضية الكثير من الخلافات، وأن هناك حالة استقطاب تتم بينك وبين تيار الدكتور محمود عزت وما يقال عن انك أصبحت الآن على رأس تيار ما يسمى بالإصلاحيين أو تيار الاعتدال داخل الجماعة وأن هناك محاولة للالتفاف حولك، وهناك محاولة أخرى من المحافظين للالتفاف حول الدكتور محمود عزت إلى أى حد ترى ذلك؟ هذا ليس موجودا والأمر الثانى أن الجماعة تتكون من مؤسسات متعددة من أول الأسرة للشعبة للمنطقة للمكتب الإدارى لمكتب الإرشاد للأقسام للجان يعنى حاجات كثيرة، فبالتالى لو نظرت فى التكوين الخاص بأى مؤسسة من هذه المؤسسات ستجد فيها كل الأمثلة، ستجد المحافظ وستجد الذى لديه نوع من الانفتاح وستجد المتعجل والمتريث، والذى يغلب أسلوب الموائمة السياسية على ثوابت الجماعة، وأنا أزعم أن هذه الخلطة، خلطة النوعيات يخرج منها فى النهاية الوسطية والاعتدال فى قراراتها ومواقفها وتداولها لكثير جدا من المواقف، وإذا كنت أنا مثلا فى قضية ربما أبدوا إصلاحيا أو أغلب الموائمة السياسية كأجتهاد فقهى ورؤيا فقهية على الثوابت الخاصة بالجماعة وغيرى لا، فهذا لا يعتبر تجديدا ولا تقليدا بقدر ما الجماعة تسع وتستوعب كل ذلك، فالجماعة ليست فرقة وليست مذهبا وليست حاجة تستطيع انك تقول لو اختلفت فيها تتصدع وتتشرخ، فهناك ثوابت وأصول بايعنا عليها وفى مجال للاجتهاد والاختلاف فى الفروع وهى كثير والاختلاف فيها كثيرا. بشكل أكثر تحديدا خلال الشهور المقبلة وهى المرحلة تدخل فيها الجماعة على مجموعة من الاستحقاقات الانتخابية من مجلس الشورى العام إلى انتخابات المرشد.. سمعنا أن هناك محاولة ممن يوصفون بالقطبيين لمنع الدكتور حبيب وعرقلته من الوصول لمكتب الإرشاد، وهناك فى نفس الوقت مجموعة أخرى تدعم الدكتور حبيب وتقوم بجولة فى المحافظات فما حقيقة هذا الأمر؟ أيا كانت التأويلات وأيا كانت المعلومات وأيا كانت التحركات فالقضية برمتها فى يد مجلس الشورى العام ومجلس الشورى هذا مكون من أفراد لهم رؤيتهم وخبرتهم ولهم فكرة ولهم مكانتهم داخل الجماعة يعنى أعضاء مجلس شورى الجماعة ليسوا تلامذة فى مدرسة. لكن الاستقطاب يحدث فى كل التيارات السياسية وأنت قلت إن هناك عاطفة قد تغلب؟ قد أميل وأنا عضو مجلس شورى إلى محمد وقد أميل لغير محمد، وقد يكون هناك أعضاء مجلس شورى يميلون للأعضاء الموجودين عندهم فى المحافظة لأنهم يعرفونهم أكثر من غيرهم، وبالتالى قد يتعاطفون معهم بشكل أو بآخر ولكن حين تتاح لنا فرصة استنشاق هواء نقى والحركة الواسعة حيث الناس تتحاور وتلتقى وتتعايش من خلال الرحلة ومن خلال المخيم، وهذا يحدث لكنه قليل جدا بل ويحدث أكثر من السجون. وبالتالى ما النتيجة؟ ممكن يكون هناك جزء من الأعضاء جاء بالعاطفة. يعنى قد يكون أحد ليس على المستوى المطلوب. والله وارد يجب أن إحنا نقر ونعترف بذلك. وكل ما توفر جو الحرية والمعايشة اللصيقة بين الأفراد كلما أعانهم ذلك على الاختيار الأمثل، ولكن انتم شفتم اللقاء الذى تم فى منزل نبيل مقبل وضم سيد النزيلى وغيرهم فكان هدفه فقط التعارف وليس انتخاب أو غيره، فكان الهدف منه أن يجلس إخوان الصعيد والجيزة والقاهرة ويتحاورون فى قضايا يستفيد منها كيف يفكر الناس بحيث عندما يأتى وقت الانتخابات. بدأت الآن تتواصل وتقابل الناس ولك جولات فى المحافظات بالإضافة لجولات دكتور محمود عزت فى المحافظات؟ أنا حريص على أن يمارس مجلس الشورى دوره وكيف يتم تفعيل مجلس الشورى لأنه فى تصورى يمثل السطة التشريعية والرقابية داخل الإخوان وأى خطة عمل وأى إجراءات لازم ترجع لمجلس الشورى وبالتالى إحنا حاولنا أن نجمع أعضاء مجلس الشورى فى مكتب الإرشاد. يعنى لا توجد مجموعة تجلس مع حضرتك ومجموعة مع الأستاذ عزت؟ أبدا أنا شخصيا لا أصنع هذا. وهل وصل إلى علمك أن غيرك أو الآخرين يقومون بتحركات باستقطاب هؤلاء؟ بصرف النظر قالوا أو لم يقولوا أنا يهمنى بالدرجة الأولى ما أقوم به وما أفعله. أثير أن من القطبيين يقال عنهم أنهم لا يرون حبيب مرشدا لأنه ليس من جيلهم ولم يعان مثل ما عانوا؟ بصرف النظر فى يوم وفاة الهضيبى حدثت انتخاب بين أعضاء مكتب الإرشاد وكان منهم رفقاء البنا ومن جاء بعد الأستاذ البنا وما بعد الأستاذ البنا إلى جيل عبدالمنعم أبوالفتوح وعندما جرت الانتخابات صعد ثلاثة أنا وعاكف وخيرت الشاطر فاجريت الانتخابات مرة ثانية لكن لما جرت الانتخابات للمرة الثانية صعد الأستاذ عاكف ومحمد حبيب ولما أجريت للمرة الثالثة فاز عاكف. قال لى مفكر كبير قريب من الجماعة إن جيل الأستاذ البنا أكثر تواصلا وفهما لفكرة الاعتدال ممن أسماهم هو جيل القطبين الذى رآهم خطرا على الإخوان، مشيرا إلى أن جيل البنا أقرب إلى جيل أبوالفتوح، هل بالفعل من سماهم بالقطبين خطر على الجماعة؟ انا من أشد المعجبين بالأستاذ سيد قطب ومن الذين يقدرون علمه واجتهاده وشموخه واستشهد بكثير جدا مما قاله فى الظلال وفى غيره لكن أنا ممن يضع فكر وفقه الأستاذ سيد فى مكانه، لكن الأستاذ سيد فى الحقيقة وضع فكره وفقهه على حصان أعرج. بمعنى ماذا؟ كما فى القرآن قطعى الثبوت قطعى الدالة وفى جزء آخر قطعى الثبوت ظنى الدلالة «هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات» فالمتشابهات أو ما هو ظنى الدلالة مختلف عليه مختلف تأويله أما فيما يخص بالمحكمات من القرآن وهو قليل جدا فلا اختلاف عليه بين أى أحد سواء كان كبيرا أم صغيرا، حتى إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال اقرأوا القرآن ما اختلفت عليه قلوبكم فإن اختلفتم فيه فقوموا، ولذلك لا تستبعد أن الخوارج الذين كانوا أكثر الناس قياما وأكثر الناس صياما أولوا الآيات اللى هى ظنية الدلالة على غير حقيقتها وصرفوها عن وضعها وكيف أن الإمام على حاجهم فرجع أكثر من ثلثى القوم أقصد أن أقول إن المسألة محتاجة منا هذا العلم وهذا الفقه. ومن هنا من قرأوا فكر الأستاذ سيد قطب ولم يتحصنوا ولم يكن لديهم قواعد الفقه وأصوله للأسف وضعوه موضعا خاطئا سواء فيما يتعلق بالحاكمية وفيما يتعلق بالتكفير وأظن أن هناك رسائل دكتوراه وماجستير أوضحت أن هناك جاهلية دون جاهلية وكفر دون كفر. إن من بثوا هذا الفكر ويتولون مناصب قيادية داخل الجماعة هناك من يرى أنهم يؤثرون بشكل سلبى على صورة الجماعة؟ لا.. وما رأيهم فى الحاكمية، وقضية التكفير والجاهلية وأقول لك رأيهم هو رأى أهل السنة والجماعة المنسجمة انسجاما كاملا والمنبثق عنه الكتاب الذى أصدره المستشار حسن الهضيبى. دعنى نبعد عن قضايا الحاكمية والجاهلية ونقول رأيهم ايه فى التعامل مع معطيات السياسة فى الوقت الحالى ففى الوقت الذى تبدو فيه إنت والدكتور عصام أكثر انفتاحا هناك فريق آخر متشدد؟ لا هاتوا لى واحد من هؤلاء الذين تقولون عنهم يكفر المجتمع. فهل قناعتك أنت الشخصية مع استبعاد المرأة والقبطى؟ إحنا أوضحنا ذلك أن تفهمنا والأدلة والقرائن الموجودة لدينا تقول لا لا يصلا، ولكنه فى الوقت ذاته إحنا أعلنا قبولنا للديمقراطية المرتكزة على التعددية السياسية وتبادل فكرة السلطة وبالتالى مادام هناك تعددية ونقول إن الذى يختاره الشعب إحنا معاه. هل أضيف ذلك على النسخة النهائية؟ لا النسخة النهائية لم يتم الانتهاء منها وهذا ما رأيناه أنا والأستاذ المرشد. حول فكرة الخلافات التى أثيرت فى الفترة الماضية البعض شكك فيما تم فى انتخابات الشورى فى بعض المحافظات؟ الفكرة إنه إذا كان هناك تجاوزات أو خروقات هاتوا الدليل لكن. هل وصلكم انتم كمكتب إرشاد بعض الشكاوى؟ فعلا وصل بعض الشكاوى نحن مجموعة من البشر لم نأت من كوكب آخر غير كوكب الأرض فنحن يجرى علينا جزء مما يجرى على المجتمع فنحن يجرى علينا جزء من سلبيات المجتمع ولا أحد معصوم من الخطأ وفى النهاية إذا وقع تجاوز هاتوا الدليل. ألم يفتح تحقيق فى الفترة الماضية حول أى تجاوزات داخل الانتخابات؟ على حد علمى. ولماذا توقفت انتخابات الجماعة؟ من غير المعقول أن نكمل الانتخابات فى ظروف مداهمة البيوت وحتى لو كان عندنا إصرار فى البداية فالمسألة ليست مسألة إن أنا واضع «حتة دبشة فى دماغى» ولازم أعمل يعنى لازم أعمل. علمت أن النائب الثانى للمرشد أمر بحث أو مذكرة من 70 ورقة فيها تقييم لأداء مكتب الإرشاد وإن كان فيها نقد حاد لأداء المكتب خاصة فيما يخص التحالفات السياسية وخص النقد أكثر اللجنة السياسية وهل وصل المكتب نسخة منها؟ هو طبعا هناك فرص كبيرة جدا فى السجن للالتقاء ومناقشة الافكار والأطروحات وكون الإخوان مع بعضهم من حيث تشكيل لجنة هذا وارد، ووارد أيضا أن يكون هناك تقييم للفترة الماضية وإذا لم يحدث ذلك يبقى خطأ ولكنه لم يصلنى. تابعت بعض الصحف أخبار صفقة تجرى بين الإصلاحيين فى أمانة سياسات الحزب الوطنى وبين المعتدلين فى الجماعة وتقضى بأن يقبل الإخوان سيناريو التوريث وفى المقابل يتم الإفراج عن المعتقلين فى مقدمتهم أبوالفتوح بالإضافة لبعض الامتيازات فى حالة وصولك أو الدكتور عبدالمنعم لمكتب الإرشاد؟ الحقيقة فلا أحد جأنا ونحن فاوضنا ولا عروض قدمت من مسئولين ولم يكن هناك سوى عرض ولم يأت أحد ممثلى النظام ولم يسألنا منهم أحد عن موقفنا من التوريث، ونحن موقفنا من التوريث واضح ومعروف، وان مسألة الضغط على الجماعة لقبول وضع ما تنافى مع رؤيتنا ومواقفنا سيكون لا يلتقى بالجماعة أبدا. وان النظام إذا حاول أن يضغط على الإخوان من خلال العسكرية والمداهمة والحبس الاحتياطى حتى يتخلوا عن نهحهم أو سيرهم فى الإصلاح فإذا الإخوان استجابوا لهذا فيعنى أنهم سيقبلون بما هو دون ذلك وبالتالى موقفهم من التوريث واضح. كى يكون السؤال واضح هل تقبلون جمال مبارك خلفا لوالده حتى لو كان ذلك بالانتخابات؟ لا لا نقبل بجمال مبارك ولنا أسبابنا وهم ستة أو سبعة أسباب. فى توقعك من قد يكون المرشد الثامن للجامعة؟ أولا الكل مرشح ولكن لن أقول رأيى حتى لا يكون ذلك تأثيرا على الاخرين، والفرصة متروكة لأعضاء مجلس شورى الجماعة لاختيار من يرونه الأكثر مناسبة لهذا الموقع. لو افترضنا أن الدكتور محمد حبيب يبقى المرشد حاليا فما هى الخطوات الاصلاحية الأولى التى سيقوم بها؟ أنا شخصيا رجل يعيش يومه وإذا بت فلا أدرى هل يطلع على صباح أم لا ولكل حادث حديث.