في الوقت الذي يسعى فيه حسني عبدربه، لمصالحة الجماهير المصرية بعد اتهامه بالهروب من مصر بعد مذبحة بورسعيد، فإن محمد زيدان يسعى هو الآخر لتوسيع الفجوة بينه وبين الجماهير الغاضبة من افعاله. حسني عبدربه، المعار لإتحاد جدة السعودي لمدة 6 أشهر طلب من ناديه السماح له بإرتداء شارة سوداء خلال مباراة الفريق المقبلة أمام الهلال، لمصالحة الجماهير المصرية التي إتهمته بالهروب والسعي وراء المال بعد مجزرة بورسعيد الأخيرة التي تسببت في تجميد النشاط الكروي في مصر، وحسب تصريحات حسني لوسائل الإعلام السعودية فإنه يتمنى أن يرتدي بقية اللاعبين فى اتحاد جدة نفس الشارة تضامنا مع الشهداء وحدادا على أرواحهم . وفي نفس الوقت الذي يسعي فيه حسني لللتكفير عن خطيئته، يواصل محمد زيدان، استفزازه لمشاعر جماهير الكرة المصرية بعدما وضع "بزازة" في فمه، احتفالاً بالهدف الذي سجله السبت 11 فبراير في مرمى هانوفر الألماني، مُتجاهلاً مشاعر المصريين عقب أحداث بورسعيد الأخيرة، فقد أخرج زيدان "بزازة" بعد إحرازه للهدف ووضعها في فمه، احتفالاً بابنه أدم من زوجته الدنماركية. زيدان فسر ما قام به بأنه كان قد وعد نجله بمكافآة في حالة تسجيل لهدف، ولذا احتفل بهذا الشكل بالهدف. وقد تعرض زيدان لهجوم عنيف من قبل العديد من الرياضيين وجماهير الكرة المصرية، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى، فقد احتفل في أول مباراة له مع فريقه بعد مذبحة بورسعيد بشكل مبالغ فيه بالهدف الذي أحرزه في مباراة فريقه أمام شالكه. الناقد الرياضي عصام شلتوت، قال لبوابة الشباب، إن السلوك الذي قام به زيدان، لم يفسره المصريون فقط بأنه عدم احترام لمشاعر المصريين، بل فسره الإعلام الألماني أيضا عندما عرضت صورة لزيدان وهو يقبل يد الرئيس السابق حسني مبارك وقالت "من قبل يد مبارك لن يشعر بآلام المصريين"، فيكفي انتصار الألمان للشعب المصري. وأضاف، شلتوت قائلا، ما سأقوله الآن ليس مبررا لما فعله زيدان، فما حدث منه هو نتاج مصيبة سودة اسمها فساد النظام السابق، والذي أجبر صبي عمره 16 عاما أن يسافر إلى أروبا بحثا عن حياة أفضل، فزيدان عندما سافر إلى أروبا سافر لغسيل الصحون وليس كلاعب كرة، وبالتالي هو سافر في فترة كان يحتاج فيها إلى التعليم ورعاية صحية وغيره لبناء نفسه مثلما يحدث في معظم الدول المحترمة التي تحترم رعاياها، وبالتالي فالفساد خلق نموذج زيدان، ونحن لا نريده، طالما هو لا يريدنا، فزيدان نسي أن هناك شيء اسمه الوطن، لأنه لما خرج للحياة كان الوطن مسروق، ونحن كنا نعمل في عزبة "الباشا حسني مبارك"، والذي خلق نموذج وزرع فيه لغة المصلحة. وأضاف شلتوت، أعتبر زيدان مثل أطفال الشوارع، فهو نشأ في نفس ظروفهم بمعنى أن أطفال الشوارع لم يكونوا يريدون أن يصبحوا أطفال شوارع، وبنفس المنطق زيدان كان مجبرا أن يسافر ليبحث عن حياة افضل، ولكنه يفرق عن أطفال الشوارع أنه عندما حصل بجنسيته المصرية على فرصة وأصبح من أصحاب الملايين كان يجب أن يغير ثقافته وأن يفعل مثلما يفعل ديديه دروجبا ومايكل إيسيان، عندما يسافرون يذهبوا لبلادهم وقراهم ويسعدوها ويقدموا لها مشروعات ويصطحبوا مواهب معهم لأروبا، لكن هذا لم يحدث منه.