أىمن الشندوىلى كنت أتمني أن يكون معي كل المصريين يوم الثلاثاء الماضي في جولتي بمصانع السيارات بمدينة السادس من أكتوبر وهي الجولة التي رتب لها ورافقني فيها المهندس حمدي عبدالعزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية ، وكانت بهدف التعرف علي صناعة السيارات علي أرض الواقع . بدأت الجولة بزيارة لمصنع جنرال موتورز ، وكان في استقبالنا السيدة غادة سليمان مديرة العلاقات العامة ، واصطحبنا في المصنع المهندس محمد فتحي مدير المشروعات ، وشاهدنا عمليات التصنيع لسيارات الركوب أفيو ، لانوس وموف ، وسيارات النقل ومنها الدبابة بشكلها الجديد والمتوقع طرحه صيف العام الحالي وهي السيارة التي يباع منها 22 ألف وحدة. ويتعاون المصنع مع أكثر من 40 مصنع مصري يوردون له أجزاء السيارات المغذية والتي تمثل حوالي 45 ٪ من المكونات ، كما أن عمليات الجودة داخل المصنع فخر لكل مصري، وهو ما جعل الشركة تعتمد علي فريق العمل لقيادة مشروعاتها في الشمال الأفريقي. وكانت المحطة الثانية في مصنع " فيركون " للضفائر الكهربائية وتعرفنا من خلال الجولة بالمصنع التي رافقنا فيها دكتور تمام تمام والمهندس محمد تمام علي الدقة في عمليات التصنيع المتكاملة للضفائر الكهربائية لجميع انواع السيارات والتي يتم تسليمها متكاملة بمقاسات محددة للمصانع المصرية والعالمية بمواصفات خاصة، ولا يوجد في المصنع الذي يعمل به 1300 عامل مجال للخطأ رغم العمل اليدوي البشري ،لأن جميع المراحل تمر باشراف ومراجعة دقيقة من مشرفين وبواسطة كمبيوتر، وهو ماجعل دكتور تمام يتوسع في مجموعته لتضم ثلاثة مصانع منها مصنع خاص للتصدير لشركة مرسيدس بنز بألمانيا. المحطة الثالثة كانت في أكاديمية السيارات بالشرق الأوسط وهو مصنع نيسان الذي يعمل بأحدث تكنولوجيا في العالم منها الروبوت المستخدم في عمليات تقفيل الصاج بالأبواب والكبوت والشنطة، ويوجد بالمصنع عمال مهرة حققوا مراكز متقدمة في مسابقات نيسان العالمية، ويعمل في المصنع حوالي ألف عامل يعتبرون أنفسهم خبراء، وهو ماتشعر به وهم يتحدثون معك ويشرحون خطوات التصنيع للسيارة الصني بموديليها القديم والحديث وهي السيارة المحجوزة لمدة ثلاثة أشهر قادمة ، و سيارة النقل الخفيف ، والاكس تريل ذات الدفع الرباعي ،ولأن المصنع والعاملين فيه يحتاجون الكثير من الحديث ، سأكتفي بالاجتماع الذي عقدناه مع ادارة الشركة وضم السيد يوشيهارو انوموتو مدير المصنع ، محمود حلاوة المدير العام ، عبدالرحمن سلطان مدير عام التخطيط ، هاني عيد مدير عام المبيعات، وليد فتحي مدير عام التصنيع ، هاني الخولي مدير عام الادارة الهندسية ومحمد الغزالي مدير العلاقات العامة ، واستمعنا لشرح عن المصنع والخطوات القادمة للتوسع في الاستثمار بمصر ، وركزوا علي تخوفهم الشديد من تطبيق اتفاقية الشراكة الأوربية والتي تهدد مستقبل الشركة بمصر ، والتي يجب أن تنظر لها الحكومة بعين الرعاية ومناقشتها بشكل سريع ، أما محمود حلاوة فأبدي انزعاجة من قرار عدم توفيرالبنوك للعملات الأجنبية للشركات الأجنبية التي تصنع وتستورد بالدولار ، وتبيع في السوق المصري بالجنيه ، وأصبح رصيدها ملايين في الحساب لاتستطيع التعامل به خارجيا ، وتساءل " هل يرضي الدولة أن نترك أعمالنا ونتحول لتجار عملات أجنبية بالسوق السوداء " ؟ !!. ألفت نظر الحكومة أن صناعة السيارات في مصر يمكن أن تكون قاطرة للتنمية وتنقل مصر لدولة صناعية حضارية مثل البرازيل وماليزيا وعليكم انقاذها !!.