طبعا انت سواق تاكسي وعارف إن أغلب الناس دي مش محتاجة فعلاً تتسول لكنها بتطبق مبدأ الرزق يحب الخفية وساعات كتير تكون ماشي في الشارع ويقابلك مواطن محترم وبمجرد إن عينك تيجي في عينه صدفة تلاقيه يقولك لو سمحت ويوقفك عشان يألفلك فيلم وكلنا عارفين دماغ المصريين في التأليف (تسوّل) لا إرادي ! 1- (الزبون وعياله) اسرة غريبة ركبت معي منذ يومين حيث ركب الزوج بجواري وركب في الكرسي الخلفي زوجته وبناته وكانوا علي مايبدو قد بدأوا نقاشا كبيرا أرادوا أن يكملوه في التاكسي مع اشراكي معهم بالطبع حيث دخل الزوج في صلب الموضوع قائلا: صلي علي النبي ياسطي..ثم أشار إلي اسرته قائلاً:بنتي الصغيرة دي ظهرت عليها فجأة أعراض غريبة .. بتختار التوقيت اللي بنتجمع فيه أنا وامها واخواتها حوالين التليفزيون وتجري علي بسرعة وترجع بنفس المطبخ ومعاها فرشة وجاروف وتبدأ عملية تنظيف للسجادة والحتي إللي قاعدين فيها قدام التليفزيون في الأنتريه بالصالة .. وكانت بتعمل ده متطوعة ..فإذا بامها تتدخل قائلة : بيني وبينك ياسطي أنا استغليت الموقف ولقيتها فرصة لتوبيخ اخواتها الكباروفضلت اقولهم: شايفين اختكم الصغيرة بتعمل ايه من غير ماحد يطلب منها.. امتي بقي تحسوا بيا زي حبيبتي الصغيرة دي ..واستمرت تكرر كلامها لغاية لما بدأت بنتي الكبيرة واخواتها حملة ضد الصغيرة واطلقوا عليها اشاعات إنها مش بتعمل كده لوجه الله والوطن وإنما أكيد البت السهنة دي تهدف لتحقيق مآرب غير معلنة علي الأقل في الوقت الحالي.. وواحدة تانية من اخواتها قالت ان البنت الزغننة دي لو كانت تدرك صعوبة شغل البيت لما قامت به طواعية وبهذه النفس المفتوحة دون أن يكلفها أحد بذلك ولما وضعتهم في مرمي التوبيخ المستمر من ماما..!! وواحدة تالتة من اخواتها قالت: يابابا أنا مش كنت عايزة أقولك عشان ماتزعلش لكن أنا مضطرة أصارحك بالحقيقة..أنا حاسة كده إن أختي الصغيرة بتعاني من التسول اللا إرادي !! .. بيني وبينك تخيلت اني سمعت الكلمة غلط وقلت بصوت غاضب ومرتفع:كلام فارغ إيه إللي بتقوليه ده يابنت علي أختك .. اختك كبرت وبطلت الكلام ده وبتعرف تستخدم الحمام وحدها ومن زمان كمان..ثم أخذت أضرب كفاً بكف وأنا أردد : مش معقول تنفسني علي أختك وتقولي عنها كده!! .. لكن لقيت اختها بتضرب هي الأخري كفاً بكف وتقول : يابابا ياحبيبي سلامة ودنك أنا باقول تسول مش أي حاجة تاني من إللي حضرتك فهمتها غلط!! 2 - ( فيلم هندي) استمر الرجل يحكي وزوجته وبناته خلفي يلتزمن الصمت فقاطعته واحدة من البنات قائلة: إهدا بس يابابا ياحبيبي وأنا أشرحلك ..التسول إللا إرادي ده مرض إجتماعي بيعاني منه عدد كبير جداً من المصريين وخاصة لما يقرب شهر رمضان المبارك تبص حضرتك تلاقي الناس كلها حواليك بتشحت في الشارع .. طبعا انت سواق تاكسي وعارف إن أغلب الناس دي مش محتاجة فعلاً تتسول لكنها بتطبق مبدأ الرزق يحب الخفية وساعات كتير تكون ماشي في الشارع ويقابلك مواطن محترم وبمجرد إن عينك تيجي في عينه صدفة تلاقيه يقولك لو سمحت ويوقفك عشان يألفلك فيلم وكلنا عارفين دماغ المصريين في التأليف والإبداع والمهم في النهاية إن فلوسه خلصت ومحتاج فلوس يركب بيها الأوتوبيس عشان يروح لعياله ..أهو ده مثلاً بيعاني من حالة تسوّل لا إرادي ..يعني هو مش شحات أساساً لكن طقت في دماغه فجأة إنه يجرب حظه في التسّول ولو السنارة غمزت يبقي أخينا ماكدبش خبر وأهو لقي مصدر رزق جديد ولو السنارة ماغمزتش يبقي ماخسرش حاجة ويادار ما دخلك شر وممكن يشوف زبون تاني .. ده غير بقي تسوّل الموظفين وعمال النظافة إللي واقفين بالمقشات عاملين نفسهم بيشتغلوا وهم بيشحتوا ودول يمكن يكونوا معذورين لإنهم بياخدوا ملاليم رغم أهمية الوظيفة إللي بيأدوها ولو الحكومة بتفهم كانت تدي عمال النظافة دول أعلي المرتبات 3 - ( لؤم بنات) زادت دهشة الرجل والتفت لابنته قائلا:: أنا معاكي في كل إللي انتي بتقوليه لكن ده إيه علاقته بأختك الضغيرة؟!.. قالت بثقة : يابابا دي بنت لئيمة وعارفة إن المصروف إللي حضرتك بتديهولنا عامل زي مرتبات الحكومة يعني ماتأخذنيش اي كلام وعشان كده قررت تعمل أي حركة يمكن حضرتك تتعطف عليها وتديها جنيه ولا حتي نص جنيه زيادة يعني شحاته مقنعة شوية ولو مش مصدقني خليها مرة تخلص الشويتين إللي بتعملهم كل يوم وحط في إيدها أي حاجة وشوف رد فعلها .. قلت :أي حاجة يعني إيه؟ ربع جنيه مثلاً؟.. فقالت البنت : يابابا بذمتك تقدر النهاردة تدي أي شحات ربع جنيه ؟!.. ده ممكن يعني ماتزعلش مني يرميه في وشك ويمكن كمان يسمعك كلمتين ملهومش لازمة .. إديها علي الأقل جنيه. الي هنا كانت الاسرة وصلت لبيتها ومن فضولي تبادلت مع الرجل التليفونات لمعرفة بقية الحكاية وحيث اتصل بالرجل بعد اقل من 24 ساعة ليكمل لي بقيتها فقال:بيني وبينك لم أكدب الخبر استنين لغاية لما البنت الصغيرة خلصت تنظيف الأنتريه وحطيت في يدها جنيه لقيتها بتبوسه وتحطه في جيبها وتبص للسما وتقول : روح يابيه إللهي يخليهوملك وتفرح بيهم وبعد ذلك كده لقيناها بالعفل مش بتنظف ولا حاجة لكن بس بتتظاهر بكدخ تعد كلمات تقوم بالتنظيف بالفعل بل تتظاهر بذلك حتي تحصل علي الجنيه حيث تقوم بعد ذلك بإلقاء المقشه والجاروف في أقرب مكان ثم تعود لتجلس أمام التليفزيون وهي تبوس إيدها وش وضهر وتقول :الحمدلله كده اتعشّت ثم لاحظت بعد ذلك أن حبال الود زادت بين البنت الصغيرة واللي اكبر منها مباشرة وبتضييق الخناق علي الصغيرة قالت لي أن اختها بتاخد منها ربع جنيه عن كل جنيه بتاخده مني .. وقبل ماستغرب قالت : ده حقها يابابا مش هي إللي بعتالي الزبون ..!! .. بصيت حواليا وأنا أقول :زبون ايه يابنتي ؟.. فقالت وهي تضرب كفاً بكف : حضرتك طبعاً يابابا زبون سقع .. نظرت إلي شقيتها فوجدتها توشوش امها وقبل أن أنطق بكلمة قالت لي الصغيرة : سيبها يابابا تلقط رزقها أنا وعدتها بنص جنيه عمولة لو أقنعت ماما كمان تديني كل يوم جنيه !!