لا أظن أن أحدا من رؤساء أمريكا المتعاقبين علي ادارتها قد أساء إليها مثلما أساء الرئيس الحالي إلي سمعة بلاده بما اشتهر عنه من تهور، وغطرسة وارتكاب الحماقات..حماقة تلو الأخري دون اعتبار لسمعة بلاده او للقوانين والاعراف الدولية. ولا أظن ان احدا من الرؤساء ايضا قد استفز وتحدي الرأي العام العالمي بتصرفاته وقراراته الهوجاء مثلما يفعل ترامب اليوم.. فلم يكن اي رئيس يجرؤ علي استفزاز وتحدي المجتمع الدولي بالتوقيع علي قرار بنقل السفارة الامريكية إلي القدس العربية المحتلة ويتباهي علي الملأ بالتوقيع علي القرار. وواصل حماقاته بالتوقيع علي قرار بضم اسرائيل لهضبة الجولان السورية، فهل فعل ذلك باعتبارها أراض أمريكية؟ رغم عشرات القرارات الدولية التي تؤكد ومنذ احتلالها عام 1967م علي انها اراض سورية محتلة. فقد أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر 1981، الذي اعتبر فيه أن قرار »إسرائيل» بفرض قوانينها وولايتها وإدارتها علي الجولان السوري المحتل، قرارا لاغيا وباطلا وليس له أثر قانوني دولي، وطالب فيه إسرائيل بأن تلغي قرارها علي الفور. وصدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 35-122 في 11 ديسمبر 1980 الذي يدين »إسرائيل» لفرضها تشريعا ينطوي علي إحداث تغييرات في طابع ومركز الجولان. وفي 16 ديسمبر 1980 صدر القرار رقم 36-147 الذي أدان »إسرائيل» لمحاولاتها فرض الجنسية الإسرائيلية بصورة قسرية علي المواطنين في الجولان. وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 13 ديسمبر 1976، إدانة »إسرائيل» لانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة وتغيير معالم القدس وتهديم مدينة القنيطرة. الادارة الامريكية الحاكمة وصقورها وجدوا سوريا وقد قسمت ووزعت علي ايرانوروسيا وتركيا، فلم لا تنضم إلي الاكلة واهداء اسرائيل هضبة الجولان المحتلة، لتزيد الاوضاع تعقيدا وسوءا. جاءت ايران إلي سوريا بدعوة من بشار الاسد، وعضدت روسيا تواجدها علي الاراضي السورية بقواتها في قاعدتي طرطوس البحرية والجوية بدعوة منه لحمايته من الشعب السوري الذي ثار ضد سطوته وجرائمه. وفي عهد والده اهملت المساعي الدبلوماسية والعسكرية اعتمادا علي تجديد القرارات الدولية كبند دائم في المحافل العربية والدولية، ورفع شعار( سوريا لن تسمح لأحد بأن يفرض عليها اي معركة لا تحدد سوريا موعدها ولا مكانها) وعلي مدي سنوات الاحتلال التي طالت وحتي اليوم لم تحدد القيادة السورية اي موعد. روسيا كلبشت في سوريا، وتعتبر وجودها علي الاراضي السورية نقطة ارتكازها الوحيد في المنطقة كقوة دولية تسعي إلي التواجد في مناطق متعددة في العالم واستعادة المجد السوفيتي البائد. وايران لديها المشروع التوسعي والهيمنة علي العراقوسوريا ولبنان واليمن لتطويق دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية، اضافة إلي الفوائد الاقتصادية التي تعود عليها من تصدير منتجاتها إلي هذه الدول، ومساعيها في تصدير نفطها عبر الموانئ العربية وخطوط البترول عبر الاراضي العربية.