رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    التربية النوعية بطنطا تنظم ملتقى التوظيف الثالث للطلاب والخريجين    رايان رينولدز يتصدر إيرادات السينما العالمية بفيلم الأصدقاء الخياليين - IF ويحقق 59 مليون دولار    أخبار الأهلي : أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : هاتوه لو مش عاوزينه وهتتفرجوا عليه بنسخة زملكاوية    السر يملكه القائد.. اللواء هشام حلبي يكشف أسباب تحطم طائرة رئيسي (فيديو)    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد بعد هجوم ميلي على حكومة سانشيز    أسعار الفراخ اليوم 20 مايو 2024 للمستهلك بجميع الأسواق    صلاح مودعاً كلوب: آمل أن نلتقي مرة أخرى    الرياضية: جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    قوات وحدة الإنقاذ النهري ب الغربية تستخرج جثمان غريق من بحر كفر الزيات    صندوق النقد الدولي: البنوك القطرية تتمتع برأس مال جيد وسيولة وربحية    النجمة ديمي مور تخطف الأنظار في فعاليات اليوم السادس لمهرجان كان السينمائي    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    الأرصاد تحذر من الطقس غداً.. تعرف علي أعراض ضربة الشمس وطرق الوقاية منها    لحرق الدهون- 6 مشروبات تناولها في الصيف    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    أحمد الطاهري: مصرع الرئيس الإيراني هو الخبر الرئيسي خلال الساعات الماضية    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    وزير السياحة يتفقد متحف شرم الشيخ.. ويوجه بتضمينه في برامج الزيارات    وكيل صحة الشرقية يتفقد أعمال التطوير بمستشفى سنهوت التخصصي    رئيس الوزراء يشهد افتتاح جامعة السويدى للتكنولوجيا "بوليتكنك مصر" بالعاشر من رمضان.. ويؤكد: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    «سوميتومو» تستهدف صادرات سنوية بقيمة 500 مليون يورو من مصر    أول تعليق من التنظيم والإدارة بشأن عدم توفير الدرجات الوظيفية والاعتماد ل3 آلاف إمام    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    محافظ دمياط تستقبل نائب مدير برنامج الأغذية العالمى بمصر لبحث التعاون    إصابة 8 أشخاص بحادث تصادم ميكروباص وربع نقل بالطريق الزراعى فى أسوان    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    بدأ العد التنازلي.. موعد غرة شهر ذي الحجة وعيد الأضحى 2024    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    الصحة تضع ضوابط جديدة لصرف المستحقات المالية للأطباء    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    الإعدام لأب والحبس مع الشغل لنجله بتهمة قتل طفلين في الشرقية    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    وزيرة الهجرة: الحضارة المصرية علمت العالم كل ما هو إنساني ومتحضر    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    ليفربول ومانشستر يونايتد أبرزهم.. صراع إنجليزي للتعاقد مع مرموش    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    الإعدام شنقًا لشاب أنهى حياة زوجته وشقيقها وابن عمها بأسيوط    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    10 ملايين في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير أبو بكر حفني مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية ل »الأخبار«: قمة مصغرة برئاسة السيسي لتفعيل اتفاقية التجارة القارية
نشر في أخبار السيارات يوم 11 - 04 - 2019

تكشف زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لدول غينيا وكوت ديفوار والسنغال في منطقة الغرب الأفريقي، ايمانه وحرصه علي مواصلة تعزيز وتعميق العلاقات المصرية مع دول القارة ،وليس لإقليم علي حساب إقليم آخر، وتكثيف التواصل والتنسيق والتعاون مع الأشقاء الأفارقة ، خاصة في ظل الانفتاح والتوجه المصري الخارجي نحو فتح آفاق أرحب مع دول القارة السمراء. و تلعب مصر في ضوء تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي دورا كبيرا في عملية الاندماج الاقتصادي والتجاري والتنموي في القارة ، من خلال الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات والمشروعات التي تتبناها داخل القارة ، كاتفاقية التجارة الحرة القارية التي ستكون بمثابة طوق النجاة لشعوبها ، ومشروعات البنية التحتية الرائدة التي تربط شمال القارة بحنوبها ، مكافحة الارهاب، وجميعها قضايا وملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك. » الأخبار»‬ حاورت السفير أبوبكر حفني مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية ، لتلقي الضوء من خلاله علي أهمية ودلالات زيارة الرئيس السيسي لهذه الدول الغرب الأفريقي . وقال في حوار ل»‬الأخبار» ان منطقة غرب أفريقيا لم تحظ بالاهتمام المطلوب من مصر خلال السنوات الماضية ،وندرة الزيارات الرسمية لتلك الدول، رغم الأهمية الكبيرة لتلك الدول بالنسبة لمصر كونها تربطها بعلاقات تاريخية ،لاسيما ان بعضها يعد من أسرع اقتصاديات القارة نمواً، مما يتيح فرصة هائلة في تعميق التعاون الثنائي علي مختلف الأصعدة.
كيف تري توجه السياسة الخارجية المصرية نحو الانفتاح بشكل أوسع علي القارة الإفريقية خلال السنوات الخمس الماضية ؟
مصر تشهد انفتاحا علي إفريقيا مختلفا تماماً منذ تولي السيسي الحكم 2014 حتي يومنا هذا ، هذا الانفتاح تجلي بمشاركة الرئيس في قمة ملابو بغينيا الاستوائية ، وكانت تلك القمة بمثابة تعارف تم بين الرئيس السيسي وقادة الدول الإفريقية الأخري،حيث شهدت تلك الزيارة لقاءً مهما جدا بين الرئيس ورئيس الوزراء الأثيوبي السابق هايلي ديسالين، وإطلاق إعلان مالابو الذي كان بداية لسلسلة من المفاوضات والمشاورات بين البلدين أوصلت إلي ماهو عليه الاَن مابين مصر واثيوبيا، من حالة حرب باردة الي مرحلة تشاور نحو التوصل الي اتفاق وهو الأفق الذي لم يكن موجودا قبل ذلك ..
والرئيس مؤمن بأهمية علاقات مصر الإفريقية، وقام بعدة زيارات لبلاد افريقية خلال الفترة الماضية ، منها زيارة تنزانيا وكانت زيارة مهمة جدا ،والعلاقات بين البلدين في الوقت الحالي تشهد طفرة كبيرة جدا ً، خاصة بعد توقيع انشاء سد ستيجلر تنفذه شركتا المقاولون العرب والسويدي ، هذا الاتفاق يمثل انطلاقة كبيرة للشركات المصرية ، كونها قادرة علي تنفيذ مشروعات بهذا الحجم حيث تقدر تكلفته ثلاثة مليارات دولار، الجديد في هذا الموضوع ان عملية التنفيذ تتمثل في الناحية الفنية فقط، بينما ما يتعلق بعملية التمويل فتتولاها حكومة تنزانيا.
علاقات تاريخية
في ضوء زيارات الرئيس السيسي لدول غينيا والسنغال وكوت ديفوار ، ما هي اهمية تلك الزيارات نحو تعزيز علاقتنا معها ؟
زيارة الرئيس لغينيا كوناكري زيارة تاريخية ومهمة ، كونها تأتي كأول زيارة يقوم بها رئيس مصري منذ أخر زيارة قام بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منذ عام 1965، والعلاقات بين البلدين قديمة وما تشهده في الوقت الحالي، هو اعادة للبناء علي العلاقة التاريخية بين البلدين والصداقة التي كانت تجميع بين الرئيس الراحل عبد الناصر والرئيس الغيني أحمد سيكوتوري كانت كبيرة.
وخلال الزيارة زار السيسي جامعة جمال عبد الناصر في العاصمة، وأزاح الستار عن تمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحرم الجامعة، كما افتتح مبني المجمع الجديد بالجامعة الذي أطلق عليه اسم عبد الفتاح السيسي ، كما تم توقيع علي اتفاق تطوير المباني ومنشاَت الجامعة بالتعاون مع المقاولون العرب،وسوف تقدم مصر منحة لغينيا لإنشاءهذه الجامعة ، كما تم الاتفاق علي معاودة العمل باللجنة المشتركة العليا وفق الاتفاق الذي تم توقيعه بين البلدين عام 1982 ، فضلاً عن توقيع عدد من اتفاقيات أخري ، كما يجري العمل علي برامج اخري في مجالات مختلفة.
وفي الحقيقة نحن في حاجة الي تغير نمط التعاون القديم بين مصر وغينيا والدخول في نمط جديد ، من المعروف ان مصر وإفريقيا في الوقت الحالي بعد ان انتهاء مرحلة التحرر الوطني، في صدد الدخول مرحلة التحرر الاقتصادي والتجاري، فحجم التجارة البينية بين الدول الإفريقية ضعيف جداً ، حيث لا تزيد علي 15% بين الدول الإفريقية وبعضها البعض، بالمقارنة بقارات العالم الاخري نجد ان قارة اسيا تبلغ حجم التجارة البينية بين دولها 51% ، وامريكا الشمالية 54% ، بينما تبلغ 70% في القارة الاوروبية ، وهذا الفارق الكبير يكشف مدي الخسارة التي تتكبدها وحجم الفرص الضائعة للقارة الإفريقية .
مكافحة الإرهاب
لماذا تركزت الزيارة لدول لمنطقة غرب افريقيا علي وجه التحديد؟
منطقة غرب إفريقيا لم تحظ بالاهتمام المطلوب من مصر خلال السنوات الماضية ، وتلاحظ لدينا وجود ندرة في الزيارات لتلك المنطقة ،فلك ان تتخيل أن الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري يزور دولة كوت ديفوار في تاريخ العلاقات المصرية الايفوارية ،علماً بأن منطقة غرب إفريقيا لها اهمية كبيرة جدا بالنسبة لمصر ، وهذا يرجع لأسباب كثيرة . فاذا تحدثنا عن كوت ديفوار علي وجه التحديد، نجد أنه خلال الستينيات حصلت مصر علي حصة لبيع »‬ الكاكاو» من خلال شركة النصر المصرية ، ومبني الشركة هو أكبر مبني موجود في العاصمة ابيدجان حتي يومنا هذا. هناك مشروعات تقوم بها شركة المقاولون العرب والشركة القابضة للكهرباء في كوت ديفوار ، فضلا عن مناقصات كثيرة دخلتها شركة المقاولون العرب ،من بينها انشاء طريق بحري يربط بين العاصمة ومدينة تبعدها بحوالي 30 كيلومترا، واؤكد انه كلما زادت اعمال الشركات المصرية في إفريقيا واكتساب سمعة جيدة ، يضاف هذا الي رصيدها وتزداد فرصها في الفوز بمناقصات حكومية.
كوت ديفوار من أسرع الاقتصاديات نموا في افريقيا وهي عضو في مجلس الامن حاليا ،فضلا انها وغينيا عضوان في منظمة الساحل والصحراء ، وهي منظمة كبيرة في القارة عدد اعضائها 27 دولة وتعاني بشكل خاص من الارهاب والنزاعات المسلحة، كما ان مصر كان لها السبق في انشاء الاكاديمة العسكرية لمكافحة الارهاب في تلك الدول ،وقدمت ألف منحة عسكرية لضباط وصف ضباط في هذه الدولة للدراسة في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية . ومن المقرر ان تعقد المنظمة قمة استثنائية بالعاصمة تشاد الشهر الجاري .
ما أريد قوله هو ان ما يربط بين مصر وهذه الدول مجالات مكافحة الارهاب، وموضوعات اقتصادية كثيرة ، والمصائد السمكية ، وهذه المجالات ستتم مناقشتها خلال هذه الزيارة الحالية للرئيس السيسي وما بعدها ، وايضا لابد ان نضع في اعتبارنا ان الاستقرار والامن في هذه الدول مرتبط تماماً بالأمن القومي المصري، كونها دولا تربطها الصحراء والانتقال فيها سهل وسريع ،وبالنسبة لمصر تأمين هذه الدول وسلامتها في النهاية مردودة ايجابيا فيما يخص بالأمن القومي المصري. واحب توضيح ان زيارات الرئيس السيسي لن تقتصر علي هذه الدول فقط ، انما هناك زيارات في الفترة القادمة لدول المنطقة لبحث فرص التعاون المشترك فيما يخدم تطوير العلاقات الثنائية والقارة بشكل عام.
طوق النجاة
ماذا عن اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ؟ متي تدخل هذه الاتفاقية حيّز التنفيذ؟
أعتبر ان هذه الاتفاقية ستكون طوق النجاة للدول الإفريقية مع بدء العمل بها وتعاون الدول الإفريقية مع بعضها البعض، تم بالفعل التوقيع علي الاتفاق الرئيسي،لكن ما زال هناك بروتوكولان مُكملان لهذا الاتفاق قيد التفاوض، وأتوقع انتهاء التفاوض حولهما بنهاية هذا العام .
ولاشك ان هذه الاتفاقية ستكون مكسب للجميع وستعمل علي زيادة حجم التجارة البينية بين دول القارة، لكن فيما يتعلق بزيادة حجم التبادل التجاري داخل القارة، هناك أمران لا بد من وضعها في الحسبان،الأمر الأول يتعلق بعملية التواصل عن طريق البر والبحر والجو والنهر، وفي الحقيقة مصر متبنية مشروعات كثيرة جدا ، وجميعها تقع في إطار المشروعات الرائدة تحت مظلة اجندة إفريقيا التنموية 2063، وقد تحدد هذا التاريخ لكي يتوافق مع مرور مائة عام علي انشاء منظمة الوحدة الإفريقية والتي اصبحت الاتحاد الإفريقي ، من المقرر ان يكون هناك مراجعة لهذه الاجندة في 2023 . وعن المشروعات التي تتبناها مصر ، مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط وهو مشروع سيحمل ابعادا سياحية ، ويربط شمال القارة بقلبها من خلال طريق نهري رخيص ،كما سيمثل أهمية كبيرة للدول الحبيسة ، ايضا مشروع الربط البري شمال القارة بجنوبها وهو القاهرة- كيب تاون، الطريق شبه مكتمل ولكن مازالت عملية حوكمته لم تنته بعد، حيث إن أهميتها قد تفوق أهمية البنية التحتية للطريق .
في رأيك كيف نستفيد من علاقتنا مع دول غرب افريقيا لزيادة التعاون الاقتصادي معها ، خاصة أنها دول تمتلك ثروات لم تستغل الاستغلال الأمثل؟
كل دولة إفريقية لديها خصوصية ، تقع في اطارها مكانها الجغرافي ، وهذا الموقع الجغرافي يتطلب انشاء موانئ ، وهذه الموانئ تحتاج الي اعادة تأهيل وتوسيع وادارة، وكلها أمور تحتاج الي دول أو شركات لديها خبرة في هذا المجال ،ومصر لديها خبرة كبيرة ، ومثال لحديثي ، امتلاكنا لمنطقة لوجيستية كبيرة ومهمة جدا في منطقة قناة السويس.
هل تضع مصر في اعتبارها هذا النوع من التعاون مع تلك الدول ؟
بالتأكيد كل هذه الأمور نضعها قيد الاعتبار ، ولكن دعني أفرق بين أمرين مهمين جدا ، الأول أن القطاع الخاص أصبح هو القاطرة الرئيسية للاقتصاد في دول العالم بنسبة كبيرة ، علي سبيل المثال نحن لا نستطيع ان ننافس الصين وهي دولة عظمي فيما يتعلق بحجم استثماراتها في القارة ، حيث ان معظم الشركات الصينية التي تستثمر في إفريقيا تمتلكها الحكومة الصينية .ولاتوجد في مصر شركات حكومية كبري في مجال صناعة السكة الحديد مثلا ، وبالتالي لا بد ان يكون القطاع الخاص شريكا مع الحكومة في عملها وجميع المشروعات الخاصة بها في القارة . هناك مشروعات جار العمل علي تنفيذها من خلال صناديق سيادية للدول ، ومصر عرضت علي السودان واثيوبيا لانشاء صندوق سيادي لتمويل مشروعات بنية تحتية بين الدول الثلاث ، وبالتأكيد سوف يشارك فيه القطاع الخاص في مرحلة معينة.
فرص استثمارية
أين موقع أفريقيا من الاستثمارات المصرية؟
أحب أن أوضح أن دور الحكومات هو وضع الأرضية القانونية والتعاقدية التي تسمح للقطاع الخاص بالدخول الي البلد الاجنبي والاستثمار فيه. لان دور الحكومة المستثمرة التي تقوم بكل شئ اعتقد أنه انتهي ، ولا اعتقد ان الدول الإفريقية تريد هذا الدور ايضا في المستقبل . في اثيوبيا علي سبيل المثال تعمل شركة السويدي للكابلات بها منذ اكثر من عقد ، كذلك شركة »‬فريش» للاجهزة المنزلية لديها مصنع للتصنيع والتجميع هناك.ما اريد قوله ان القطاع الخاص في مصر، حين يجد فرصة لمناخ استثمار ملائم في إفريقيا فهو لا يتردد . كي اكون اكثر تحديداً، هناك »‬تقسيمة »‬ فيما يخص بالاستثمار في القارة السمراء بين الشركات الحكومية والقطاع الخاص ، فعلي سبيل المثال عملية ادارة الموانئ قد يكون دورا حكوميا او شركات حكومية اكثر منه دور قطاع خاص كونها قد ترتبط بابعاد القومية، ايضا حين نتحدث عن الامن الغذائي ، نجد ان وزارة الزراعية هي من تقوم بهذا الدور من خلال انشاء عدد من المزارع بدول القارة ، وان كان هذا لا يمنع في انه يمكن النظر في الشراكة بين القطاع العام والخاص.
هل زيارات السيسي لدول افريقيا تشجع القطاع الخاص علي الاستثمار في القارة؟
رؤيتي في هذا الإطار أن دور الحكومة كما ذكرت من قبل ، هو فتح الباب أمام القطاع الخاص للاستثمار في إفريقيا، عن طريق اعداد التوقيعات الخاصة بالازدواج الضريبي ،وتشجيع التجارة وتنميتها في القارة، واعطاء الأمان للمستثمرين ورجال الاعمال بأن هذه الدول يمكن الاستثمار فيها وتتمتع ببيئة مناسبة لذلك ، وهذا ما تقوم به الادارات الجغرافية بوزارة الخارجية أو السفارات المصرية في الخارج ، حيث نجتمع مع رجال الاعمال وعلي اتصال دائم بالغرف التجارية المصرية ، وخلال الفترة الماضية زار مسئولون باتحاد الصناعات المصرية دول تنزانيا وزامبيا وجنوب إفريقيا ، وسفاراتنا من قامت بتنسيق وترتيب هذه اللقاءات مع رجال الاعمال المناظرين لهم من الجانب الاخر . بالتأكيد وجود السفارة يطمئن رجال الاعمال، في الوقت نفسه يمتلك سفراؤنا في الخارج خلفيات عن رجال الاعمال الافارقة الجادين الذين يمكن التعاون معهم .
وتسعي مصر الي انشاء بنية تحتية في إفريقيا ، وهو التوجه القائم في ظل ان الرئيس السيسي في الوقت الحالي هو راعي قضية اعادة البناء والتعمير في إفريقيا وتقع ضمن صلاحياته في ضوء رئاسته الاتحاد الإفريقي .
جهود ملموسة
في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ، ما الجهود التي حققتها مصر خلال الأشهر الماضية تجاه كافة القضايا السياسية والتنموية في القارة ؟
عندما نتحدث حول ما تحقق خلال الفترة الماضية فهو الكثير ، لكن ما أريد ان أقوله ان رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ، رئاسة دورية لعدة أشهر وستنتهي ، واستراتيجية مصر لإفريقيا بدأت قبل توليها الرئاسة وسوف تستمر في المستقبل، ما حققته مصر دون ارتباط بفترة الرئاسة المصرية . مصر عادت مرة أخري الي إفريقيا وبقوة ، وهي من قادت فريق التفاوض علي اتفاقية تغيير المناخ ، دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز النفاذ ومصر كانت من تدعو لهذا، وسوف يتم عقد ورشة عمل خلال ايام قليلة في القاهرة للجنة المندوبين الدائمين بالاتحاد الإفريقي لدراسة الطريق الي نيامي عاصمة النيجر في يوليو المقبل برئاسة الرئيس السيسي ،وهي قمة صيفية مصغرة للاتحاد الإفريقي وسيتم تخصيصها بالأساس لمناقشة دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز النفاذ .كما نجحنا في استضافة المركز الإفريقي لاعادة الاعمار مابعد النزاعات، وهو انتصار كبير جدا لمصر ،بالاضافة الي استضافة وكالة الفضاء الإفريقية .
وحين ننظر الي حجم الزيارات من قبل قادة ورؤساء حكومات ومسئولين من مختلف اقاليم القارة للقاهرة في الفترة الماضية، نجد ان دور مصر في هذا الصدد اصبح له بصمة كبيرة جداً. ففي خلال أقل من شهر تقريبا استقبلنا زيارات لوفود من دول اريتريا والكونغو الديموقراطية ، ملاوي ، زيمبابوي ، تشاد، الصومال وكينيا وصومالي لاند وجيبوتي وغيرها من الزيارات.
كيف نستفيد من خبرات قادة وزعماء الدول الافريقية التي تمتلكها حول مشاكل وقضايا القارة ؟
علي هامش القمم الإفريقية التي عقدت الفترة الماضية والتي شارك الرئيس السيسي في جميعها، تأتي الاجتماعات الجانبية التي تعقد بين الرئيس ورؤساء الدول الإفريقية ، وخلال تلك الاجتماعات وكواليسها تحدث أمور قد تكون أهم من موضوعات القمم نفسها، فالرئيس السيسي لديه حرص علي لقاء القادة الإفارقة، حيث يتم مناقشة هذه اللقاءات موضوعات كثيرة جداً تتعلق بالامن الاقليمي للقارة ،أمن الدولة ذات محل النقاش ، أمن المنظمات الاقليمية الإفريقية بشكل عام ،حجم التجارة، ملفات مشتركة . وما أريده تأكيده انه تتم الاستفادة من خبرة وحكمة الرؤساء الإفارقة الشديدة في القارة . وأؤكد في هذا الإطار إلي نقطة ايحابية ومهمة جداً ، أن حرص السيسي علي المشاركة في القمم والاجتماعات الإفريقية منذ لحظة انطلاق فعالياتها حتي انتهائها والتفاعل فيها، قد ترك أثراً ايجابياً لدي الزعماء والقادة الإفارقة ، وشعروا بأن هذا الرجل مؤمن حقاً بالقضايا وشواغل القارة الإفريقية .
شراكات استراتيجية
مصر سوف تمثل إفريقيا كرئيس للاتحاد الأفريقي في العديد من المحافل الاقليمية والدولية في الفترة القادمة ماهي القضايا التي تعاني منها القارة والتي سوف يحملها السيسي إلي تلك المحافل ؟
دور رئيس الاتحاد الإفريقي في هذه المحافل الدولية هو نقل القرارات الإفريقية والتحدث باسم القارة عن قضاياها ومشكلاتها، ليس فقط من خلال هذه التكتلات، بل ايضا من خلال الشراكات الإستراتيجية للدول الإفريقية مع عدد من الدول الاخري وعددها تسع شراكات استراتيجية تحت لواء الاتحاد الأفريقي ، منها شراكات مع اليابان ، الجامعة العربية ، امريكا اللاتينية ، الهند ، كوريا الجنوبية، الي جانب شراكات اخري خارج اطار الاتحاد ، منها فرنسا ، افريقيا ، وايضا الصين فلديها إطار »‬الفوكاك».
واعتقد ان علي رأس الموضوعات التي سيتحدث حول الرئيس السيسي في هذه المحافل، ستكون حول المشروعات الكبري في اطار الاتحاد الإفريقي واجندة إفريقيا التنموية 2063 ، والمطلوب من جميع الشركاء للقارة،هو دعم هذه الاجندة التي تهدف في الاساسي الي تدعيم الاندماج الاقليمي داخل القارة السمراء ، وليس علي مستوي التعاون الثنائي ، من ضمن الموضوعات ايضا مكافحة الارهاب لأن امن إفريقيا لايرتبط بإفريقيا وحدها ،انما ملك للعالم كله ونحن جزء من الحركة الانسانية ، هذا بالإضافة إلي موضوعات تتعلق بدعم حركة التجارة ، واعادة البناء ،والدبلوماسية الوقائية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.