أكد خبراء الشئون الإفريقية أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإفريقية تعزز ريادة مصر في القارة، بعد أن نجحت فعليا في استعادتها، وأشاروا إلي أن الزيارة لها أهمية استثنائية، لأنها لا تسعي لتعزيز العلاقات الثنائية فقط، بل تأتي أيضا في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي. وأكدوا أن زيارة الرئيس لغينيا وكوت ديفوار والسنغال ذات دلالة لأن الدول الثلاث ذات ثقل في غرب القارة ووسطها، كما أن كوت ديفوار تحديدا لم يزرها أي رئيس مصري من قبل. ويري السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية أن الدول الثلاث مهمة في القارة ولم تحدث أي زيارات رئاسية مصرية لهذه الدول في العقد الأخير، وهو الأمر الذي يعطي لتوقيت الزيارة أهمية خاصة، ويعد تأكيدا علي العلاقات الثنائية بهذه الدول. وأكد أنه ضمن أغراض الجولة استشارة رؤساء بعض الدول الأفريقية في أهم الملفات التي ستعرض في القمة الأفريقية التشاورية في النيجر في يوليو القادم ثم ستعرض في القمة الأفريقية العادية، وتعد أبرز هذه الملفات إنشاء منطقة أفريقية للتجارة الحرة في كل القارة، وأشار إلي أن العلاقات بين مصر والسنغال قديمة ومتميزة، حيث يدرس آلاف الطلبة الأفارقة السنغاليون في الأزهر الشريف، كما أطلقت مصر اسم أول رئيس سنغالي » سنغور» علي جامعة مهمة في الأسكندرية تخدم طلبة الدراسات العليا في كل منطقة الفرانكوفونية، أما بالنسبة لغينيا فكان لمصر علاقات جيدة بها خاصة في عهد الرئيس سيكوتوري، كما تعد غينيا أكبر مورد للألمونيوم للمصانع المصرية، وتعد كوت ديفوار أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم وتستورد منها مصر كمية كبيرة من الكاكاو. كما أوضح أن الزيارة تعد توطيدا للعلاقات الثنائية مع هذه الدول، بجانب أنها ضمن الدور الذي يقوم به الرئيس السيسي في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي. وأكدت السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية أن الزيارة تعد تدعيما للدور المصري في القارة الأفريقية بجانب دعم العلاقات الثنائية معها، إضافة إلي أنها فرصة للرئيس السيسي في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي ليتناول الموضوعات الخاصة بالدول الأفريقية ومناقشتها مع رؤساء الدول التي يزورها. وشددت علي ان الزيارة علي قدر كبير من الأهمية لأنها أول زيارة لرئيس مصري لغينيا منذ 60 عاما، وبالنسبة للسنغال كانت هناك زيارة واحدة في عهد مبارك لحضور قمة أفريقية عقدت في داكار، ولكن لم تحدث أي زيارات علي المستوي الثنائي، كما أن زيارة كوت ديفوار تعد الأولي من نوعها، وتعد دول غرب أفريقيا من الدول المهمة جدا، خاصة في ظل السعي الحالي لتحقيق التنمية وتحسين المعيشة، وهذه الدول أسواق جديدة للمنتجات المصرية. كما أشارت إلي أن الزيارة دلالة علي أننا بدأنا نتعامل مع القارة بشكل سليم وبنظرة أكثر شمولية وعدم التركيز علي دول حوض النيل أو شرق أفريقيا، ولكن أصبح التركيز علي كل أنحاء القارة، خاصة ان دول غرب أفريقيا بها موارد كثيرة. وأوضح السفير علي الحفني نائب مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية أن هذه الجولة تأتي في سياق حرص مصر والقيادة المصرية علي تبادل الزيارات مع الدول الأفريقية في كافة أنحاء القارة، كما أن زعماء تلك الدول مهمون ويلعبون دورا في منطقة غرب أفريقيا، وبالتالي هناك دواع للالتقاء والتشاور والتنسيق معهم. وأكد أن علاقتنا بهذه الدول قديمة ومتينة ولا يقتصر ذلك علي الجانب السياسي والاقتصادي، وإنما يمتد إلي الجانب الثقافي أيضا، لذا فإن الجولة تتميز بالزخم خاصة في المجال الاقتصادي.