هل هناك موت قبل الميلاد .. سؤال غريب والأغرب منه ان الاجابة نعم. فهذا الحادث الذي شهدته الاسكندرية أسفر عن موت جنين في بطن امه دون أن يري النور بعد أن سحقهما ميكروباص طائش كان سائقه يجربه بعد خضوعه لعملية صيانة شاملة. التفاصيل في السطور التالية أسماء، فتاة تبلغ من العمر 27عامًا، تسكن مع أسرتها البسيطة في منطقة الورديان بالأسكندرية، تزوجت أسماء منذ ما يقرب من ثمانية أشهر من شخص يدعى كريم، عاشت معه قصة حب يتحاكى عنها الجميع، حيث تقدم كريم لخطبتها بعد قصة حب دامت لسنوات، فوافق الأهل، وحققوا حلمهما في أن تتوج قصة حبهما بالزواج، ويعيشان في بيت واحد، فتم زفافهما في حفل بسيط حضره الأهل والأقارب، وظلت أسماء وزوجها يحلمان باليوم الذي ستصبح فيه حاملًا، وسرعان ما جاء نبأ الحمل السعيد . وقتها شعرت أسماء بأنها تمتلك الدنيا بما فيها، وظلت تنسج أحلامها بالمولود الجديد، وتتساءل وهي في غاية سعادتها، هل الجنين بنت أم ولد؟، وبعد ما يقرب من شهرين من الحمل، اكتشفت أسماء أنها حامل في طفلة . أخذت تتناقش مع زوجها ماذا سيكون اسمها؟، فأبلغها أنه سيسميها"مريم" على اسم والدته، ولكن أسماء كانت تتمنى أن تسمي طفلتها الأولى "نغم"، ولكنها لكي ترضي زوجها أبلغته بأن يكتب اسم "مريم" في الأوراق الرسمية، بينما يناديها الجميع بنغم، سبعة أشهر مرت على أسماء وهي تشعر بكل حركة لجنينها، كانت تعد الأيام والساعات لاستقبال أول مولود لها، ولم تكن تعلم أن فرحتها ستغتال وتكون ضحية سائق متهور، سحقها هي وأحلامها وجنينها في آن واحد. تفاصيل هذا اليوم الأليم الذي عاشته أسرة أسماء، والحادث البشع الذي ما زال محفور في ذهن كل من شاهده؛ ويرويه لنا شقيقها "أحمد"، فيقول: "يوم الحادث ذهبت أسماء مع شقيقتي وزوجها للطبيب؛ لعمل أشعة للاطمئنان على حالة الجنين، والذي طمأنهم بأنه بحالة جيدة، وأثناء عودتهم، وقفوا جميعًا في أحد الشوارع، وتحديدًا عند تقاطع شارعي "الإسناوي والأمير لؤلؤ"، لشراء حلوى لابن شقيقتي، وفي غمضة عين، جاء ميكروباص طائش من أحد الشوارع الفرعية، ودهسها. لبرهة من الوقت وقفت شقيقتي في حالة صدمة وذهول على مشهد جثة أسماء، اجتمع الأهالي على الفور، وقبضوا على السائق، وتم إبلاغ الشرطة". وأضاف أحمد بنبرة صوت يعتليها الحزن: "كنا نعتقد أنها توفيت في الحال، ولكن صرخت إحدى السيدات لتبلغنا أنه مازال هناك نبض، طلبنا من الإسعاف حملها وسرعة نقلها للمستشفى في محاولة لإنقاذها، على أمل أن تعود للحياة مرة أخرى، ولكن خابت ظنوننا وفارقت أسماء الحياة هي وطفلتها التي لم تر الدنيا بعد". واختتم أحمد حديثه قائلًا: "أنا أريد فقط القصاص العادل حتى يعود حق شقيقتي، وعدم محاسبة السائق على أنه قتل خطأ، فهذا إهمال واضح، وهذا ما قلناه في محضر رسمي". حاولنا التواصل مع زوج المجني عليها، ولكن شقيقها أحمد أبلغنا أنه في حالة يرثى لها، فما أصعب أن يفقد الزوج،حب عمره الوحيد، وجنينه قبل أن يخرج للدنيا، قبل أن يراه أو يعرفه، وقبل أن يحمله بين يديه، حقًا إنه شعور صعب وإحساس لا يوصف. ضبط المتهم تلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغًا، يفيد باصطدام ميكروباص بربة منزل بشارع متفرع من شارعي"الإسناوي والأمير لؤلؤ"، على الفور انتقلت قوة من القسم، وسيارة الإسعاف لمكان الحادث. ومن الفحص تبين أن ميكروباص قيادة "م. ص" 33 سنة، دهس "أسماء. م. ح" 27 عامًا، ربة منزل، أثناء تجربته بعد إجراء صيانة له بالشارع المشار إليه، وتم نقل ضحية الحادث لمشرحة مستشفى القباري العام، وتبين وفاتها فيما فشلت محاولات إنقاذ الجنين الذي يبلغ من العمر 6 أشهر. ألقي القبض على سائق الميكروباص، والميكانيكي، وتحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بالأسكندرية بحبسهما، 15يومًا على ذمة التحقيقات، كما أمرت بدفن جثة المتوفاة بعد انتهاء إجراءات التشريح، وطلبت تحريات المباحث.