ظلت تحلم بطفلتها نغم، تُعد الشهور والأيام والساعات لاستقبال أول مولود بعد زواج دام 7 أشهر و10 أيام فقط، ولكن أسماء محمد حسنين محمد؛ 27 عاما، لم تعلم أن فرحتها ستغتال وستكون ضحية سائق متهور يقضي عليها وعلى حملها في آن واحد. كانت تنتظر "أسماء" جنينها أن يخرج إلى النور ولكن في غفلة، وبإعطاء ظهرها، دهسها سائق ميكروباص، وهي تحمل في بطنها جنينها في الشهر السادس، لتلقي مصرعها على الفور، ويودعان الحياة في نعش إلى مقابر الأسرة. قررت نيابة مينا البصل، اليوم، حبس سائق ميكروباص، 15 يوما بتهمة القتل الخطأ، حيث دهس سيدة حامل بأحد شوارع منطقة الورديان غربا. وتعود الواقعة رقم 3357 لسنة 2019، بقسم شرطة مينا البصل؛ عندما تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة مينا البصل يفيد اصطدام ميكروباص بربة منزل بشارع متفرع من تقاطع شارعي "الإسناوي والأمير لؤلؤ". انتقل مأمور وضباط وحدة مباحث قسم شرطة مينا البصل وسيارة الإسعاف إلى موقع الحادث. وتبين من الفحص، أن ميكروباص قيادة المدعو "م. ص" 33 عاما، دهس "أسماء. م. ح" 27 عاما، ربة منزل، أثناء تجربته بعد إجراء صيانة له بالشارع المشار إليه، وجرى نقل ضحية الحادث لمشرحة مستشفى القباري العام، وتبين وفاتها فيما فشلت محاولات إنقاذ الجنين الذي يبلغ من العمر 6 أشهر. تمكنت قوات الشرطة من القبض على سائق الميكروباص، وأمرت النيابة العامة بدفن جثة المتوفاة بعد انتهاء إجراءات التشريح، وطلب تحريات المباحث. وقال أحمد حسنين شقيق الضحية، إن شقيقته كانت تنتظر حملها بفارغ الصبر هي وزوجها كريم، حيث كانت في الشارع مع شقيقتها الأخرى لإجراء أشعة على الحمل، وكان متبقي لها 10 أيام وتصبح في الشهر السابع، مؤكدًا أن السائق كان يصلح سيارته بشارع جانبي وقام بتشغيلها وفجأة قفزت السيارة واندفعت بسرعة فائقة تسببت في دهس شقيقته وتعذيبها، قائلا: "العربية عصرتها، وفشلنا في إنقاذها وإنقاذ الجنين" وأضاف شقيقها؛ ل"الوطن"، أن سيارة الإسعاف رفضت نقلها بعد الكشف عليها والتأكد من وفاتها، قائلا: "فضلنا ربع ساعة نتحايل عليهم علشان ينقلوها للمستشفى إلا أنهم قالوا توفت خلاص فالاصطدام كان بشع حيث دهست بين الرصيف، ولكن مع استغاثات المارة نقلوها إلى مستشفى القباري التي أكدت وفاتها ووفاة جنينها بعدها بدقائق". وتابع: "أنا عايز حق أختي، ده إنسان متهور وبيقوم بإصلاح سيارته في شارع جانبي وليس داخل ورشة إصلاح سيارات"، مؤكدًا أنهم من أسرة بسيطة لا تملك أمولا لتوكيل محامي، مناشدا أحد المحامين بالدفاع عن شقيقته، لعدم ضياع حقها، واتهامه بقتل خاطئ؛ قائلا: "فرحة أختي بزواجها وابنتها ماتت عايزين حقها من إنسان بلا قلب".