اليوم يتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي في العاصمة أديس أبابا، ومن خلال متابعتي للعالم من حولنا يجتاحني تفاؤل من نوع خاص، ففي هذه المرحلة أشعر بحجم التحديات التي تواجهها القارة السمراء وأشاهد الأطماع التي تتربص بها من القوي الخارجية المستفيد الأول من حالات الجمود والتخلف، ومن هنا تزيد لدي الآمال المعقودة علي مصر في قيادة العمل الأفريقي نحو المستقبل الذي يليق بإمكانات هذا الاتحاد الذي يمثل سكانه 18% من عدد سكان العالم وأجدني في إيجاز أقف أمام عدة ملامح تعطي رئاسة مصر معني خاصا: الجدارة : أن رئاسة الاتحاد الأفريقي تأتي تتويجا لما قدمته مصر ورئيسها عن جدارة خلال السنوات القليلة الماضية سواء في ساحة العمل الداخلي أو علي الصعيد الخارجي لتعزيز العلاقات مع أشقائها في أفريقيا. الكفاءة: الرئيس السيسي وبحكم توليه رئاسة الاتحاد سيتحدث باسم أفريقيا دولياً بما في ذلك أمام الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل، وأمام قمة العشرين في اليابان يونيو المقبل، وقمة التعاون بين أفريقيا واليابان »تيكاد» والتي ستعقد باليابان أغسطس المقبل، حيث سيتولي الرئيس بكفاءة معهودة خلال هذه القمم والاجتماعات الدفاع عن مصالح القارة وعرض وتقديم الاهتمامات والأولويات الأفريقية الطموحات: تطورت مهام الاتحاد الأفريقي من الاستقلال السياسي والاستعمار لتتماشي مع الآمال والتطلعات الجديدة للشعوب والدول الأفريقية، وأصبحت تتركز بشكل كبير علي تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي. الإمكانيات: قارة أفريقيا هي ثاني قارة من حيث عدد السكان بعد آسيا ويشكل عدد سكانها 14.8 من إجمالي سكان العالم وتبلغ مساحتها 30 مليون كم.. وشعوبها لديهم ثقافات ولغات متنوعة حيث يتكلم الإفريقيون حوالي 1000 لغة، لكن في الماضي لم يكن لدي تلك الدول الخبرات والكفاءات الإدارية والعلمية الكافية لحكم دولها مما نتج عنه العديد من المشاكل المتعلقة بالفقر والجهل والفساد.اليوم الوضع يختلف؛ فهذه الطاقة الهائلة من التنوع الثقافي والديموجرافي والجيولوجي ومصادر الثروة تمنحها الأفضلية والثقة في المستقبل بشرط العمل الجماعي الذي يقوده أبناؤها لخيرهم وعدم ترك مستقبلها للغرباء من كل جنس! السبق: مصر لها جهود تاريخية جبارة حتي التوقيع علي البروتوكول المنشئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد في مارس 2004، وانتخبت مصر عضوا بالمجلس عن إقليم الشمال ثم بدأت في ممارسة مهام عضويتها اعتبارا من 17 مارس 2006 لمدة عامين وحتي نهاية مارس 2008، أطلقت مصر المبادرة المصرية لإنشاء آلية التشاور بين مجلسي السلم والأمن الأفريقي والأمن الدولي خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن في ديسمبر 2006 كما تعد مصر المساهم الأكبر بالإضافة إلي كل من جنوب إفريقيا والجزائر في ميزانية الاتحاد التي تبلغ نسبتها 15%. الاستعداد: أعدت مصر برنامج عمل مكثف وطموح من الأنشطة والفعاليات المتنوعة مع تولي رئاستها للاتحاد الأفريقي.. ومن هنا أجدني أنتظر بثقة دور مؤثر لمصر في كل جهود الاندماج الاقتصادي بين دولنا لتحقيق أهداف أجندة التنمية الشاملة في إفريقيا 2063، لأنه ببساطة يتسق مع شعار العودة إلي أفريقيا الذي رفعه الرئيس السيسي منذ تولي المسئولية. أما قوتها الضاربة: فقد جاءت من قطاع المقاولات والتشييد والبناء المصري وهو أحد أهم عناصر التعاون مع القارة الأفريقية خلال الفترة الماضية حيث تنفذ شركة المقاولون العرب سد ومحطة »روفيجي» للكهرباء بمنطقة »ستيجلر جورج» في تنزانيا وهو المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية أهم المشروعات القومية لتوليد الكهرباء ويستمر العمل به 3 سنوات ويبلغ تكلفة المشروع 2.9 مليار كما تقوم المقاولون العرب بتنفيذ مشروع تحديث وتطوير طريق ماساكا - بوكاكاتا جنوب دولة أوغندا بقيمة 54 مليون دولار ويستمر تنفيذه 24 شهرا. وبعد هذه النقاط التي تزيد التفاؤل نستطيع أن نتحدث عن خطة أفريقيا 2063 في ظل رئاسة مصر بكل طموح وثقة في المستقبل.