د. سامي عبدالعزيز منذ خمس سنوات بدأت فكرة المواجهة والمصارحة .. ثم تحولت الي ساحة حوار حر جرئ.. مجتمع الأعمال يواجه الحكومة بقضاياه وطموحاته .. واعتقد البعض انه مؤتمر ويمر كغيره من المؤتمرات التي لا تعدو ان تكون مكلمة وينتهي الأمر بالكلمة الكريهة علي نفسي وهي كلمة "توصيات" !!. وتمر السنوات ويتأكد ان البدايات الجادة الصادقة الوطنية حينما تتوافر لها عقول وخبرات وجهود مؤسسة بأكملها تصبح مطبخاً ومركزاً للفكر ، بل وصانعة قرارات. واشهد أن استجابة الدولة العملية وموافقتها علي أمانة دائمة تتابع ما يخرج عن مؤتمر أخبار اليوم من مقررات قابلة للتنفيذ. مؤتمر أخبار اليوم كان وراء الأسراع بقانون الاستثمار واغلب بنوده.. وكان وراء التسريع بالاستثمار في تكنولوجيا الاتصال.. وكان وراء الدفع بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر والتي دعمها البنك المركزي بمبادرة قيمتها 200 مليار جنيه. وكان وراء التوسع في المجمعات الصناعية .. وكان وراء أفكار جديدة للتنمية العمرانية والمجتمعات الجديدة وتعديل الكثير من التشريعات الميسرة. وكان وراء التوسع في دعم التصدير وما يرتبط به من سياسات . وفي هذا العام وضع يده علي قلب الاصلاح الاقتصادي علي طريق المستقبل حينما جعل التصنيع وكل ما يرتبط به في بؤرة الاهتمام شارك في اعداد أوراقها ومتطلباتها رجال أعمال وخبراء مخلصين لله وللوطن . وضعوا خلاصة تجاربهم وبصوت عال دون ضجيج وضعوا تصوراتهم العملية . أنني أري لو أن الحكومة اخذت فقط بالإسراع في تعديلات قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص بأسرع وقت لتخفيف الاعباء عن الموازنة العامة ، تكون قد أحدثت نقلة حقيقية في الاصلاح الاقتصادي المصري. ولو ان الحكومة أوجدت حلولاً سريعة في تعميق الصناعة وزيادة نسبة المكون المحلي منها ستحقق عوائد تمكن مصر من التطوير والتنافسية ، واضيف لو ان الحكومة اتخذت خطوات جادة في تطوير هيكلة المؤسسات ذات الصلة بالصناعة والانتاج من حيث معايير اختيار قياداتها وأساليب أدواتها الحديثة لوفرت الجهد والوقت والتكلفة . فمن المستحيل مهما اتخذت من قرارات وتشريعات وظلت الادارة العقلية والنفسية والمهنية كما هي ان تضمن النجاح.. لهذه الأسباب اخترت عنوان مقالي .. نعم فقد أصبح مؤتمر اخبار اليوم الاقتصادي قاعدة حقيقية لاتخاذ قرارات وخطوات عملية تدفع بمصر للأمام. ومما يزيد من تفاؤلي وجود الفاضلة الجادة د. هالة السعيد وزيرة التخطيط علي رأس الأمانة الدائمة ، ويبقي ان أشهد وشهادتي مجروحة في اصرار ياسر رزق المعجون بحبر المطابع ، وجدية الطابع ، وعزيمة واخلاص فريق العمل معه . ورغم تواضع الامكانات والموارد الا أنهم نجحوا في ان يجعلوا من مؤسسة أخبار اليوم شريكاً وطنياً علي طريق الاصلاح الاقتصادي. ويبقي ان أقول ليت وسائل الإعلام وخاصة برامج التوك شو ان تعطي بمقررات هذا المؤتمر مساحات أكبر من الاهتمام فكل ما صدر عن هذا المؤتمر من مقررات كفيل بالاسراع ببرنامج الاصلاح الاقتصادي ويجعل ثماره تصل الي المواطن البسيط .. أن الشعوب التي تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع هي شعوب قادرة علي الصمود واستقلالية إرادتها .