الأجهزة بأنواعها أهم بضائع الجمعة السوداء هوس في العالم كله.. والسبب هو يوم الجمعة السوداء أو البلاك فرايداي Black Friday.. وهو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر ويستمر حتي آخر نوفمبر من كل عام.. ورغم أن أصله جاء من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنه انتشر ليعم العالم كله ويسمي بالجمعة السوداء وأحيانا يسمونه في عالمنا العربي بالجمعة البيضاء أو الجمعة الخضراء. واليوم هو بداية موسم شراء هدايا الكريسماس في أمريكا والغرب، وفيه تقوم المحلات والمتاجر الكبري والمولات التجارية، بتقديم عروضها وخصوماتها الكبيرة وبعد أن تفتح أبوابها للجمهور منذ الرابعة صباحا أحيانا، ووسط حضور جماهيري أمام تلك المتاجر منذ يوم سابق أو عدة أيام في انتظار الخصومات الكبري التي تصل أحيانا إلي 90٪، وعند الافتتاح يتدافع الناس للداخل في مشهد مألوف يتكرر في الجمعة الأخيرة أو بعد عيد الفصح أو الشكر، للحصول أولا علي الهدايا والعروض التي لن تتكرر إلا في يوم واحد سنويا. وعلي شبكة الإنترنت.. تقوم بعض متاجره بالإعلان عن العروض الجديدة في الجمعة السوداء وأشهرها: الأمازون والآي باي وعلي بابا الصيني، إضافة لعدة متاجر أمريكية عالمية شهيرة منها: والمارت وبيست باي وتارجت، وأخري بريطانية إلي جانب عدة متاجر عربية شهيرة أبرزها في منطقة الخليج ومصر. وقصة البلاك فرايداي أو الجمعة السوداء، ليست مرتبطة بإجازة تسوق، بل بأزمة مالية تتعلق بانهيار سوق الذهب في أمريكا في سبتمبر من العام 1869، وبالتحديد في يوم 24 منه.. ويومها تعهد اثنان من رجال الأعمال وهما: جاي جولد وجيم فيسك بشراء كل ما يقدران علي شرائه من ذهب علي أمل رفع أسعاره وتحقيق أرباح قياسية.. ولكن المؤامرة انكشفت وانهارت البورصة وأفلس معظم المتعاملين معها في ذلك اليوم.. وهناك قصة ثانية وهي الأكثر شيوعا، تقول إنه بعد عام من الخسارة أي "البيع في الأحمر بتعبير البورصات".. يتحول معظم المتاجر للربح بالبيع بالأسود وبالتحديد في اليوم الذي يلي عيد الشكر في أمريكا وفيه يعرض التجار بضائعهم بأقل كثيرا من سعرها الحقيقي.. ورغم تحقيقهم خسائر متوقعة في ذلك اليوم، إلا أنهم يتحولون للربح من بعده. ولكن قصة روّجها البيض الأمريكان - كما تقول صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية - تعود بالنسبة للعام 1885 في جنوبأمريكا، حيث كان ملاك العبيد، يقومون ببيع العبيد بخصومات في اليوم الذي يلي عيد الشكر ولكن القصة ليست متداولة بالقدر الكافي.. ولكن القصة التي تعود لخمسينيات القرن الماضي هي الأرجح، حيث استخدمت الشرطة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية المصطلح "الجمعة السوداء" في إشارة إلي الفوضي التي تصاحب ذلك اليوم حيث يتدافع الناس للمتاجر والمبيت أمام أبوابها لعدة أيام أحيانا، وتزدحم الشوارع بصورة غير طبيعية، وفي صورة تشبه كثيرا تدافع مشجعي الكرة في المباريات التي تقام يوم السبت من كل أسبوع.. ولا يستطيع رجال الشرطة الحصول علي الراحة أو إجازاتهم المعتادة بسبب ذلك اليوم. ولكن مع العام 1961.. عملت متاجر فيلادلفيا علي تغيير تلك الصورة السلبية، فأطلقوا اسم "الجمعة الكبيرة" ولكن اسم الجمعة السوداء ظل هو العالق في الأذهان رغم ذلك وفي ثمانينيات القرن الماضي وجدت المتاجر أن تسمية الجمعة السوداء هي الأنسب رغم قتامتها وقامت بتوسيع أنشطتها بعد عقد من الزمان، لتشمل المتاجر الإلكترونية ليس في أمريكا فقط بل امتدت لتشمل أوروبا والشرق الأقصي خاصة في اليابان وكوريا الجنوبية وفي المنطقة العربية بوجه خاص، ومن خلال فروع لشركات ومتاجر وماركات عالمية فيها. وحسب تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية الاقتصادية الشهيرة، فإن الجمعة السوداء رفعت حجم المشتريات عبر الإنترنت فقط خلال العام الماضي، إلي ما يجاوز 4.18٪ عن مثيلتها في العام 2016 وأن يوم الجمعة للعام 2017 جلب أرباحا للرئيس التنفيذي للأمازون جيف بيزوس الذي يعد أغني رجل في العالم حسب تصنيف مجلة فوربس الأمريكية، جعلته يتخطي بثروته رقم المائة مليار دولار لأول مرة.. وحسب نفس التقرير فإن كل شخص أمريكي أنفق خلال الجمعة السوداء بالعام الماضي نحو 978 دولارا وبعدد متسوقين تجاوز رقم ال150 مليون شخص رصدتهم بلومبرج، أنفقوا نحو 680 مليار دولار! ومن هنا كان حرص دول أخري علي تكرار التجرية الأمريكية في يوم الجمعة السوداء للخروج من حالات الكساد في أسواقها ومنها: بريطانيا وكندا والمكسيك ورومانيا والهند وفرنسا والنرويج وأستراليا، بينما أطلق أحد مواقع التسوُّق الإلكتروني العربي منذ 4 سنوات، ردا علي يوم الجمعة السوداء حملة حملت اسم الجمعة البيضاء، وكان اختيار اللون الأبيض بديلا عن الأسود، نظرا لخصوصية يوم الجمعة لدي العرب المسلمين. ولا تخلو الجمعة السوداء أو البيضاء من تحذيرات وأبرزها: ماحذرت منه المخابرات البريطانية قبل يوم الجمعة السوداء الماضي بيوم واحد، من أن المتسوقين في ذلك اليوم قد يكونون هدفا لمجرمي الإنترنت، وقال البيان الذي أصدره المركز الوطني للأمن الإلكتروني في بريطانيا، إنه علي المتسوقين البريطانيين وغيرهم تقديم أسئلتهم حول سلامة الإنترنت وحركة البيع عليه في ذلك الوقت، وأن الموقع المخصص لذلك سيرد عليها عبر نصائح أبرزها: اختيار كلمات مرور قوية للحسابات الشخصية وكتابة عناوين الويب وعدم الإفراط في مشاركة المعلومات مع تلك المتاجر والتأكد من مصداقيتها وحساباتها المصرفية وتعاملاتها السابقة، وقد تلقي الموقع نحو 550 حادثا للإقبال في ذلك اليوم وعلي مدار العام الماضي فقط.