علاقات متوترة بين المغرب وإيران كان أسبوع إيران بجدارة.. وبخاصة بعد كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأسرار البرنامج النووي الإيراني وبصورة أذهلت المراقبين لما يحدث داخل وخارج بلاد الملالي، وبوثائق كشفت عنها لاحقا صحف أمريكية وعبرية في عملية وصفت بأنها عملية نادرة لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ولم تكن تلك الحادثة هي الأولي الأسبوع الماضي بل رافقتها شواهد قدمتها المغرب عن تورط إيران وذراعها اللبناني المسلح لحزب الله في عمليات وصفها وزير الخارجية المغربي بالقذرة شملت إمداد جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء المغربية، بالسلاح والعتاد وبصواريخ روسية من طرازات سام الشهيرة. المغرب قالت علي لسان وزير خارجيتها ناصر بوريطة، إنها قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وغلق السفارة وطرد السفير، وكان السبب كما أعلنه الوزير هو دعم طهران لجبهة البوليساريو التي تسعي لاستقلال الصحراء المغربية، وقيام ميليشيات حزب الله اللبناني الموالي لإيران، بتدريب عناصر من الجبهة، وإرسال أسلحة لها عبر سفاراتها في الجزائر وشملت تلك الأسلحة أسلحة خفيفة وثقيلة وصواريخ من طرازات سام الروسية الشهيرة، إضافة لكميات هائلة من الذخيرة وتعد الأزمة الحالية هي القطيعة الثالثة للعلاقات بين البلدين، والتي بدأت خلافاتهما المعلنة بعد ثورة الخميني ضد حكم الشاه الذي استقبلته المغرب وهنا قطعت العلاقات بين البلدين، ثم عادت بعد ذلك بنحو 12 عاما وبالتحديد في العام 1991، وأعيد افتتاح السفارة الإيرانية في الرباط، ولكن سرعان ماتأزمت العلاقات مرة أخري في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في العام 2008، وذلك بعد حل السلطات المغربية لحزب البديل الحضاري وهو حزب ذو خلفية شيعية وحدثت القطيعة الثانية عام 2009، بعد إعلان المغرب عن تورط موظفين في سفارة إيران بأنشطة نشر التشيع في المملكة، وبعدها أغلقت السلطات المغربية المدرسة العراقية التكميلية بسبب التشيع أيضا وهدأت الأمور نسبيا إلي أن عادت للتوتر مرة أخري بعد 7 سنوات، وبعد ظهور تنظيم شيعي مغربي موالٍ لإيران يدعي "رساليون تقدميون" أما الأزمة الحالية وتعد الثالثة فهي الأخطر حسب وكالة الأنباء الفرنسية لأنها تتعلق بملف تراه المغرب حساسا للغاية وهو ملف الصحراء الغربية. ورغم نفي إيران علي لسان متحدث حكومتها الرسمي للادعاءات المغربية علي حد قوله إلا أن المصائب لا تأتي علي إيران فرادي، بل واكب تلك الفضيحة قضية أخري لا تقل خطورة، وهي كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية نادرة قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلي" الموساد"، وكشف فيها عن أرشيف كامل وبالوثائق، جاءوا به من مستودع تم استخدامه لتخزين وثائق أسلحة إيران النووية.. ورغم تشكيك الكثيرين في حقيقة تلك الادعاءات التي استلزمت قيام نتنياهو بنفسه بالكشف عنها في تسجيل فيديو شاهده العالم كله إلا أن الحقائق بدأت تتكشف بعد تصريحاته بأيام قليلة فحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل الموالية للحكومة الإسرائيلية، فإن هناك دلائل تشير إلي حقيقة ماذكره نتنياهو وأبرزه ماذكرته صحف أمريكية أهمها النيويوريك تايمز عن أن وكلاء من جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" اكتشفوا الموقع السري للغاية لمستودع تم استخدامه لتخزين وثائق أسلحة إيران النووية، وأنهم قد قاموا باقتحام المبني وأخذ نحو نصف طن من الملفات، قبل أن ينجحوا في تهريبها إلي إسرائيل في نفس الليلة. ورغم عدم تصريح نتنياهو نفسه في حديثه التليفزيوني المصور عن تفاصيل العملية التي تعد أهم إنجازات الموساد ضد إيران حتي الآن، إلا أن المسئول الإسرائيلي البارز الذي أدلي بتلك المعلومات لصحيفة نيويوريك تايمز الأمريكية، قال إن الموساد اكتشف المستودع منذ نحو العامين وأبقي المبني تحت المراقبة منذ ذلك التاريخ قبل أن يقتحمه عملاء للموساد في أحد ليالي شهر يناير الماضي، ويقوموا بإخراج الوثائق الأصلية وتهريبها لإسرائيل في ذات الليلة، وخلال زيارة له لواشنطن في نفس الشهر، أطلع رئيس الموساد يوسي كوهين الرئيس دونالد ترامب علي العملية أما السبب وراء تأخير الإعلان عن العملية من يناير لأواخر أبريل الماضي، فهو الوقت الذي استغرقه تحليل تلك الوثائق والتي كتبت في أغلبها باللغة الفارسية، وضمت نحو نصف طن من الأوراق شديدة الأهمية.. أما موقع المستودع الذي عثر فيه علي تلك الوثائق فبحسب المسئول الإسرائيلي البارز كما ذكرت نيوريويك تايمز.. فقد كان منطقة شوارباد جنوب العاصمة طهران وكان يعرفه جيدا عدد قليل جدا من الإيرانيين.. وكان يبدو من الخارج كمستودع متهدم، ولكنه كان يحوي في داخله أرشيف ملف إيران النووي السري محفوظا في ملفات ضخمة. وحسب ما ذكره نتنياهو في عرضه لتلك الوثائق، فهي تضم نصف طن من الأوراق من 55000 صفحة، إضافة إلي 55000 ملف آخر مسجل علي 183 قرصا صلبا.. والجديد هذه المرة أن إسرائيل تبادلت تلك الوثائق التي ضمت وثائق ومخططات وصورا وفيديوهات وجداول وغيرها، مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.. والتي سيهمها بالتأكيد.. في حالة ثبوت صحة تلك الوثائق.. أن تلعب بها كورقة ضغط جديدة ضد البرنامج النووي الإيراني، والاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا والدول الكبري والذي رعاه مجلس الأمن الدولي، وتريد أمريكا التنصل منه وعدم تجديده بل وإبرام اتفاق جديد، يتيح لها حرية أكبر في التعامل مع ملف إيران النووي، وبرنامجها لتطوير الأسلحة وبرنامجها الصاروخي الذي تري أمريكا أنه فاق كل الحدود والتوقعات. والوثائق التي تم نقلها.. حسب نتنياهو.. المكان الذي رصده الموساد وحصل منه عليها بعد ذلك.. إضافة للتوترات المغربية الإيرانية، يأتي في وقت تواجه فيه إيران اتهامات بالتدخلات العسكرية سواء المباشرة أو عبر وكلاء لها أبرزهم حزب الله، وبالذات في العراق وتأثيرها مؤخرا علي مسار الانتخابات النيابية وفي لبنان وانتخاباتها مؤخرا إضافة بالطبع للتدخل الإيراني الساخر عن طريق فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا وفي مساندة الحوثيين في اليمن بالسلاح وبخاصة الصواريخ الإيرانية الصنع.. وهو الأمر الذي سيزيد من فاتورة محاسبة إيران خلال الفترة القادمة من أمريكا ومن ورائها حلفاؤها الدوليون والإقليميون.