»البحيرة» للكاتبة التشيكية بيانكا بيلوفا، أحدث ترجمات د. خالد البلتاجي عن التشيكية مباشرةً. صدرت الرواية مؤخراً عن دار صفصافة، وكانت بيلوفا قد حصدت عنها أكبر جائزة أدبية تشيكية عام 2017، كما حصلت بها علي جائزة الاتحاد الأوروبي للأدب في العام نفسه. بأسلوب سريع شبه محايد تتابع المؤلفة رحلة بطلها نامي بحثاً عن أصوله، إذ يبحث أولاً عن أمه التي هجرته، ويعلم بالتدريج تفاصيل حملها به بعد اغتصابها وهي مراهقة، ثم يبحث تالياً عن أبيه المفترض. وفي قلب هذا تمثل البحيرة القابعة في مدينة بوروس الصغيرة كمركز للرواية، مركزا قوطيا ورمزيا تنعكس فيه وعليه تفاصيل حياة شاقة في ظل سيطرة الاتحاد السوفيتي (الروس تحديداً؟) علي تشيكوسلوفاكيا سابقاً. تنجح بيلوفا في تصوير قسوة الحياة والبشر دون الغرق في الميلودراما، رغم أن المادة التي تشتغل عليها مغوية بها، وتقدم شخصيات لا تُنسي علي رأسها نامي وحبيبته الصبية ظاظا، ووالد الأب المفترض الذي ظل يغطس في البحيرة بحثاً عن ابنه الذي أُغرِق فيها، بعد سنوات طويلة من إغراقه. هدف بحثه لم يكن لإيجاد جثة الابن، إذ يثق من موته وتحلل جثته منذ زمن، إنما كي يؤنسه ويشعره أن هناك من لا يزال يبحث عنه ولم يتركه وحيداً.