أعتاد أبناء محافظة المنيا خلال شهر رجب وأحتفالات الاسراء والمعراج وبداية شهر شعبان التوافد على زيارة منطقة البهنسا بمركز بنى مزار والتى تضم عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا فى الفتح الاسلامى لمصر لسرد تاريخهم المشرف للابناء وتعريفهم بماضيهم العريق. ففى المنطقة الشرقية من البهنسا والتى يطلق عليها مدينة الشهداء تقع قباب المنطقة الشهير والتى تضم شهداء الفتح الاسلامي للمدينة ، الذى يعود الى عام «22 هجرية» حيث أرسل «عمرو بن العاص» جيشا لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل إلي البهنسا، كانت ذات أسوار حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة. وتضم المنطقة الشرقية مقام زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أحد التابعين و الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومحمد بن عقبة بن نافع وعبيدة بن عبادة بن الصامت وجعفر بن عقيل بن أبي طالب وعلي بن عقيل بن أبي طالب. كما يكثر المواطنين من التواجد حول مسجد ومقام الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أي حفيد رسول الله محمّد ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يعتبر من أقدم المساجد في القرية بل في مصر فهو أقدم من الأزهر الشريف إذ يصل عمره الى أكثر من 1200 سنة . وبالقرب من المسجد يتوافد العديد لتامل شجرة السيدة مريم ( عليها السلام ) ، وسميت كذلك لأنه يقال أن السيدة مريم جلست تحتها والسيد المسيح و يوسف النجار ( عليهم السلام )، عندما كانوا في رحلة إلى صعيد مصر والشجرة قديمة جدا وتمتاز بجذور قوية جدا. يقول محمد مصطفى (45 سنة) مزارع لقد أعتدت على زيارة البهنسا كل عام فى ذلك الوقت حيث شهرى رجب وشعبان حيث أشعر بارتياح نفسى وافتخار بوجود قبور لشهداء الاسلام بتلك المنطقة وأستمع لحكاوى المشرفين على المواقع الاثرية حين يسردوا تاريخ الشهداء واسمائهم لابنائى لتعرف على تاريخهم المجيد. فيما يوضح سليمان الدوى (62 سنة) أنه أعتاد المجي فى مثل ذلك الوقت منذ 30 عاما مع أبنائه والان مع احفادة لزيارة الشهداء والصحابة وقراءة الفاتحة لهم والتمتع بمشاهدة الاماكن الدينية والاثرية بالمنطقة . شريف مأمون (22 سنة) يعمل دليل بالمنطقة ويقول ورثة مهنة الدليل عن والدي حيث حكى لى جميع قصص شهداء منطقة البهنسا لاحكيها لكل من ياتى اليها ويجهل معلومات عنها ، وأضاف الناس بتحب تشوف تاريخ المسلمين المشرف والتضحيات اللى قدموها لينا ويسمعوها لابنائهم. وفى حوارنا معه قال أحمد العدوي مدير السياحة فى المنيا أن البهنسا من أكثر المناطق استقبالا لزوار سواء المصريين أو الاجانب فللمنطقة شهره عالمية والبعض يقدس بعض المناطق بها والتى تضم قبور الشهداء والصحابة والتابعين. أضاف ان المنطقة هى مثال للوحدة الوطنية حيث ياتى الاقباط لزيارة المناطق المسيحية والكنائس التاريخية فى الوقت الذى يتوافد فيها الاف المسلمون عليها ، كما تضم المنطقة مخزن متحفى ضخم يضم أثار تعود الى 4 عصور تاريخية يونانية ورمانية وقبطية واسلامية. واشار مدير السياحة بالمنيا أن البهنسا تشهد طفره كبيرة فى المرحلة الحالية حيث تم انشاء العديد من البزارات السياحية حول المنطقة ، ومن الجانب الاخر أنشأت منطقة البهنسا الجديدة لشباب الخريجين للاستثمار الزراعى فى الصحراء.