أضرحة الصحابة: مقصد للسياحة الدينية في الأردن

يحتل الأردن المرتبة السادسة في مجال الجذب السياحي من بين 133 دولة في العالم، فيما تحتل أضرحة ومقامات الصحابة رضي الله عنهم مكانة خاصة بالنسبة للزائرين، ومن هذا المنطلق تولي وزارة الأوقاف الإسلامية بالأردن اهتماما خاصا بها حيث بدأت قبل عدة أعوام عملية إعمار شاملة للأضرحة شملت العديد
من المواقع والمرافق المحيطة بالموقع.
وتكتسب منطقة المزار الجنوبي وإن كانت من المواقع الزراعية المهمة في محافظة "الكرك" أهمية خاصة لوجود أضرحة ومقامات الصحابة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وبقية شهداء معركة "مؤتة" الخالدة، مما جعلها من المواقع المهمة على خريطة السياحة الدينية في المملكة الأردنية.
وتقع الأضرحة وسط سهل ممتد واسع في بلدة المزار الجنوبي على مساحة تزيد على 650 دونما من الأراضي الزراعية التي تضم أيضا مساحات واسعة من أشجار الزيتون، وتقع الأضرحة في منطقة تتوسط المملكة جغرافيا وتطل شرقا على الطريق الصحراوي والبادية الشرقية في حين تطل غربا على البحر الميت وسهول وادي عربة وهي تقع على سلسلة جبال "مؤاب" التي تتميز بطقس بارد شتاء ومعتدل صيفا.
ويمكن الوصول إلى أضرحة الصحابة عن طريق المدخل الرئيسي لمحافظة الكرك من الشرق أو عن طريق وادي عربة والطريق الصحراوي من عمان جنوبا وهي من الأماكن التي تتمتع بسهول الوصول اليها.
وتتكون الأضرحة من الموقع الرئيسي وهو مسجد جعفر ابن أبي طالب الذي يتسع لحوالي 5 آلاف مصل إضافة إلى أضرحة مستقلة لكل من الصحابي جعفر بن أبي طالب والصحابي زيد بن حارثة والصحابي عبد الله بن رواحة إضافة إلى المرافق الأخرى من ساحات عامة ومنامات خاصة للزوار وقاعات للمحاضرات وقاعة ملكية ومكتبة ومخازن تجارية ومركز للتدريب.
وقد تم تنفيذ برامج الإعمار الهاشمي فيها على ثلاث مراحل نفذت المرحلتان الأولى والثانية بقيمة 7 ملايين دينار، ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثالثة قريبا إنشاء 12 حديقة عامة ترتبط بالأضرحة الثلاثة وفقا لمدير الأوقاف الإسلامية بالمزار الجنوبي فراس أبو خيط.
وتشهد الأضرحة معدل زيارات سنوية يصل إلى 50 ألف زائر من الزوار العرب والمسلمين من جنسيات عدة عربية وإسلامية وأجنبية إضافة إلى زيارة آلاف من الأردنيين للموقع.
وكانت الأضرحة قد شهدت بدايات قدوم الزوار إليها منتصف التسعينيات من القرن الماضي حضورا كبيرا وصل في بعض الحالات إلى ما يقرب من 20 ألف زائر في يوم واحد.