محمد البسيونى يستطيع شاب في الأربعين من عمره، ويعمل مقدم شرطة أن يهزم نائبا مخضرما لمدة 15 عاما وهو يمثل مدينة كبيرة ومهمة مثل المنصورة، وليس ذلك فقط بل كان وكيل اللجنة التشريعية في البرلمان الماضي.. فهذه مفاجأة بكل المقاييس أن يتقدم «محمد البسيوني» المشهد الانتخابي والذي يعمل مديرا لمكتب مدير أمن الدقهلية، وسبق أن جاءت به بورصة الترشيحات في المجمع الانتخابي للحزب الوطني! مفاجأة البسيوني رسالة إلي الجميع، أن الكرسي لا يدوم إلا لمن يحترم، ويقدر المسئولية القائمة علي عاتقه، ويفهم شرف تمثيل الجماهير، فها هو الشاب النابه استغل تقصيرا من المؤكد أن حدث في رؤية أهالي المنصورة، ولمس طلبا للتغيير لديهم فقدم نفسه! لا يعرفه الكثيرون فهو من دائرة بندر المنصورة، الذي خاض منافسة شرسة بتكتيك استراتيجي مخطط لوقوع غريمه «الجوجري» الذي أعلن ترشيح نفسه مناصفة مع محمد إبراهيم الدسوقي رئيس اتحاد عمال الدقهلية - رغم أدائه المتواضع في الدورة البرلمانية الأخيرة.. وعلي الرغم من بورصة الترشيحات قبل إعلان نتيجة المجمعات الانتخابية للحزب الوطني كانت تصب في صالح مقدم الشرطة محمد البسيوني للفوز بترشيح الحزب عن مقعد الفئات ووحيد فودة الشقيق الأصغر للنائب السابق المخضرم ممدوح فودة عن مقعد العمال إلا أن الحزب أمسك العصا من المنتصف وقام بترشيح الأربعة لعل يفوز اثنان منهم بمقاعد الانتخابات ويقوم بتجديد الدماء. يأتي هذا في الوقت الذي أحجم فيه مرشحو الجماعة المحظورة السابقون د. يسري هاني وصابر زاهر عن الترشيح.. إلا أن البسيوني استطاع أن يستغل عدم تواجد الجوجري بشكل دائم في الدائرة فضلا عن أنه فشل في الوعود بمطالب أهل دائرته خاصة أنه كان يختفي طوال تواجده في البرلمان عن أهل دائرته ويبدأ حملاته قبيل الانتخابات مباشرة اعتمادا علي علاقاته القوية وشعبيته داخل غرب المنصورة وخاصة منطقة الحوار معقله الانتخابي والتي تحتوي علي آلاف الأصوات. في حين أن «البسيوني» من مواليد قرية جديلة إحدي قري مركز المنصورة والذي اعتمد بشكل كبير في دعايته الانتخابية علي كفر البدماص معقل عائلته، وبرغم أنه قدم أوراق ترشيحه للمجمع الانتخابي بعد غلق باب التقدم إلا أنه استطاع أن يقتنص أصواتا أكثر من نصف أعضاء المجمع الانتخابي لصالحه مما دفع عددا كبيرا من أعضاء الحزب لمساندته في معركته الانتخابية، ولم يتوقع أحد من المراقبين للعملية الانتخابية أن يحصل علي 16 ألف صوت بفارق كبير عن أقرب منافسيه د. إبراهيم العراقي أستاذ المسالك البولية مرشح الجماعة المحظورة والذي حصل علي نحو 5 آلاف صوت فقط بينما جاء «إبراهيم الجوجري» في المركز الثالث في عدد الأصوات. كان البسيوني يؤكد خلال جولاته الانتخابية أنه البديل لنائب لم يقدم أي شيء بالدائرة خلال الفترة الماضية موضحا إنه سيسعي لتحقيق طموحات أبناء دائرته ولإنجاز ما وعد به في حملته الانتخابية لاستعادة الوجه الحضاري للمنصورة مرة أخري بعد أن افتقدت إلي الخدمات طوال الفترة الماضية مشيرا إلي ضرورة استكمال مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي مع العمل علي تنمية موارد المحافظة.