فى مؤشر جديد على حالة الصراع الحاد التى تشهدها صفوف الجماعة المحظورة الإخوان الواقعة تحت السيطرة القطبية وانتقال هذه الحالة إلى علاقة قيادات الداخل بقيادات التنظيم الدولى، تجاهل مكتب الإرشاد المبادرة التى وجهها القيادى السابق بالجماعة كمال الهلباوى لأعضاء المكتب وطالب فيها بالتعاون مع جميع الفصائل والتيارات السياسية والدينية بمصر بالإضافة إلى فتح قنوات اتصال مع الأقباط حتى لا تصاب الجماعة بما أسماه العزلة السياسية خاصة فى الوقت الذى تتعرض فيه صفوفها للعديد من الهجمات الأمنية المتعاقبة. وكان الهلباوى قد انتقد فى دعوته التى وجهها لقيادات الجماعة عقب الضربة الأمنية الأخيرة التى طالت 4 من قيادات المكتب، عددا من التصريحات الأخيرة لمرشد الجماعة الحالى محمد بديع.. وقال الهلباوى : إنه على الجماعة أن تبحث عن سياسات للتغيير بالتعاون مع باقى التيارات الإسلامية والمسيحية وفق استراتيجية تتضمن أولا ترتيب البيت من الداخل.. وتطهير الصف وتنقية الشوائب.. وتولية الأكفأ والأنسب للمهام التى تنشدها الدعوة.. معتبرا أن بعض تصريحات بديع الإعلامية ليست سديدة من الناحية الواقعية. واعتبر مكتب الإرشاد - بحسب مصدر مقرب منه أن حديث الهلباوى عن تطهير الصف وتولية الأكفأ إسقاط واضح على حالات التزوير الانتخابى التى شهدتها انتخابات المكتب الأخيرة والتى انتهت بالإطاحة بكل من عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب النائب السابق للمرشد وعضو مجلس شورى التنظيم العالمى القريب من الهلباوى ! وعلمت روزاليوسف أن قيادات المكتب وصفت ما دعا إليه الهلباوى بالتعاون مع الأقباط بشكل معلن خلال المرحلة المقبلة بأنه سوف ينعكس بالسلب على أفراد الصف التنظيمى من الذين نجحت الجماعة فى إقناعهم برأيها قبل عامين حول عدم جواز تولى المرأة أو المسيحى منصب الإمامة الكبرى.. وهو ما سينال فى المقابل من صورة المجموعة المسيطرة حاليا على مكتب الإرشاد القطبيين خاصة أنها هى التى كانت وراء إعلان هذا الموقف بشكل صريح خلال الحملة الإعلامية الترويجية لما يسمى البرنامج السياسى للجماعة. وبينما تسببت مبادرة الهلباوى فى إرباك قيادات الجماعة الحالية طالب عدد منهم بتجاهل الرد عليها من الأساس حتى لا يتجدد الجدل حول شرعية الانتخابات.