في تحرك مكثف لرأب الصدع الذي تشهده حاليا صفوفها علي خلفية بسط القطبيين من قيادات الجماعة نفوذهم علي مقاليد الأمور الداخلية، وإحكام قبضتهم عليها بعد التخلص من فريق التلمسانيين لجأت جماعة الإخوان المحظورة إلي إطلاق حملة تربوية جديدة تؤكد لأفراد الصف علي جاهلية المجتمع، وتدشين مفهوم أن دعوة الإخوان هي دعوة الإسلام التي ظهرت مجددًا مع بدايات القرن العشرين، اعتمادًا علي أفكار سيد قطب، وعدد من رسائل حسن البنا التي حملت نفس المضمون. وانقسمت الحملة - لما كشفه مصدر قريب من الإخوان - إلي شقين: الأول يتعلق بالتركيز علي هذه المفاهيم خلال المناهج التربوية التي يعاد صياغتها لأفراد الصف، والثاني عام، عبر تضمين مقالات أعضاء مكتب الارشاد أو مسئولي المكاتب الإدارية ومسئولي القطاعات ممن يتم استكتابهم بموقع الجماعة إشارات تدعم هذا التوجه بشكل تدريجي، اعتمادًا علي شعبية كل فرد منهم، كل في قطاعه. الحملة التي بدأتها الجماعة مع بداية الأسبوع الجاري تمت خلالها الاستعانة بالقيادي الإخواني محمد عبده صاحب العلاقات الوطيدة بالتنظيم الدولي للجماعة، والذي لعب العديد من الأدوار المهمة في الاتصال بقيادات الخارج، خاصة وقت الأزمات والمراحل الانتقالية التي تستهدف تقريب وجهات النظر بين مكتب الارشاد في مصر وأفرع التنظيم. وعبده عمل لفترة طويلة كنائب لمرشد الجماعة السابق محمد مهدي عاكف في قسم الاتصال بالعالم الخارجي، وقت أن كان الأخير لا يزال عضوًا بمكتب الارشاد، أيام الحاج مصطفي مشهور، ولعب دورًا مهمًا في تزكية عاكف عند قيادات الخارج علي حساب خيرت الشاطر نائب المرشد الحالي المسجون بتهمة غسل أموال الجماعة، والذي كان يسعي وقتها لأن يكون هو النائب الأول لمرشد الجماعة. إلي جانب عبده استعانت الجماعة بالحاج سيد نزيلي مسئول المكتب الإداري لإخوان الجيزة، الذي كان الدينامو الذي اعتمد عليه محمود عزت نائب المرشد وأمينها العام للجماعة السابق في أداء مجلس الشوري العام حول انتخابات مكتب الإرشاد مرتين في أقل من 15 يومًا! وكتب نزيلي رسالة موجهة لأفراد الصف تحت عنوان هيا بنا نؤمن ساعة روج خلالها إلي أن جماعة الإخوان لاقت في سبيل قيامها بالدعوة إلي الإسلام - لاحظ كلمة الإسلام - وجمع الناس عليه والعودة إلي شريعته ألوانًا من البلايا والمحن، والسجن والاعتقال والتشريد ومصادرة الأموال، مضيفًا بحسب نص رسالته: بل والاستشهاد في سبيل المبدأ والغاية، وكان يمكن لهذه الممارسات أن تقضي علي أي تجمع بشري لكن ما أعان علي مواجهة الشدائد ودرء آثار المحن، سواء في تاريخ المسلمين العام أو دعوة الإخوان في هذا الزمان، انما هو الإيمان! وفي حين كانت رسالة محمد عبده تدور حول ما أسماه آداب الاختلاف بين الكبار، في محاولة للتغطية علي حالة الانقسام التي تشهدها الجماعة جراء الاطاحة بكل من محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح، دارت رسالة د. محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد حول ضرورة أن يتخلي أفراد الصف عن العديد من الدعوات التي بدأت تروج فيما بينهم مؤخرًامثل ضرورة البحث عن شرعية سياسية للجماعة! وقال عبد الرحمن إن الجماعة اعتمدت منذ زمن فكرة العمل من خلال وجهات مجتمعية مختلفة، مثل الجمعيات الأهلية والمراكز البحثية، وهي وجهات مرحلية تعتمد عليها الجماعة إلي حين، لأنها جماعة دعوية، وإن كانت السياسة علي الطريقة الإسلامية جزءًا من منهجها! اللافت أن جماعة الإخوان المفلسين فكريا لجأت في سياق حملتها لإعادة تنقيح مقال سابق للدكتور جابر قميحة كان قد كتبه قبل 5 أشهر تحت عنوان إنها جماعة لا تموت ليتماشي مع الأحداث الأخيرة التي مر بها الإخوان تحت عنوان الإخوان المسلمون والسهام السوداء ونشرها موقع الجماعة، كان يقول فيها إن ما يكتب عن الجماعة في وسائل الإعلام يستهدف بالأساس القضاء عليهم، لكن مساعيهم تخيب دائمًا!