نجا الأنبا كيرلس من الموت علي أيدي مرتكبي مذبحة نجع حمادي، كما تردد أنه كان مستهدفا ليتم اغتياله معنوياً بنيران قبطية صديقة بعدما انقلبوا عليه وتظاهروا ضده، بعد أن ساءهم تصريحاته عما جري ومحاولاته للتهدئة، ودفاعه عن الأمن، ليتمردوا علي الرجل بعد عِشرة دامت 33 عاماً حين تم سيامته أسقفاً لمدينة نجع حمادي وتوابعها نجح خلالها أن يكسب الشعب القبطي هناك لصفه لدرجة تظاهرهم ضد قرار عزله في أثناء أزمته مع الكنيسة. حياته في نجع حمادي يمكن تقسيمها إلي ثلاث مراحل، أولها مع مجيئه للمدينة نصف الهادئة، وظل دوره محصوراً في عمله كرجل دين يقضي معظم وقته في المطرانية مستكفياً بحل مشاكل الأقباط وظلت علاقته بالمسئولين مقصورة علي تلبية طلبات الكنيسة.. في منتصف الثمانينيات توطدت علاقته بالنائب المرحوم أحمد فخري قنديل والد النائب الحالي فتحي قنديل وبدأ يلعب دوراً اجتماعياً بتقديم الطلبات للنواب والمسئولين واتسعت علاقته وتشعبت بين المسلمين والمسيحيين الذين كانوا يلجأون إليها لإنهاء طلباتهم وحل مشاكلهم. ومع قدوم عادل لبيب محافظاً لقنا لمع نجم الأنبا كيرلس في نجع حمادي بعدما تحولت علاقته بالمحافظ إلي صداقة شخصية أضاف إلي دوره في نجع حمادي كرجل دين دوراً سياسياً وخدمياً وأصبحت له سمعة طاغية بين جميع أبناء نجع حمادي وقدم خدماته للجميع دون تفرقة دينية، وإن كان معروفاً عنه تشرده مع المسئولين في طلباته الخاصة بالكنائس إلا أن علاقاته بالمسلمين استمرت طيبة. كل ذلك حوله في نظر الأقباط إلي زعيم روحي وسياسي حتي أنه عندما سرت شائعة بصدور قرار بإقالته اعتصم الآلاف في كنائس نجع حمادي حتي تم التأكد من عدم صدور القرار أو التراجع عنه!.. لايمكن فصل تجربته السياسية دون الإشارة إلي علاقته بالنائب عبد الرحيم الغول التي لم تكن متميزة مثل علاقته بالنائب أحمد فخري قنديل ولكنها لم تصل إلي درجة التوتر والملاسنات والعداوة في الصدور إلا في انتخابات 2000 عندما توحد المسيحيون سراً ضد الغول بتوجيهات من الأنبا كيرلس الذي حاول رد الجميل للمحافظ عادل لبيب الذي بدأت خلافاته تظهر مع الغول وفشل الغول لأول مرة في الانتخابات وتحولت الخلافات إلي عداوة معلنة في الانتخابات التكميلية عقب وفاة فخري قنديل وترشيح نجله فتحي ضد الغول ووقوف الكنائس المعلن مع فتحي قنديل وهو ما أدي إلي سقوط الغول للمرة الثانية في دورة واحدة. بخلاف أزمته مع الغول ظلت علاقته باللواء مجدي أيوب المحافظ الحالي يشوبها توتر يعرفه الجميع وأسبابه نفسية أكثر منها عملية.. فقد كان الأنبا يأمل أن تكون علاقته بالمحافظ المسيحي أقوي من سابقه المسلم أو علي الأقل مثلها، ولكن خاب ظنه فالمحافظ القبطي تعامل معه كرجل دين يلبي طلباته كمواطن وسرت الشائعات بشكاوي متبادلة بينهما للبابا شنودة وهو ما جعل العلاقة بينهما شبه مقطوعة إلا في المناسبات الرسمية، والمراقبون لايعولون علي لقائهما الودي والمطرانية عقب الأحداث الأخيرة فكثيرا ما في القلب لم يتغير.