وسط تراجع كبير للحضور، بدأ اليوم الدراسى داخل مدرسة أبناء الثورة الابتدائية بمدينة المنيا التى لا يفصلها عن ديوان المحافظة إلا أمتار قليلة، وبالطبع تلك المدرسة تختلف عن مدارس كثيرة داخل المدينة أو القرى من حيث النظافة لأنها بحكم الموقع هى مدرسة نظيفة فناؤها مبلط ببندورات سداسية وبه شبكتان للعب الكرة وحائط لكرة السلة، وملاصق لها حديقة صغيرة وفى الحديقة والفناء تجد التلاميذ يلعبون ودورات مياه نظيفة وجدت أثناء دخولها سباكا صحيا يقوم بإصلاح التالف منها. فى فناء المدرسة المبلط بدأ طابور الصباح، وقام التلاميذ بتحية العلم، وبعدها دخلوا إلى الفصول، دخلت فى البداية لفصل 4/2، وحضرت مع التلاميذ درسا فى الدراسات الاجتماعية حول شخصيات وأحداث تاريخية، بالطبع الكثافات داخل مدارس المحافظة بصفة عامة تصل إلى 30 طالبا فى الفصل، لكن زادت نسبة الغياب بالمدارس من بعد عيد الأضحى بنسب عالية جعلت بعض المدارس تقوم بضم الفصول مع بعضها، ثم ذهبت إلى فصل 5/6 وحضرت درسا فى العلوم داخل معمل المدرسة بالدور الثالث، وقامت المدرسة بشرح درس حول الذوبان وإجراء بعض التجارب حول ذوبان مادة كلوريد الصوديوم. ومن فصل إلى فصل حتى جاء وقت الفسحة، وجدت فيه عددا كبيرا من التلاميذ ذهبوا إلى المكتبة فذهبت معهم ووجدتهم تشغلهم قراءة بعض القصص، ثم ذهبت لإلقاء نظرة علي دورات المياه بالمدرسة، وجدت بها المنظفات المطلوبة والصابون والديتول، أما حجرة التأمين الصحى فوجدت بها إحدى الزائرات الصحيات وغرفة مجهزة للزائرة واثنين من الأطباء معلقة لافتتين باسميهما على باب حجرة التأمين الصحى، وإن كنت لم أشاهد أى طبيبة بالمدرسة أثناء اليوم الدراسى سواء فى الفترة الصباحية أو المسائية، داخل الفصول بدأت أسأل الطلاب عن مدى انتظامهم فى أيام الدراسة.. البعض منهم أكد حضوره باستمرار فى الأيام الثلاثة، والبعض الآخر أكد عدم انتظامه، وبسؤالهم قال الطالب عمر عبدالمنعم: إن والدى ووالدتى أعطيانى الحرية فى الذهاب وقالا لى: براحتك، حتى لا تصاب بأنفلونزا الخنازير، أما نانسى جرجس فقالت: أنا أحضر إلى المدرسة لكى ألعب مع أصحابى وإن كان عددهم قل بسبب تقسيمنا إلى فترتين، ولكن فى المنزل حذرونى من الاقتراب من أى تلميذ يعطس أو يشعر بالبرد، أما دعاء عبدالله فتقول: إن الكثافات داخل الدرس الخصوصى أكبر بكثير من الكثافات داخل المدرسة، لكن مدرسى الدروس الخصوصية يجعلوننا نضع الكمامات أثناء الدرس وسألتهم: هل المدرسة وزعت عليكم كمامات أم لا؟ فقالوا: نعم تم توزيعها، لكننا نرتديها فى الدروس الخصوصية فقط! بالطبع كما ذُكر سابقا أن تلك المدرسة تختلف كثيرا عن مدارس أخرى بمدن وقرى المحافظة، التى تنخفض بها نسب الحضور إلى حوالى 30٪ من بعد عيد الأضحى، وتختفى بها وسائل النظافة حيث تعانى من عدم وجود زائرات أو مرورهن، وهو ما أكدته حنان أبوالدهب إحدى المدرسات بقرية الروبى، التى تطالب بتوفير زائرة صحية للمدرسة الإعدادية الموجودة بها أو تدريب المجتمع المدنى لمساعدة الزائرات والقيام بنفس أدوارهن. وأكد أحمد مصطفى - مدير الإدارة التعليمية بالمنيا - أن هناك تشديدا على الطلاب للحضور وإن كان للإعلام تأثير كبير فى الغياب بعد الرعب الذى اجتاح أولياء الأمور من انتشار المرض وبعض الشائعات مثل وفاة مدرس بإحدى المدارس بالأنفلونزا رغم أن هذا المدرس مات بالسكتة القلبية!؟