ضرب أحفاد الفراعنة عدة عصافير بحجر واحد بعد تألقهم فى مباريات الدور الأول لمونديال الشباب الذى تستضيفه مصر حتى 61 أكتوبر المقبل وأعلن شباب الفراعنة أنهم قادمون بقوة لخلافة نجوم مصر الكبار وحمل لواء الكرة المصرية خلال العشر سنوات القادمة. فقد استطاع المنتخب المصرى أن يتصدر قائمة المجموعة الأولى عن جدارة واستحقاق على حساب منتخبات عريقة، حيث نجح أبناء النيل فى اكتساح الطليان برباعية، كذلك تغلبوا على منتخب ترينداد المتواضع برباعية فيما نالوا الهزيمة الوحيدة لهم فى مباريات الدور الأول أمام باراجواى، وكان المنتخب المصرى الأفضل فى ذلك اللقاء إلا أنه دفع ثمن الأخطاء الدفاعية الساذجة فى الوقت بدل الضائع .. وعلى الرغم من تلك الأخطاء التى أرجعها الجميع إلى نقص عامل الخبرة فضلا عن اللعب أمام أعداد كبيرة من الجماهير إلا أن المنتخب قدم أداء هجوميا رائعا خلال جميع المباريات وأفرز مجموعة لاعبين من المتوقع أن يكون لهم شأن كبير فى المستقبل. وبرهن أداء المنتخب فى مباراة إيطاليا على ضرورة عدم التسرع فى الحكم على اللاعبين بعد مباراة واحدة، وأن تكون هناك موضوعية فى التقييم، ونحن نعتقد أن اكتساح الأزورى والذى جاء بعد نبرة التشاؤم التى سادت بعد الهزيمة من باراجواى هو خير مشجع على ذلك. مكاسب بالجملة التأهل كأول المجموعة له عدة مكاسب أهمها أننا سنواجه أحد ثوالث المجموعات الأخرى - المجموعة الثالثة غالبا - وهو ما يعنى أننا سنحافظ على حالة التوازن النفسى التى لاحظناها فى مباراة إيطاليا. استطاع المنتخب أن يتغلب فى مباراته الأخيرة فى المجموعه أمام الطليان على بعض السلبيات التى عانينا منها فى المباريات السابقة وبالأخص فى مباراة باراجواى، مما يعزز من فرص المنتخب المصرى فى إحراز مركز متقدم فى البطولة. يعد من أهم المكاسب قدرة لاعبينا على التعويض وتحقيق التقدم فى النتيجة بعدما استطاع المنتخب الإيطالى إدراك التعادل مرتين، حتى ظهر الشعور بضرورة الحفاظ على المكسب، وهو ما مكن لاعبينا من تعزيز الهدف الثالث بهدف رابع. أثبت اللاعبان أحمد شكرى وأحمد فتحى "بوجى" أنهما إضافة قوية للفريق ويستحقان حجز مكان أساسى فى تشكيلة المنتخب المصرى خاصة بعد الثقة الهائلة التى حصلا عليها بعدما أحرز كل منهما هدفين. العمل فى صمت أثبت المدير الفنى التشيكى ميروسلاف سكوب أنه رجل يعمل فى صمت، حيث واجه سكوب انتقادات لاذعة فى بداية مشوار الفراعنة بالبطولة مضمونها أنه يكتفى بالجلوس بجانب البدلاء ليشاهد المباراة مثل الجماهير، ولم يكلف نفسه بالقيام من على مقعده لتوجيه اللاعبين إلا أن المدير الفنى رد على جميع المشككين بعد إدارته المحنكة لمباراة الطليان خاصة تغييراته التى تحسب له بقوة، فأن تستطيع التغلب على النقص المفاجئ فى الصفوف سواء بسبب الإصابة أو بسبب الاستبعاد، وأن تمتلك مقاعد بدلاء بهذه القوة تمكنك من تحقيق الفوز فهو بلا شك دليل نجاح. كما يحسب له ظهور التنوع فى شكل الأداء الهجومى، وهو ما افتقدناه بشدة فى مباراة باراجواى التى سارت على وتيرة واحدة، وإن استمرت حالة الفردية فى بعض الأوقات . بوجى والقذائف النارية أشاد الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" باللاعب أحمد بوجى مهاجم منتخب مصر للشباب بعد تسجيله لهدفى منتخب مصر الثالث والرابع فى مباراة إيطاليا التى جمعت أصحاب الأرض بالمنتخب الإيطالى. وذكر موقع الفيفا فى تقريره أن فوز الفراعنة ارتبط بترك بوجى لدكة الاحتياطيين ودخوله إلى أرض الملعب لإحرازه الهدف الثالث ثم تأكيد الفوز بالهدف الرابع. واعتبر الفيفا مباراة مصر وإيطاليا أكثر المباريات فى البطولة سخونة وإثارة، حيث تلونت المباراة بصبغة دراماتيكية بعد نجاح الإيطاليين فى التعادل مرتين مع أصحاب الأرض، ثم نزول بوجى كبديل وإحرازه هدفين للفراعنة، وهو ما جعله بطل المباراة وتصدر اسمه الصفحة الرئيسية لموقع الفيفا. كما أفرد موقع الفيفا تقريرا بعنوان "فعلها المصريون" قال فيه: عانى أصحاب الأرض كثيراً قبل أن يأتى الفرج فى ختام فعاليات المجموعة الأولى ضمن نهائيات كأس العالم تحت 02 سنة، فقد انتفض الفراعنة أمام جماهيرهم الوفية التى ملأت كل جنبات ملعب القاهرة الدولى، ليزيحوا من طريقهم منتخب إيطاليا العنيد وينقضوا على الصدارة،. تشويه سمعة الكرة الإيطالية ألقت الهزيمة الثقيلة التى نالها المنتخب الإيطالى على يد الفراعنة بردود فعل عنيفة فى الصحافة الإيطالية التى أبدت استياءها الكبير مما حدث للأزورى. صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" أحد أشهر الصحف الإيطالية على الإطلاق عنونت فى تقريرها عن المباراة قائلة "طلقتين قاتلتين من بوجى قد تلقيا بإيطاليا خارج البطولة". وتابعت الصحيفة "شباب إيطاليا استحقوا نقطة على الأقل، ولكننا كنا نلعب أمام 80 ألف مشجع وأمام فريق يستعد للبطولة منذ عامين". أما موقع "سوليه 42" فقد جعل عنوانه "الهزيمة مؤلمة ولكن الفرصة مازالت قائمة"، حيث أكد الموقع أنه على الرغم من الهزيمة المؤلمة التى ضربت المنتخب الإيطالى على يد الفراعنة إلا أن فرصة إيطاليا مازالت قائمة للاستمرار فى البطولة والتأهل كأحسن ثوالث نظرا لحصوله على أربع نقاط. وأشاد الموقع الإيطالى بالمنتخب المصرى حيث قال: "الفريق المصرى رائع وطلعت موهبة حقيقية، واللاعب عفروتو هو معشوق الجماهير، فهو يلعب مع الكرة بطريقة تجعلك تشعر أن بينه وبين الكرة غراما من نوع خاص". وأضاف الموقع: "على الرغم من تألق الثنائى المصرى فإنهما خرجا من المباراة ليدخل بوجى ليحرز ثالث أهداف الفراعنة ويحتفل كالمجنون ويقود بلاده لفوز تاريخى منحه صدارة المجموعة". فيما قال موقع "أ ج أى" الإيطالى: "مصر تفوز على إيطاليا بالضربة القاضية"، حيث ذكر الموقع أن الفراعنة تفوقوا على الرغم من نجاح إيطاليا فى العودة مرتين للتعادل إلا أن دخول بوجى قلب الأمور لصالح المصريين وتسبب فى هزيمة ثقيلة للأزورى". وأضاف الموقع استكمالا لإشادته ببوجى: "البطل دخل بديلاً لطلعت ليحرز هدفين أمام الدفاع الإيطالى الذى أصابه العجز فى نهاية المباراة". بينما جعلت صحيفة "لاريبابليكا" عنوانها عن المباراة "ضربة موجعة تصعب الأمور على الأزرق" وأضافت: "إيطاليا تحطمت أمام أصحاب الأرض ووضعت نفسها فى مأزق بعد فشلها فى الصمود أمام الأفارقة، وهو ما جعل فرصة الأزورى فى الاستمرار فى البطولة صعبة للغاية نظراً لأنه سيقابل منتخب إسبانيا أو ألمانيا". وأنهت الصحافة الإيطالية تقريرها بالإشادة ببوجى، حيث قالت: "بوجى أربك حسابات الفريق الإيطالى وخاصة الدفاع، بوجى أحرز هدفين حولا أحلام الأزورى إلى كوابيس".. لتتكون بذلك لدى الصحافة الإيطالية فكرة أن الفراعنة قاموا بتشويه معالم الكرة الإيطالية، بالإضافة إلى مولد نجمين جديدين فى المنتخب المصرى، وهما بوجى وأحمد شكرى اللذان منحا الفراعنة رباعية تاريخية على حساب الإيطاليين. الصحافة الأمريكية وتصحيح الأوضاع أبرزت الصحافة الإلكترونية الأمريكية الفوز الكبير الذى حققه شباب الفراعنة على حساب المنتخب الإيطالى، حيث نشر موقع "أمريكا توداى" تقريراً حول المباراة كان عنوانه "مصر تسحق إيطاليا وتصحح أوضاعها فى كأس العالم للشباب دون العشرين عاماً". وأشاد التقرير بهدف بوجى الرابع، حيث شرح الموقع الهدف الذى أحرزه بوجى بطريقة رائعة عندما استقبل الكرة على صدره ولعبها مباشرة إلى الشباك معلناً عن هدف رابع للفراعنة. واختتم التقرير بأن مصر استطاعت أن تصحح أوضاعها بالفوز الكبير على إيطاليا بعد أن ظن الجميع أنها على وشك الخروج من البطولة بسبب هزيمتها من الباراجواى فى المباراة السابقة. الجميع جاهزون أوضح المدرب التشيكى أن ظهور شكرى وبوجى بمستوى رفيع أمام إيطاليا لم يكن مفاجأة له، لأنه كان دائما على ثقة من أن جميع اللاعبين فى قائمة المنتخب على مستوى المشاركة فى كأس العالم. وأضاف: "قلت من قبل أننا لدينا 02 لاعبا على نفس المستوى، واستطاع اللاعبون الذين شاركوا فى مباراة ايطاليا استغلال الفرصة وإثبات قدراتهم كلاعبين جيدين". وأوضح المدرب التشيكى أن عليه دائما اختيار 11 لاعبا من بين القائمة بحسب قدرة كل منهم على تنفيذ فكر المدرب. قرار ظالم أكد لاعب الأهلى ومنتخب مصر أحمد شكرى أن مباراة إيطاليا أحدثت فارقا كبيرا من خلال تربع منتخب مصر على صدارة المجموعة الأولى . وأضاف شكرى أنه استطاع أن يؤكد للجميع أنه أهل للمشاركة أساسيا بعد المستوى الرائع الذى ظهر به أمام الطليان، مشيرا إلى أن ابتعاده عن مباراتى ترينداد وباراجواى كان قرارا ظالما. ووعد شكرى الجماهير المصرية الوفية بأنه سيقاتل مع زملائه للوصول إلى مركز متقدم فى البطولة وتكرار إنجاز أبناء شوقى غريب . الرغبة فى المنافسة على اللقب أكد لاعب الأهلى مصطفى عفروتو أن لاعبى المنتخب برهنوا من خلال أدائهم الرائع فى الدور الأول على أنهم يرغبون فى المنافسة على بطولة كأس العالم، وأنه لا توجد ظروف أفضل من التى يعيشها الفريق حاليا لبلوغ هدفه. وقال عفروتو: "نحمد الله على تصدرنا للمجموعة، لقد كللنا مجهود ثلاث سنوات، وكنا سنكون حزانى إذا قدر الله وودعنا البطولة". على جانب آخر أكد عفروتو أن عدم حصوله وأبناء جيله على فرصة اللعب مع الفرق الأولى لأنديتهم أحبطهم جدا، موضحا أن طموحاته تتمثل فى الاحتراف الخارجى فى أحد الدوريات الأوروبية، حيث قال: "من المؤسف أن أغلب زملائى فى المنتخب لا يشاركون مع الفرق الأولى لأنديتهم حتى الآن.. وهو أمر محبط .. أتمنى أن تكون تلك البطولة بوابتى للاحتراف فى أحد الأندية الأوروبية".