لماذا يجيد الألتراس التعامل مع قوات الأمن؟!.. سؤال يفرض نفسه علي الجميع بعد الدور القوي الذي لعبه الألتراس في حسم جمعة الغضب في 28 يناير، وأحداث شارع محمد محمود.. والمؤكد أن الألتراس صاحب تاريخ طويل في التعامل مع الأمن والاحتكاك به حيث إن الملاعب المصرية دون غيرها في بلاد العالم تنفرد بوجود الأمن في المدرجات، حيث الجماهير تكون في قمة التعبير عن شحنات غضبها أو فرحتها وفق هامش حرية خاص كانت ترفضه قوات الأمن في البداية علي أساس أنه مخالف وبالتكرار زالت المسافات بين قوات الأمن والألتراس حتي أصبح الصدام بينهما هو القاعدة. «مصطفي» - عضو رابطة ألتراس الأهلي - مقيم في الميدان قال: «استوحينا فكرة الدفاع عن الوطن من الدفاع عن فريقنا، وأشار إلي أن اعتصام بعض من الألتراس الأهلاوي جاء بشكل فردي ولم يكن بقرار من الرابطة التي تركت الحرية لأعضائها في اتخاذ مواقفهم بعيدا عن اسم الألتراس وأن نزولهم بدأ عصر يوم السبت الماضي بعد أن علموا من وسائل الإعلام بتعدي الشرطة بعنف علي المعتصمين في الميدان ومصابي الثورة، وهو ما استفزهم للنزول للمساندة، وانضموا مباشرة إلي المتظاهرين في شارع محمد محمود الذي كانت تدور فيه الأحداث بأعداد تزيد علي ال 250 فردا، وهو عدد ضئيل جدا بالمقارنة بقوام ألتراس الأهلي. واستطرد قائلا: قررنا أن نكون في خط المواجهة الأول مع الشرطة نظرا لخبرتنا السابقة في التعامل معهم بعد أن لقينا منهم في السابق كل ألوان الإهانة. وأضاف: استخدمنا عدة وسائل للتعامل مع الشرطة منها الشماريخ والبارشوتات، وهو مشابه للشمروخ، لكنه يطير في الهواء لمسافة بعيدة وله القدرة علي إحداث إصابة، والطوب، كما استخدمنا شارعي نجيب الريحاني والتحرير المتفرعين من محمد محمود لعمليات الكر والفر والاحتماء من الرصاص، إضافة إلي عمل كمائن لهم من خلال التقهقر للخلف لإغراء الشرطة للتقدم نحو الميدان، وهو ما حدث بالفعل في الوقت الذي كنا نختبئ في صناديق القمامة وبالفعل نجحنا في اصطياد 4 منهم وأوسعناهم ضربا، ثم تركناهم دون أن نقتلهم مثلما قتلوا المواطنين، كما أننا تعلمنا كيفية مواجهة القنابل الجديدةالمسيلة للدموع ذات الفتحتين من خلال تخصيص مجموعات معها «جرادل» لوضعها علي القنبلة وهو ما يفسد مفعولها. «مصطفي» قال: إن عددا من أعضاء الرابطة أصيبوا في تلك المواجهات «بالبلي» الذي تنتجه «طلقة الخرطوش» الذي اخترق أجسادهم، وأنه أصيب ب 12 بلية في جسده تم استخراج 4 وقرر الطبيب المعالج ترك 8 منها في عظم قدمه، كما أصيب كريم عادل وعبدينيو - وهما من قيادات الرابطة - بنفس الإصابات. وعن مشاركة ألتراس الزمالك «الوايت نايتس» أضاف مصطفي إن ذلك حدث بشكل طبيعي وليس باتفاق مسبق لأن الجميع يبغون الحرية لمصر ولا مكان لأي انتماءات في ميدان التحرير. «فادي» - عضو الألتراس الزملكاوي «وايت نايتس» - أوضح أن عقيدة الألتراس تقوم علي مواجهة الظلم وهو ما استفز البعض من أعضاء الرابطة للانضمام بشكل فردي سواء كأعضاء أو قيادات بأعداد اقتربت من ال 500 شخص لميدان التحرير لإيقاف وحشية الشرطة ولشعورهم بأن مطالب الثورة لم تتحقق لهم كمواطنين، وانضم أفراد الألتراس الزملكاوي منذ البداية إلي منطقة الأحداث الملتهبة في شارع محمد محمود وخاضوا قتالا شرسا لمنع هجوم الشرطة علي الميدان والمستشفي الميداني كما حدث من قبل، والذي انتهي بإصابة العديد من أعضاء الرابطة الفاعلين مثل طارق مساكن الذي أصيب بطلق خرطوش في وجهه واستشهاد عضو الرابطة «شهاب» بطلق حي. «فادي» طالب الإعلام بتحري الدقة ومراعاة ضمائرهم وعدم إقحام الألتراس في أخبار ملفقة مثل إلصاق اقتحام الجامعة الأمريكية بالألتراس أو تحميلهم لخرق الهدنة بين المتظاهرين والشرطة وهو ما ثبت كذبه بشهادة علماء الأزهر المتواجدين في الميدان، وقال فادي مختتما أنهم لن ينسوا حق شهيد الألتراس وباقي الشهداء وسيستعيدون حقوقهم من خلال تحقيق مطالبهم التي استشهدوا من أجلها وليس من خلال الهجوم علي وزارة الداخلية أو تخريب المنشآت، كما يدعي البعض لأنهم كألتراس يرفضون القيام بذلك. أما «صلاح أبوشهد» المتحدث الإعلامي للوايت نايتس فقال: ما يحدث في التحرير لعبة كبيرة قام بها المسئولون عن إدارة البلاد لجرنا للفوضي لتمرير بقائهم مدة أطول، لكن السحر انقلب علي الساحر، مشيرا إلي أن الرابطة أعلنت بشكل واضح لأعضائها أنها ترفض المشاركة في أحداث التحرير كألتراس لأنه محظور عليها وفقا لقواعد الألتراس المشاركة في السياسة، وتركت حرية الاختيار للأعضاء للتفاعل بشكل فردي، وأنهم طوال تاريخهم لم يخرجوا عن تلك القواعد إلا مرتين إحداهما يوم جمعة التنحي لأنه كان توجها عاما، والمرة الأخري بعد أحداث مباراة وادي دجلة التي قبض فيها علي بعض أعضاء الألتراس وتم حبسهم بعد تلفيق قضايا لهم من الشرطة. وأضاف «أبوشهد» أن الألتراس ليست مجموعة إرهابية لتقتحم أو تخرب، لكنهم شباب ينتمون بشدة لوطنهم وناديهم، وليس بيننا وبين الشرطة ثأر ومن عقيدتنا ألا نبدأ بالهجوم فقط ندافع عن أنفسنا وبشراسة حال تعرضنا للهجوم وللأسف تصر الشرطة دائما علي الاحتكاك بنا ومحاولة إذلالنا وهو ما نرفضه تماما، نحن نريد لبلدنا التقدم الذي يبدأ بالحرية والكرامة. «محمد» - أحد أعضاء الألتراس المؤسسين وأحد مصابي شارع محمد محمود - قال إنه أصيب بطلق خرطوش في قدمه وذراعه وأنه اضطر للتحامل علي نفسه واستكمال مواجهة الشرطة لعدم وجود بديل إلي أن هدأت الأوضاع، وجاءت المجموعات البديلة وتم نقله للمستشفي، مشيرا إلي أنه وزملاءه كانوا يضغطون علي الشرطة من شارع الفلكي للتراجع رغم أنه لم يكن مقتنعا بجدوي الاعتصام، لكن عندما رأي استخدام القوة المفرطة في حق المتظاهرين قرر النزول! بينما تحدث «مودي» - قائد الألتراس الإسماعيلي Yellow dragons - والمتواجد بميدان الممر بالإسماعيلية ل «روزاليوسف» بغضب شديد قائلا: رغم حرصنا الشديد علي عدم الاحتكاك بالجيش إلا أنه في يوم الأربعاء الماضي الجنود غدروا بنا وبالمتظاهرين السلميين والمعتصمين في منطقة الممر وأطلقوا عليهم الرصاص الحي دون تمييز، مما أسفر عن استشهاد الطفل ماجد أثناء عودته من «درس خصوصي» برصاصة في ظهره، كما خلفت تلك الموقعة المخزية 25 مصابا بعضهم من ألتراس الإسماعيلي بإصابات متفرقة معظمها في الصدر والفخذ. وأضاف «مودي» أنه منذ بداية الأحداث حرص الألتراس علي التواجد في الاعتصام والمظاهرات كمواطنين مقهورين بعيدا عن الانتماء للجروب الذي رفضوا النزول باسمه حفاظا علي هوية القضية وحرصا علي وحدة الثوار، واستكمل: إن أعضاء الرابطة لجأوا طيلة الأيام الماضية لإطلاق الشماريخ ونوع من الصواريخ المستخدمة في الاحتفالات يطلق عليه «التورتة»، بالإضافة لصناديق القمامة والحواجز المرورية أيضا لحماية أنفسهم من خلال إجبار الشرطة علي التقهقر. حتي بنات الألتراس كان لهن تواجد من خلال «إيمان» إحدي العضوات المنتميات روحيا للألتراس الأهلاوي والحريصة علي مشاركتهم في كل المباريات والتجمعات بما فيها ميدان التحرير التي تتواجد فيه يوميا قالت: الألتراس فصيل من فصائل الشعب المصري يحبون بلدهم وينتمون إليها بشدة ويعبرون عن ذلك الانتماء بطريقتهم الخاصة جدا، ولذلك حرصت مع مجموعة من البنات علي مشاركتهم دائما بالمخالفة لقواعد الألتراس التي تحظر انضمام فتيات، وعلي الرغم من الأخطار التي من الممكن أن تتعرض لها من قبل الأمن الذي يحدث دائما بينه وبين أعضاء الألتراس اشتباكات، خاصة بعد أحداث مباراة كيما أسوان التي اعتدي فيها الأمن علي الألتراس الأهلاوي بشكل غير مبرر لمجرد مهاجمة الجماهير لوزير الداخلية الأسبق والمحبوس في طرة «حبيب العادلي» وهو مازاد من الفجوة! وذكرت إيمان موقفا قالت إنه لن يمحي من ذاكرتها بعد نهاية أحداث مباريات الأهلي وأثناء خروج الجمهور نادي أحد الضباط الكبار علي أحد أعضاء الألتراس الأهلاوي وسأله: أنت من الألتراس؟ فأجاب الشاب: نعم، فقال له: أنت من تهز جبال- إشارة إلي هتاف الألتراس الأهلاوي - وقام الضابط بضربه، وقال له: هز، وهو مثال يوضح تعنت الشرطة وتربصها بهم وإصرارها علي استعراض عضلاتها، واستطردت أنها فخورة بأداء الألتراس في التحرير وبمشاركتها أيضا.