تعاني الكرة المصرية هبوطًا مستمرًا سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات، التي خرجت جميعا خالية الوفاض، فالمنتخب المصري بطل أفريقيا لثلاث بطولات متتالية آخرها عام 2010 فشل في التأهل للبطولة القادمة في مفاجأة مدوية، كما خرج النادي الأهلي المتخم بنجوم الكرة المصرية من البطولة الأفريقية بعدما فشلت جميع الأندية المصرية سواء في التأهل لها أو الاستمرار بها، كل ذلك انعكس علي التصنيفات الدولية سواء للأندية أو للمنتخب المصري الذي تراجع بشدة من المركز العاشر عالميا إلي المركز ال36 والثاني أفريقيا بعد منتخب كوت ديفوار الذي سبق المنتخب المصري بمسافة كبيرة في المركز (16) عالميا في التصنيف الأخير للفيفا. علي صعيد الأندية تراجع النادي الأهلي الذي يمر بحالة انعدام وزن بعد خروجه من كأس أفريقيا وكأس مصر في تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء لأفضل 400 فريق علي مستوي العالم 49 مركزا إلي الوراء، حيث احتل في التصنيف الأخير المركز ال150 عالميا بعد أن كان في المركز ال101 عالميا في الشهر الماضي، ليحتل المركز الأول مصريا يتبعه نادي الزمالك في المركز 182 ثم نادي حرس الحدود 334 وجاء في المركز السابع أفريقيا بعد أندية (الهلال السوداني والترجي التونسي وأنيمبا النيجيري وفاس المغربي والوداد المغربي والقطن الكاميروني) وهو ما سبب صدمة كبري لعشاق الأهلي، ولم ينج اللاعبون المصريون من المقصلة، حيث شهد نجوم مصر تراجعا كبيرا في قيمتهم السوقية بالمقارنة بأسعارهم عام 2010 بعد الحصول علي كأس الأمم الأفريقية حسبما حدد موقع Transfer Market العالمي المهتم بتسعير اللاعبين في العالم باليورو. حيث انخفضت قيمة حارس مصر الأول عصام الحضري 38 عامًا الهارب دائما والمثير للمشكلات مع جميع الأندية وآخرها المريخ السوداني من مبلغ (5 ملايين ونصف المليون جنيه تقريبا) إلي (3 ملايين و900 ألف)، بينما انخفضت قيمة كابتن المنتخب المصري والمنتقل حديثا للزمالك الصقرأحمد حسن بشكل ملحوظ جدا من (17مليون و400 ألف) إلي (6 ملايين و350 ألفاً)، وشمل الانخفاض العنيف نجم الزمالك ميدو الذي مازال يبحث عن نفسه حيث انخفضت قيمته من (20 مليونًا و943 ألفًا) إلي (11 مليونًا و907 آلاف)،أما ساحر الكرة أبوتريكة، والذي كان يعيش أسوأ فترات حياته الكروية بفعل الإصابة المزمنة باستثناء المباريات الثلاث الأخيرة التي بدأ فيها باستعادة مستواه فقد انخفضت قيمته من (27 مليونًا و849 ألفًا) إلي (14 مليونًا و 288 ألفًا)، بينما انخفضت قيمة نجم نادي الزمالك عمرو زكي الذي ابتعد كثيرا عن المنتخب بفعل الإصابة وأشياء أخري! وعاد علي يد والده المعلم شحاتة بهدفين ولا أروع في المباراة قبل النهائية في كأس مصر من (27 مليونًا و849 ألفًا) إلي (19 مليونًا و845 ألفًا)،ومحمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند وصديق الإصابات، والذي لم يشارك مع فريقه طوال الموسم الماضي سوي لبضع دقائق قبل أن تعاوده الإصابة مؤخرا حيث انخفضت قيمته السوقية من (31 مليونًا و330 ألفًا) إلي (23 مليونًا و814 ألفًا)، وانخفضت قيمة حسني عبدربه العائد من تجربة إصابة مؤلمة أبعدته كثيرا عن مستواه الذي لم ينجح بعد في استرداده، وهو مرشح بقوة للرحيل من الإسماعيلي في يناير القادم من (19 مليونًا و494 ألفًا) إلي (15 مليون و 876 ألفًا)، وانخفضت أيضا قيمة الزئبقي بركات الذي اعتزل اللعب دوليا منذ فترة كبيرة والمنتظر عودته من الإصابة قريبا للمشاركة مع الأهلي من (5 ملايين و570 ألفًا) إلي (4 ملايين و 762 ألفًا)، وأما الحارس الثالث للمنتخب في أمم أفريقيا 2010 محمود أبوالسعود، والذي تحول بفعل ثلاجة الأهلي إلي الحارس الثالث للأهلي ولم ينضم مطلقا للمنتخب فقد انخفضت قيمته السعرية من (2مليون و886 ألفًا) إلي (مليون و984 ألفًا)، وكان اللاعب أحمد المحمدي المحترف في صفوف ساندرلاند الإنجليزي محظوظا، حيث قفزت قيمته السعرية للأعلي بشكل كبير جدا برغم أنه لم يقدم شيئا للمنتخب المصري، ولكن مشاركته المنتظمة مع فريقه الإنجليزي الذي أحرز معه هدفا مؤخرا كانت السبب الرئيسي في ارتفاع قيمته من (13 مليونًا و924 ألفًا) إلي (43 مليونًا و659 ألفًا) ليكون اللاعب الأغلي في مصر الآن. وفي إطار آخر جاء ترتيب اللاعبين المصريين الأغلي في مصر كالاتي: 1 - أحمد المحمدي 24 عامًا ب(43 مليونًا و659 ألفًا). 2 - محمد زيدان 29 عامًا ب(23 مليونًا و814 ألفًا). 3 - شيكابالا 25 عامًا ب(23 مليونًا و814 ألفًا). 4 - أحمد فتحي 26 عامًا ب(19 مليونًا و845 ألفًا). 5 - عمرو زكي 28 عامًا بنفس القيمة (19 مليونًا و845 ألفًا). 6 - حسني عبدربه 26 عامًا ب(15 مليونًا و 876 ألفًا). 7 - عماد متعب 28 عامًا بنفس القيمة ب(15 مليونًا و876 ألفًا). 8 - محمد أبوتريكة 32 عاماً ب(14 مليونًا و288 ألفًا). 9 - جدو 26 عامًا ب(12 مليونًا و700 ألف). 10- ميدو 28 عامًا ب(11 مليونًا و907 آلاف). الانهيار الذي تمر به الكرة المصرية علي كل الأوجه دفعنا للاستماع لآراء الخبراء والمحللين الكرويين لنتعرف علي أسباب التراجع لاستطلاع مستقبل الكرة المصرية. زكريا ناصف الخبير والمحلل الكروي قال ل«روزاليوسف»: إن ما تشهده الكرة المصرية من تراجع أمر طبيعي، فالمنتخب المصري الأول يعاني منذ تتويجه بكأس الأمم الأفريقية عام 2010 من عدم وجود خطة واضحة، خاصة فيما يخص الإحلال والتجديد والنزول بمتوسط أعمار اللاعبين، ولاعبو الأندية يعانون منذ فترة من حالة هبوط جماعي في المستوي نتيجة تلاحم المواسم (المسئول عنه اتحاد الكرة) الذي أصابهم بالأجهاد والإصابات المتكررة، وهو ما أبعد معظهم عن الملاعب لفترة طويلة وأثر بالسلب علي نتائج المنتخبات، خاصة في ظل عدم وجود وجاهزية البديل الكفء. وعن توقعاته للكرة المصرية في الموسم القادم قال ناصف إنه متشائم ويتوقع المزيد من النتائج السيئة والتراجع في ظل نظام الدوري الجديد الذي أقر ب(19 فريقًا)، والذي اعتبره سقطة من سقطات اتحاد الكرة، وحذر من صدام قادم بين المنتخب الأوليمبي ومديره الفني هاني رمزي وبين أندية الدوري في حال صعود المنتخب الأوليمبي إلي أولمبياد لندن، لأن الأندية سترفض إرسال لاعبيها الذين أصبحوا أساسيين للمنتخب، وهو ما سيؤدي إلي توقفات عديدة للدوري وسيؤثر علي مستويات اللاعبين والأندية. أما كابتن جمال عبدالحميد نجم الزمالك السابق والفريق القومي والمدير الفني لنادي السكة الحديد، فيفسر تراجع الكرة المصرية بقوله: عندما تشهد الكرة المصرية هذا التراجع علي مستوي الأندية والمنتخبات، فإنه بالتأكيد لابد أن نذهب بنظرنا نحو الإدارة التي تعاني من خلل واضح سواء علي مستوي مجالس إدارات الأندية أو اتحاد الكرة أو المجلس القومي للرياضة، حيث انشغل الجميع بالتراشق والصراع علي المناصب عن النظر لمصلحة الكرة المصرية والتخطيط لها، بالإضافة إلي استهتار اللاعبين الذين تشبعوا بالأموال فغاب عنهم الحافز وهو ما أدي إلي تراجع النتائج وأثر بالسلب علي الكرة المصرية. غياب الفكر الاحترافي والتخطيط وأسباب أخري يكشفها محمد عبيد خبير اللوائح في الفيفا، والذي توقع حالة من التدهور الرهيب الذي ستمر به الكرة المصرية في الفترة القادمة، وإشهار بعض الأندية لإفلاسها خاصة مع اقتراب تطبيق دوري المحترفين الذي هو «آت لامحالة»، وأضاف أن النجاحات السابقة للكرة المصرية كانت نجاحات (إلهية)، ولم تكن بفضل تخطيط علمي، مشيرا إلي أن الأندية المصرية ستواجه مستقبلا تقدما رهيبا (لأفريقيا السوداء) علي مستوي الأندية وستجد صعوبة كبيرة في الفوز بالكئوس الإفريقية للأندية بسبب تقنين احتراف الأفارقة في أوروبا، وهو مادفع المواهب الأفريقية إلي البقاء في أنديتها عكس ماكان يحدث سابقا.