تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم صوب القارة الأفريقية لمتابعة فعاليات واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار، حيث تستضيف أنجولا بطولة كأس الأمم الأفريقية ال27 خلال الفترة من 10 إلي 31 يناير الجاري .. لذلك قررنا أن نقدم في »روزاليوسف« حلقات يومية عن مجموعات البطولة نستعرض فيها تاريخ وحظوظ المنتخبات المشاركة وأبرز لاعبيها، فضلا عن نقاط القوة والضعف رغبة منا في وضع جماهيرنا علي مقربة من هذا الحدث المهم. البداية اليوم ستكون مع المجموعة الأولي التي ستحتضن مبارياتها العاصمة لواندا وتضم منتخبات : انجولا "الدولة المنظمة" - مالي - مالاوي - الجزائر. أنجولا ( الفهود السمراء ) علي الرغم من أن كرة القدم الأنجولية لم تكن من القوي الكروية في القارة السمراء حتي وقت قريب، الا أنها نجحت منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي في ترك بصمتها علي الساحة الأفريقية حيث حققت الكرة الأنجولية خلال الآونة الأخيرة طفرة هائلة شاركت خلالها في أربع من بطولات كأس الأمم الأفريقية ووجدت مكانها في كأس العالم 2006 بألمانيا. لكن هذه الطفرة ستكون التحدي الأكبر الذي يواجهه المنتخب الأنجولي عندما يخوض فعاليات البطولة، حيث تشكل هذه الطفرة ونتائج الفريق عبر السنوات الأخيرة ضغطا كبيرا علي اللاعبين وجهازهم الفني بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق . ومع وصول المنتخب الأنجولي (الفهود السمراء) إلي نهائيات كأس العالم 2006 وإلي دور الثمانية في كأس أفريقيا 2008 بغانا، أصبح الفريق مطالبا بالمنافسة القوية علي لقب البطولة الأفريقية بملعبه. ويعتمد جوزيه في تشكيل الفريق علي مزيج من لاعبي الدوري الأنجولي واللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية والخليجية. ويبرز من نجوم الفريق اللاعب مانوتشو مهاجم فريق بلد الوليد الإسباني الذي كان من أبرز مفاجآت القائمة النهائية التي أعلنها جوزيه قبل أيام قليلة، حيث كان مستبعدا من القائمة الأولية للفريق بسبب خلاف مع جوزيه نفسه لكنه ضم اللاعب إلي القائمة النهائية بعد اعتذاره رسميا. كما يضم الفريق من النجوم الكبار كلا من المهاجمين مانتوراس (بنفيكا البرتغالي) وفلافيو (الشباب السعودي) وجيلبرتو (الأهلي المصري) بينما يمثل اللاعبان يامبا آشا وأندري ماكانجا أبرز الغائبين عن صفوف الفريق وذلك للإصابة. أما أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها المنتخب الأنجولي إلي جانب خبرة لاعبيه ومدربه جوزيه فهي المساندة التي سيجدها الفريق من جمهوره رغم ما يمكن أن تشكله هذه المساندة من ضغوط علي الفريق. منتخب مالي ( النسور ) يقتصر رصيد المنتخب المالي في الساحة الأفريقية علي خمس مشاركات سابقة في بطولات كأس الأمم الأفريقية، لكنه نجح في فرض نفسه بقوة من خلال هذه المشاركات . ولذلك فإن البطولة ستكون السادسة للفريق وكذلك عنق الزجاجة الذي يسعي نسور مالي للخروج منه، خاصة أن الجيل الحالي للفريق يضم عددا من النجوم المتميزين والمحترفين بأكبر الأندية الأوروبية. ورغم وجود العديد من المواهب في صفوف المنتخب المالي عبر السنوات الماضية، فإن فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس أفريقيا 2006 بمصر ثم خرج من الدور الأول لنهائيات البطولة الماضية عام 2008 بغانا . ولكن مع اكتساب هؤلاء النجوم للخبرة الكبيرة من مشاركتهم مع أنديتهم في كبري بطولات الدوري المحلية بأوروبا، أصبحت الآمال معلقة عليهم بشدة في تحقيق النجاح بكأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا وبلوغ الدور قبل النهائي علي الأقل . ويعلق منتخب مالي آمالا عريضة علي نجمه الكبير فريدريك كانوتيه الذي قضي سنوات طويلة في هجوم أشبيلية الإسباني، وكانت له صولات وجولات عديدة في الدوري الإسباني. كما يتألق إلي جوار كانوتيه كل من سيدو كيتا لاعب برشلونة الأسباني ومامادو ديارا نجم ريال مدريد الإسباني ليصبح منتخب مالي فريقاً له طريقة لعب ذات نكهة إسبانية. ولم تكن قرعة النهائيات رحيمة بالفريق إذ أوقعته في مواجهة صعبة في بداية مسيرته بالبطولة ليلتقي نظيره الأنجولي صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية للبطولة يوم العاشر من الشهر الجاري، وهي المباراة التي يحتاج فيها الفريق لتفجير مفاجأة علي حساب أصحاب الأرض من أجل الاقتراب بنسبة كبيرة من دور الثمانية. منتخب الجزائر (محاربو الصحراء ) علي الرغم من السمعة الكروية الجيدة التي حققها المنتخب الجزائري في الثمانينيات من القرن الماضي بعد المستوي الذي ظهر عليه في نهائيات كأس العالم 1982 باسبانيا وعودته للمشاركة بالنهائيات في البطولة التالية مباشرة 1986، تبدو الإحصائيات مخيبة لآمال كرة القدم الجزائرية حيث اقتصرت مشاركاته السابقة في كأس العالم علي هاتين البطولتين كما اقتصرت إنجازاته الأفريقية علي الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها بلاده 1990. ويحظي المنتخب الجزائري بسجل رائع من المشاركات في بطولات كأس الأمم الأفريقية حيث تأهل للنهائيات 14 مرة سابقة. وكانت بداية مشاركات الفريق في النهائيات عبر بطولة 1968 وخرج فيها الفريق من الدور الأول ثم فشل الفريق في بلوغ النهائيات علي مدار البطولات الخمس التالية. وعاد الفريق للمشاركة في النهائيات مع بطولة 1980 ونجح الفريق في التواجد باستمرار منذ ذلك الحين وعلي مدار 13 بطولة متتالية حتي 2004 ولكنه غاب عن آخر بطولتين قبل أن يحجز مكانه في البطولة القادمة بأنجولا. وعلي مدار مسيرته في بطولات كأس الأمم الأفريقية، أحرز الفريق لقب البطولة مرة واحدة 1990 بينما فاز بالمركز الثاني في 1980 ووصل للدور قبل النهائي أعوام 1982 و1984 و1988 ودور الثمانية أعوام 1996 و2000 و2004 بينما خرج من الدور الأول في باقي البطولات. وعانت الكرة الجزائرية بشكل عام والمنتخب الجزائري بشكل خاص من تراجع المستوي علي مدار العقدين الماضيين بل وظهر ذلك في فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأفريقية في البطولتين الماضيتين عامي 2006 بمصر و2008 بغانا. ولكن الفريق عاد أخيرا للانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا وكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين. وتتركز طموحات الفريق بقيادة مديره الفني الوطني رابح سعدان في تكرار عروضه القوية التي قدمها في عصره الذهبي خلال ثمانينيات القرن الماضي مع محاولة عبور الدور الأول والمنافسة علي الوصول للمربع الذهبي. وإذا نجح المنتخب الجزائري في عبور الدور الأول فإنه قد يصبح الحصان الأسود للبطولة ومن ثم سيحصل علي دفعة معنوية هائلة قبل خوض نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ويعتمد سعدان في ذلك علي مجموعة من اللاعبين تجمع بين الشباب وأصحاب الخبرة كما تجمع بين لاعبي الدوري الجزائري والمحترفين في بعض الأندية بالخارج مثل رفيق صايفي "34 عاما" نجم الخور القطري، وكريم مطمور "24 عاما" مهاجم بوروسيا مونشنجلادباخ، وكريم زياني "27 عاما" لاعب خط وسط فولفسبورج الألماني. كما يعتمد الفريق بشكل كبير علي بعض اللاعبين، الذين ولدوا بفرنسا حيث ساهمت اللوائح الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في انضمام بعض هؤلاء اللاعبين لمنتخبات أخري غير منتخبات البلدان التي ولدوا فيها . منتخب مالاوي ( اللهب ) يملك منتخب مالاوي سجلا ضعيفا للغاية مع بطولات كأس الأمم الأفريقية ولكنه أثبت من خلال التصفيات المؤهلة للبطولة القادمة أنه قادر علي تحقيق المفاجآت في أنجولا. واقتصر تاريخ مالاوي في نهائيات كأس الأمم الأفريقية علي مشاركة واحدة سابقة في النهائيات وكانت في بطولة عام 1984 وخرج فيها من الدور الأول بعد أن حقق تعادلا وحيدا ومني بهزيمتين. وإذا كان منتخب مالاوي من فرق المستوي الرابع في القارة الأفريقية فإن المفاجآت التي حققها في التصفيات وتأهله للنهائيات للمرة الأولي بعد غياب دام 26 عاما سيمنحه دفعة قوية علي تفجير مفاجآت جديدة في النهائيات. وربما تكون المجموعة الأولي في نهائيات كأس أفريقيا 2010 بأنجولا هي أسهل المجموعات من حيث المستوي العام ولكنها لن تكون كذلك لمنتخب مالاوي الذي أصبح مطالبا بمواجهة ثلاثة فرق أكثر منه خبرة وأفضل منه في الإمكانيات الفنية والبدنية. وإذا كان لدي معظم المنتخبات المشاركة في البطولة بعض الأسلحة التي يعتمدون عليها سواء بخبرة أو مهارة اللاعبين أو المدير الفني أو المساندة الجماهيرية ، فإن السلاح الأبرز لمنتخب مالاوي هو طموح الفريق ورغبته في إثبات الذات أمام فرق تفوقه في الإمكانيات والتاريخ والخبرة ولا يمتلك منتخب مالاوي نجوما كبارًا مثل باقي المنتخبات المشاركة في النهائيات ولكنه يمتلك الدافع علي تحسين صورته علي مستوي القارة السمراء ويرغب مع مديره الفني كينا فيري في تقديم أفضل عروض وتحقيق أفضل نتائج ممكنة في البطولة الأفريقية رغم أن الفريق يدرك أن التأهل للدور الثاني من هذه المجموعة سيكون إنجازا أشبه بمعجزة. ويعتمد فيري في كأس أفريقيا بأنجولا علي قائمة تتألف من ثمانية لاعبين بدوري كرة القدم في مالاوي و15 لاعبا من المحترفين خارجه علما بأن معظم محترفي مالاوي يلعبون بأندية أفريقية وليست أوروبية .