دون أن يقصد منح «مانويل جوزيه» الفرصة الأخيرة ل «حسام حسن» بتشكيل غريب وخطة غامضة لكنه ردها بهدية أفضل منها بإخراج شيكابالا وحازم إمام أهم لاعبى الزمالك فى الوقت القاتل من شوط المباراة الثانى ليتعادل الأهلى ويحقق أقل الخسائر الممكنة للحفاظ على فارق النقاط والاقتراب من الفوز السابع بالدورى العام. ويضيع الدورى من الزمالك ويتكرر فيلم كل موسم لكن هذه المرة بطولة «الشاويش حسن» بعد تجريده من رتبة العميد. القمة «107» أثبتت أن العميد أمامه الكثير فى القيادة الفنية.. وأن جوزيه لم يتخلص من تخاريفه فى المقابل كان جمهور الناديين أذكى من المديرين الفنيين - رغم اللافتات المسيئة غير المقبولة والتى لا تعبر عن الأغلبية وسط الأجواء الثورية التى أحاطت باللقاء فى «ميدان التحرير» والتى كانت تنذر بحدوث كارثة خصوصا أن الانفلات الفنى لحسام حسن أعقبه انفلات «سلوكى» مؤسف فى نهاية المباراة. تخاريف جوزيه جوزيه فاجأ جمهور الأهلى بتشكيل ملىء بالألغاز سواء باستبعاد «معوض» أو الاعتماد على أحمد السيد فى الجبهة الشمال مع زرع «إينو» فى وسط الملعب أساسيا ربما لأول مرة رغم وصوله لتوليفة رائعة وجاهزة فى آخر مبارياته مع الإسماعيلى فاختل أداء الفريق فى القمة ومنح الزمالك فرصة ذهبية للسيطرة على مراكز المناورات استغلها الفريق الأبيض بحذر وتفوق فى أغلب فترات الشوط الأول والذى انتهى بفوزه 1-2 فقط. جوزيه وحسام قبل المباراة أخطاء متكررة فى المقابل تدارك العميد أخطاؤه التقليدية السائدة طوال الموسم وقام باستبعاد «غانم» و«مصطفى» وهما من أبرز الثغرات الزملكاوية طوال الموسم ودفع «بحازم» وفطن أخيرا لضرورة وجود محورى ارتكاز للسيطرة على المناورات وسط الملعب فدفع ب «إبراهيم صلاح وعاشور الأدهم» وهى المنطقة التى يتفوق بها «جوزيه» فى السنوات الأخيرة فى مباريات القمة أضف إلى ذلك الثبات الانفعالى الذى غلب على أداء الفريق لأول مرة فى مواجهات الزمالك مع الأهلى ليخرج فائزا فى جولة المباراة الأولى ولكنه وبغرابة شديدة وفى أخطر توقيتات المباراة يقوم بإخراج «حازم» و«شيكا» إيذانا بإعلان سيطرة الأهلى بعد تحرر الفريق من صداع وخطورة اللاعبين والأغرب أن «حسام» استعان ببدائل متواضعة تفتقد خبرة مثل هذه المباريات وهما «عودية» و«توفيق» رغم وجود أسماء أخرى أهم وأبرز مثل «أحمد سمير» وهو لاعب محنك ظلمه حسام.. و«علاء على» وهو البديل الفنى لشيكابالا بالإضافة إلى «صبرى رحيل» المضطهد دائما عند العميد بدون مبرر واضح.. الثلاثى السابق كانوا بمثابة بدائل موضوعية فى حالة خروج «شيكا» و«حازم» إذا لزم الأمر لأسباب بدنية أو حتى فنية لكن حسام لم ير سوى مهاجم «تائه» ومدافع قليل الخبرة ولم يعرف أحد الدور الذى لعبه هانى سعيد بعد نزوله ولهذا كان من الطبيعى أن يتدارك جوزيه أخطاءه بنزول «دومينيك» السريع والجرىء وأحمد حسن المحنك واللاعبان قاما بدور مؤثر بعد نزولهما ومعهما «سعيود» الذى تأخر جوزيه فى الدفع به رغم إمكانيات اللاعب الكبيرة والتى لم تستثمر حتى الآن. صعود وهبوط إذا كان جمهور الأهلى لن يغفر لجوزيه أخطاءه فى مباراة القمة فإنه لن ينسى بسهولة إنجازاته فى نصف موسم بعد أن أعاد البريق سريعا للفريق وصعد به إلى قمة الدورى بعكس «حسام حسن» الذى فرط فى كتابة سطور مجد تدريبى كان يحلم به وبطولة كبيرة كان قريبا منها طوال الموسم أهدرها برعونة وسوء إدارة لأهم المباريات وإصراره على تكرار الأخطاء مباراة تلو الأخرى. المحمدى وبركات لم يبخلا بجهد طوال المباراة أوراق خاسرة حسام حسن اعتمد على أوراق خاسرة طوال الوقت واستسلم ل«عقدة» الأهلى التى لم يشف منها حتى الآن وكان أبرز تجسيد لها إصراره على الاعتماد على «حسن مصطفى» فقط ليثبت للأهلى فقر رؤيته بعد أن تخلص منه بنفس الطريقة فى وقت سابق. مهمة إثبات فشل إدارة الأهلى لازمته عندما تولى قيادة المصرى البورسعيدى لكن شتان بين «شديد قناوى» مثلاً وحسن مصطفى المنتهى الصلاحية. جماهير الاهلى غفرت أخطاء جوزيه بعد ان كسب الرهان واقترب من الفوز بالدورى خطايا العميد حسن مصطفى ليس هو الخطيئة الأولى للعميد بل إنه بعناده أصر على عناصر لا تصلح لتمثيل الزمالك فى مقدمتهم أحمد غانم سلطان وعمرو الصفتى إلى جانب مسئوليته الكاملة بالتعاقد مع عناصر هزيلة فى مقدمتها أبوكونيه ومحمد عودية فى مقابل «تطفيش» لاعب بحجم «عماد محمد» العراقى رغم أنه كان من الممكن أن يكون هو الحل الهجومى والتعويض المثالى لغياب عمرو زكى وتذبذب مستوى «جعفر».. إلى جانب التخلص من «الميرغنى» الذى كان يرى فيه الجميع مستقبل خط وسط الزمالك. من كوارث العميد الفنية إهماله الغريب للاعب بحجم «هانى سعيد» الذى عندما تعاقد الزمالك معه كان أفضل ليبرو ليس فى مصر بل وأفريقيا كلها وكان مكانه محفوظا فى تشكيلة المنتخب الوطنى.. لكن بعناده بالاعتماد على طريقة 4-3-3 بحجة أنها المستخدمة عالمياً ترك «هانى» وتعمد الاستعانة به فى نصف الملعب والذى لا يجيد فيه وترك «للصفتى» و«فتح الله» حرية فتح مرمى الزمالك على مصرعيه طوال الموسم رغم وجود «ليبرو» كان وجوده ضرورياً لإغلاق أخطائهما المتكررة والساذجة برعاية «عبدالواحد السيد» الذى ارتكب كل الأخطاء الكفيلة بسقوط الزمالك فى معظم المباريات المصيرية والمهمة آخرها الأهداف الأربعة فى مباراتى المصرى والأهلى. عبد الواحد السيد جصالة أهداف فى المبارايات المصيرية نتيجة طبيعية إن نتيجة مباراة الأهلى هى النهاية الدرامية لأخطاء حسام الفنية وتجاوزات شقيقه الإدارية على مدار موسم كامل تفرغ خلاله بالرد فى الفضائيات بدلاً من الملعب وتحميل موهبة كبيرة بحجم «شيكابالا» وحده مسئولية فريق بدون زرع عناصر فاعلة ومساعدة معه.. إن الأهلى كان فى مقدوره فى مباراة الأربعاء الماضى أن يخرج فائزاً لولا مساهمات «جوزيه» ورحمة السماء بجماهير الزمالك التى تحملت على مدار الموسم كل ألوان التعذيب النفسى وتحملها نتائج رهانها الدائم «بالتوأم» وعشقها الكبير لهما.