في محاضرته الأخيرة لمباراة القمة المقررة إقامتها في الثامنة والنصف مساء اليوم الأربعاء في الأسبوع رقم27 لمسابقة الدوري العام التي ألقاها علي لاعبيه تحدث حسام حسن المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالزمالك ما يقرب من ساعة كاملة عن محمد بركات ودوره المؤثر والمهم في منافسه الأهلي. وفوجئ لاعبو الزمالك بمديرهم الفني يختزل كل شيء في منافسه الأهلي في محمد بركات ويتحدث عنه بإستفاضة كبيرة ويحلل الأداء الذي قدمه وأسلوب لعبه الذي بدا عليه خلال لقاء فريقه الأخير مع الإسماعيلي في الأسبوع رقم26 لمسابقة الدوري العام الذي إنتهي2-1 وسجل الهدف الأول لفريقه من إنفراد بالمرمي لفترة إقتربت من الساعة خلال المحاضرة. وفي المحاضرة التي إستمرت لمدة تزيد علي الثلاث ساعات شاهد خلالها اللاعبون مباراة الإسماعيلي إهتم أيضا حسام حسن بأحمد فتحي وإجادته للتسديد ثم المحترف دومينيك دا سيلفا وبتحركاته وقدرته علي المراوغة والاختراق والوصول للمناطق المؤثرة في المرمي بكفاءة عالية وإقتدار. واللافت للنظر في محاضرة حسام حسن الفنية للاعبيه حديثه عن البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي عندما وصفه بأنه مدرب يخشاه اللاعبون ولا يستطيع أحد من لاعبي الأهلي التعليق علي أي قرار يتخذه مهما كان ولا يوجد لاعب في الأهلي يغضب أو يعلن ضيقه إذا أطاح به من التشكيل الأساسي أو أخرجه من قائمة ال18 لاعبا لأي مباراة ولكن الجميع يلتزم بشكل تام. ولم يتوقف كلام حسام حسن عن مانويل جوزيه عند هذا الحد وإنما قال إن لاعبي الأهلي يؤدون بقوة وينفذون التعليمات لأنهم يخشون من المدير الفني البرتغالي ولا أحد يتحمل غضبه أو إنقلابه عليه مما يجعل كل لاعب منهم يتمسك بالفرصة عندما يمنحها له. وإذا كان حسام حسن إختزل أداء الأهلي في تألق محمد بركات وقدرته علي الأداء الهجومي بشكل جيد ومتميز فإنه إعتبر ان الشخصية القوية التي يتعامل بها المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه مع لاعبيه هي مفتاح الإلتزام داخل الفريق والسبب الأساسي والرئيسي في تحقيق الإنتصارات لخوفهم الشديد منه وإلتزامهم التام بكل تعليماته مما يصنع حالة من الإنضباط والرهبة والصرامة داخل صفوف الفريق وخلال المباريات. وبصرف النظر عما قاله حسام حسن عن البرتغالي مانويل جوزيه ومحمد بركات فإن محاضرة المدير الفني للاعبيه قبل اللقاء تضمنت شرحا مفصلا ووافيا عن أسلوب لعب الأهلي وتحركات لاعبيه طبقا لما قدموه أمام الإسماعيلي ثم حدد مصادر القوة في منافسه خاصة ما يتعلق بالكرات الثابتة وتحرك الثنائي سيد معوض في الناحية اليسري وأحمد فتحي في الناحية اليمني وقدرتهما علي الاختراق والمساندة الإيجابية وضرورة وضعهما تحت ضغط دفاعي كبير حتي لا يكون لهما تأثيرهما الكبير في الثلث الهجومي للزمالك ولايمثلان عبئا علي رباعي الدفاع الذي سيبدأ به لقاء القمة. وقال حسام حسن للاعبيه إن الفوز علي الأهلي سيكون الطريق الوحيد لاستعادة كل آمالهم في العودة من جديد للمنافسة علي درع الدوري العام بل. أن نجاحهم في حصد النقاط الثلاث في مواجهة القمة سيكون له مردوده الكبير في الفوز بدرع الدوري علي إعتبار أن الهزيمة ستؤثر علي معنويات المنافس وفي الوقت نفسه سترفع من معدلات الثقة لديهم وستعيد لهم جماهيرهم الكبيرة خاصة وأن مواجهات الأهلي المقبلة في الدوري ليست سهلة وخاصة مباراته مع مصر المقاصة ومن الممكن أن يتكرر نفس السيناريو الذي حدث قبل مواسم طويلة عندما فاز الزمالك علي الإسماعيلي في آخر مباراة وخسر الأهلي من إنبي فصعد الزمالك لمنصة التتويج وفاز بالبطولة وبالدرع الغالية بفارق نقطة عن منافسه اللدود. وعلي مدار اليومين الماضيين إهتم حسام حسن المدير الفني للزمالك خلال معسكر الفريق المغلق بمدينة السادس من أكتوبر بالمحاضرات النظرية للاعبيه التي شرح فيها أسلوب لعب المنافس بالإضافة إلي مشاهدتهم لأكثر من تسجيل لمباريات المنافس مثل الإسماعيلي التي اعتبرها المدير الفني أشبه ببروفة للقمة في ظل المستوي المميز للدروايش وما يضمه الفريق من لاعبين يمتلكون قدرات فنية وبدنية عالية بدليل العرض الجيد الذي قدموه رغم هزيمتهم من الأهلي2/1 وضياع كل آمالهم في العودة للمنافسة علي اللقب. ويعد فارق الخمس نقاط الذي يفصل بين الأهلي والزمالك أكثر ما يثير غضب حسام حسن قبل مواجهة القمة بعدما بات عليه الفوز علي الأهلي إذا أراد تضييق الفارق إلي نقطتين من جديد ثم الأهم العودة مرة أخري للمنافسة ومصالحة جماهيره الغاضبة وضمان البقاء في منصبه لموسم جديد. والضغط الذي يعيشه حسام حسن سببه أنه لا يملك رفاهية قبل لقاء القمة إلاضرورة الفوز الذي لم يعد لديه من خيارات غيره لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد الأول إستعادة الثقة والثاني منع البرتغالي مانويل جوزيه من التفوق عليه في أو ل صراع مباشر بينهما بعد أن نجح في إنهاء فارق النقاط بل والتقدم للقمة بفارق خمس نقاط.. والثالث الفوز في البطولة الخاصة بين الأهلي والزمالك بما سيكون له مردوده علي جماهير الزمالك الكبيرة التي بدأت تفقد الكثير من ثقتها في المدير الفني في الفترة الأخيرة بعد نزيف النقاط الذي تعرض له الزمالك في الدور الثاني. *** العميد لا يعرف الفوز علي الأحمر القمة107 ليست مباراة فقط في صراع بطولة الدوري الممتاز ولكنها تحمل الكثير في ظل المنافسة الساخنة بين قطبي الكرة المصرية علي مدار تاريخها الطويل, ولعل ما يزيد من قيمة المباراة التاريخ الذي يملكه اللذان يقودان الفريقين مع طرفي المباراة التي يديرها طاقم حكام هولندي بقيادة الدولي بلوم. فإذا كانت المباراة تعني لمانويل جوزيه رصاصة الرحمة التي سيطلقها علي الزمالك ويحسم بها بطولة الدوري الممتاز قبل ثلاثة أسابيع من نهايتها بشكل واقعي بعيدا عن منطقية الأرقام لأنه سيتقدم في صراع القمة بفارق8 نقاط والمتبقي من عمر المسابقة9 نقاط فقط في ثلاث جوالات, فإنها في ذات الوقت تعني الرغبة في إثبات الذات وأنه المدرب الذي لايخسر من الزمالك علي الإطلاق بعد أن قاد الشياطين الحمر لسيل من الإنتصارات علي الفارس الأبيض. وفي المقابل فالمباراة ذاتها تحمل آمال البقاء في المنافسة لحسام حسن المدير الفني للزمالك من جهة الصراع علي بطولة الدوري التي يتصدرها الأهلي بفارق خمس نقاط, خاصة أن فوز الزمالك اليوم يقلص فارق النقاط بين الفريقين لنقطتين فقط لمصلحة الأهلي وبالتالي يكون من المنطقي أن يكون هناك جديد في الأسابيع الثلاث المتبقية ليحمل الكثير من الأمل للقلعة البيضاء من خلال تعثر الأحمر في تعادل أو هزيمة خلال المواجهات الثلاث الأخيرة بالدوري. القاء اليوم يحمل أكثر من حدود المنافسة بالنسبة للعميد الذي يبحث عن الذات التي تضاءلت بعض الشيء بعد تنازل الزمالك عن القمة بمحض ارادته ومن خلال هزائم وتعادلات لا مبرر لها ولا منطق بعد أن ظل حتي الأسبوع ال24 متربعا عليها. ولعل عملية البحث عن الذات التدريبية بالنسبة لحسام حسن عميد الجهاز الفني لفريق الزمالك تدفعه للبحث عن الفوز الأول له علي الأهلي كمدرب بشكل عام وكمدير فني للزمالك بشكل خاص حيث لم يتمكن العميد من تحقيق الفوز علي فريق الأهلي منذ توليه مسئولية القلعة البيضاء في نوفمبر2009. ألتقي الزمالك تحت قيادة العميد مع الأهلي في4 مواجهات لم يحقق الفوز في أي منها حيث تعادل في3 مباريات بالدوري وخسر واحدة في كأس مصر الموسم الماضي. كانت المواجهة الأولي لحسام حسن مع الأهلي في الدور الأول لموسم2009 2010 وإنتهت بالتعادل السلبي, وهي المباراة الأولي أيضا التي قابل فيها حسام البدري المدير الفني السابق لفريق الأهلي في ذلك الوقت. أما المواجهة الثانية للعميد مع الأهلي فكانت أكثر سخونة من الأولي وإنتهت بشكل دراماتيكي خاصة بعد التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف في مباراة ظل الزمالك الفريق المتقدم فيها منذ الدقيقة الأولي إلا أنه فشل في الحفاظ علي الفوز في الثواني الأخيرة. فقد بدأ الزمالك هذه المباراة التي تعد الأجمل في تاريخ لقاءات الفريقين معا بالتسجيل مبكرا في الدقيقة الثانية عن طريق أحمد جعفر لكن عماد متعب تمكن من تعديل النتيجة للأهلي في الدقيقة17 ثم تقدم الزمالك مرة أخري في الدقيقة24 عن طريق حسين ياسر المحمدي وتعادل متعب للاهلي مرة أخري في الدقيقة43 ثم تمكن محمد عبد الشافي من إضافة الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة79 لكن محمد بركات سحب البساط من تحت أقدام الجميع في الدقيقة92 وتمكن من إدراك هدف التعادل للأهلي في موقف دراماتيكي. ستظل هذه المباراة عالقة في ذكريات أحمد غانم الظهير الأيمن للزمالك لأن الأهداف الثلاثة التي سجلها الأهلي كانت بمساعدة منه حيث لم يكن موفقا علي الإطلاق في الجانب الدفاعي رغم تألقه في الجانب الهجومي. ورغم أن هذه القمة التي انتهت بالتعادل منحت القافلة البيضاء الكثير من التفاؤل بمستقبلها تحت قيادة العميد وظن الجميع أن اللقاء الذي سيجمع بين الفريقين بالكأس سيكون في غاية الصعوبة علي الأهلي ولكن حسام حسن كان علي موعد مع مفاجأة غير سارة مع اللقاء الثالث له أمام الاهلي في دور ال16 بكأس مصر بعدما تلقي هزيمة ثقيلة بثلاثه أهداف مقابل هدف في مباراة كان الزمالك فيها هو الفريق البادئ بالتسجيل بعدما تمكن حسين ياسر من إحراز هدف التقدم لفريقه في الدقيقة الأولي من المباراة لكن الأهلي رد بثلاثية عن طريق شريف عبد الفضيل في الدقيقة17 ومحمد فضل في الدقيقة38 ثم اختتمها محمد أبو تريكة في الدقيقة.52 وكان حسام حسن علي موعد مع التعادل الرابع في اللقاء الذي إقيم بين الفريقين في الدور الأول هذا الموسم بالرغم من تغيير الأهلي لجهازه الفني قبل المباراة بعدة أيام وضعف مستوي الأهلي حينها لكن الأحمر قدم أداء جيدا خلال اللقاء وكان الأقرب لتحقيق الفوز خاصة في الشوط الثاني منها الذي تسيده تماما. ومع حسام حسن تمكن هجوم الزمالك من إحراز4 أهداف في مرمي الأهلي, بينما تلقت شباك القلعة البيضاء6 أهداف. علي العكس تماما كان تاريخ مانويل جوزيه مع الأهلي في لقاءات القمة غاية في القوة والإنجازات حيث حقق الكثير من الانتصارات التي سجلها علي القلعة البيضاء والتي جعلت من البرتغالي مانويل جوزيه المدرب الخارق بالنسبة لجماهير الأهلي بعد أن قاد الشياطين الحمر لأكثر من بطولة محلية وعربية وإفريقية بعد أن أصبح الأهلي تحت إشرافه الفني بعبع الزمالك لأكثر من ست سنوات. عمرو مخلوف