الفتنة الطائفية مؤامرة محكمة التدبير والساكت عنها شيطان أخرس والوضع فى مصر الآن جد خطير، حيث تتعدد فيه السيناريوهات التى تحرق مصر كلها، وهى تتضمن أحداثا طائفية متصاعدة ومخاوف من حرب أهلية محتملة إن لم يتم تدارك الموقف بحسم وبالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المريضة حرق هذا البلد أو اللعب بمقدراته. هناك تحريض طائفى من الجانبين المسلم والمسيحى لإشعال الفتنة والمتاجرة باسم الدين، والدين منها براء، وتزايدت مؤخرا فتاوى التشدد الذي لا يتناسب مع طبيعة المصريين السمحة، وجدنا أحدهم متحدثا عن أقباط المهجر ومستقويا بالخارج، والثانى يرحب بتقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية الذى وضع مصر فى قائمة الدول الأكثر انتهاكا للحريات الدينية، وهو الذى ما من أزمة متعلقة بالأقباط والمسلمين إلا ونجده على الفضائيات مستفزا يعطى المبررات لرد الفعل العنيف مشجعا على الاعتصامات ومحرضا عليها، الثورة اليوم مطالبة بالاستمرار لتكون مصدر إلهام للحسم وإعلاء قيمة المواطنة وليس العكس. الظاهرة الخطيرة التى نحن بصددها الآن تتطلب منا إعادة هيبة القانون وفرض الأمن على أرض الواقع لأننا نخسر كثيرا من هذا الانفلات الأمنى الذى مللنا من تكراره وحذرنا منه، ذلك الانفلات الذى يدفع من فى قلبه مرض للعبث بمقدرات هذا البلد ويتساوى هنا فلول النظام السابق أو أحد الباحثين عن وسيلة لتشويه وجه الثورة النقى الذى أصابته أدران هذه العناصر الحاقدة الذين لا يصح أن ينتسبوا إلى هذا الوطن أيا كانت ديانتهم أو عقيدتهم. آن الأوان لإزاحة هذه الأدران بالحسم وإعلاء القانون وبتر العنصر الفاسد أيا كان انتماؤه دون تفرقة أو تمييز لا عصمة لأحد عن الآخر أمام عدالة القانون التى لا ترى جنسا أو لونا أو ديانة، وإنما فقط مواطنة تخضع جميعها لأحكام القانون والبعد عن الطائفية وهى أمور وثيقة الصلة باحترام القانون.