أعتقد أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر استطاع أن يعيد للأزهر مجده ومكانته كمنارة للإسلام والمسلمين من خلال تلك الدعوة لتنظيم مؤتمر تشارك فيه كل الأطياف الإسلامية فى مصر سواء من أنصار السنة أو الإخوان المسلمين أو السلفيين وغيرهم للوصول إلى خطاب دينى متزن ومشترك يحقق وحدة المسلمين فى مصر والعالم الإسلامى أجمع. ولاشك أننا أحوج ما نكون الآن لمثل هذا المؤتمر بعدما شاهدنا ما يحدث علانية فى الشارع المصرى باسم الدين وهو منه براء من قطع للأذن والاعتداء على منابر وزارة الأوقاف مثلما حدث بمسجد النور بالعباسية وتهديد غير المحجبات بالاعتداء عليهن بالضرب وأخيرا تلك المظاهرات التى حدثت فى قنا للاعتراض على تعيين محافظ مسيحى بها. ولاعجب فكل هذا الفكر لم يظهر فجأة على السطح بعد أحداث ثورة 25 يناير لكنه كان موجودا وقائما كامنا أحيانا وظاهرا أحيانا أخرى من خلال دعوات مختلفة يطلقونها بين الحين والآخر عبر الفضائيات، ولطالما نادينا بضرورة أن يقوم الأزهر بإنشاء قناة تحمل اسمه يواجه من خلالها هذا الفكر المتشدد حتى لا يقع الناس فى صراع التطرف والانجراف إلى المجهول وكم أتمنى أن يبادر فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب بإنشاء تلك القناة لتصحيح المفاهيم وتوضيح الصورة الوسطية للإسلام والمساعدة فى لم الشمل واحتضان مختلف التيارات الإسلامية الذين تحكمهم جميعا شريعة الله وسنة نبيه «ص»، فالاختلاف الفقهى على مختلف تياراته ومذاهبه لابد فى النهاية أن يتحد من خلال مرجعية وسطية واحدة فالاتحاد قوة وكما قال سبحانه وتعالى «ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».