إعلام عبرى: مبعوث ترامب ووالدة عيدان ألكسندر فى الطريق لإسرائيل لاستعادته من حماس    أغنية مش مجرد حب لرامي جمال تقترب من تحقيق مليون مشاهدة (فيديو)    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    النصر يتطلع للعودة إلى الانتصارات بنقاط الأخدود    أمن الإسماعيلية: تكثيف الجهود لكشف لغز اختفاء فتاتين    بينهم أطفال.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين في حادثين منفصلين بالأقصر    الدولار ب50.56 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 12-5-2025    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    أمريكا تعلق واردات الماشية الحية من المكسيك بسبب الدودة الحلزونية    وفري في الميزانية واصنعيه في البيت، طريقة عمل السينابون    جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة فى رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    بعد ضم 5 نجوم.. 3 صفقات سوبر منتظرة في الأهلي قبل كأس العالم للأندية    أصالة تدافع عن بوسي شلبي في أزمتها: "بحبك صديقتي اللي ما في منك وبأخلاقك"    الصراع يشتعل على المقاعد الأوروبية.. جدول ترتيب الدوري الألماني    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الاثنين 12 مايو    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    حريق هائل يلتهم محصول القمح في الغربية    ملخص أهداف مباراة الاتحاد والفيحاء في دوري روشن السعودي    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    خاص| سلطان الشن يكشف عن موعد طرح أغنية حودة بندق "البعد اذاني"    عمرو سلامة عن مسلسل «برستيج»: «أكتر تجربة حسيت فيها بالتحدي والمتعة»    عمرو سلامة: «اتحبست في دور المثير للجدل ومش فاهم السبب»    ترامب: سأعلن عن خبر هو الأهم والأكثر تأثيرا على الإطلاق    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    البترول تعلن شروطها لتعويض متضرري "البنزين المغشوش"    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    عاصفة ترابية مفاجئة تضرب المنيا والمحافظة ترفع حالة الطوارئ لمواجهة الطقس السيئ    بسبب ذهب مسروق.. فك لغز جثة «بحر يوسف»: زميله أنهى حياته ب15 طعنة    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    محافظ الشرقية يصدر قرارًا بتكليف رئيس جديد لصان الحجر    أسعار كرتونة البيض اليوم 11 مايو 2025    سعر الذهب اليوم الإثنين 12 مايو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    عاد إلى إفريقيا.. الوداد يحسم مشاركته في الكونفدرالية بفوز في الجولة الأخيرة    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    ندوة "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فتاوى دار الإفتاء المصرية" بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    فلسطين.. الاحتلال يقتحم كفر اللبد ويعتدي على شاب من ذوي الإعاقة شرق طولكرم    مشاجرة عائلية بسوهاج تسفر عن إصابتين وضبط سلاح أبيض    وفاة طالب بطهطا بعد تناوله قرص غلة بسبب خلافات أسرية    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    الاعتماد والرقابة الصحية: القيادة السياسية تضع تطوير القطاع الصحي بسيناء ضمن أولوياتها    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    جامعة بنها تطلق أول مهرجان لتحالف جامعات القاهرة الكبرى للفنون الشعبية (صور)    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«روزاليوسف» تقتفى أثر اللوحة المختفية منذ 65 سنة: تجليات «الراهبة» من القاهرة إلى نيويورك!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 11 - 05 - 2025

أثناء وجوده بأمريكا لمعرضه الشخصى كتب فنان الكاريكاتير «عمرو فهمى» عبر صفحته الشخصية: «رأيتها أخيرًا وجه لوحة «الراهبة» أيقونة الفنان الرائد أحمد صبرى». كما نشر «فهمى» صورة له يجلس ومن خلفه على الحائط لوحة «الراهبة» بمقر البعثة الدبلوماسية بنيويورك. «الراهبة» واحدة من أشهر اللوحات الغائبة عن مصر منذ 65 عامًا ولم تعد حتى الآن، ومن مقتنيات متحف الفن المصرى الحديث بدار الأوبرا التابع لوزارة الثقافة المصرية.
الاسم الحقيقى للوحة «تأملات» كما سماها أحمد صبرى عند عرضها. إلا أن النقاد أطلقوا عليها «الراهبة» تكمن أهميتها أنها لرائد فن البورتريه بمصر والعالم العربى الفنان أحمد صبرى (20/4 /1889 - 8/3/1955) أشهر أعماله رسمها أثناء فترة إقامته فى باريس، وعرضت بمعرض «الجران باليه» بباريس وحصل عليها على جائزة الشرف الأولى فى «صالون باريس» الدولى 1929.
تسابق الفنانون بمطالبة عودتها لمصر، وعودة كل أعمال رواد الفن المصرى الغائبة من 65 عامًا. من الفنانين الفنان أيمن لطفى كتب: «الراهبة هى «موناليزا مصر» ويجب أن تعود إلى متحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا. وما الفائدة فى وجودها فى مقر سفارة أو بيت سفير، بالتأكيد زوار المتاحف أكثر من زوار سفارة. الراهبة لوحة متحفية من كنوز الفن المصرى والعربى، لماذا لا نستعيدها ويمكن أن تستبدلها بأعمال لفنانين آخرين».
ومن أكثر المهمومين بغيابها الفنان التشكيلى «خالد السماحى» قال : «متى ترجع الراهبة إلى مكانها بمتحف الفن الحديث، من حق كل الأجيال أن تراها وأن تعرض بالمتحف لزوار مصر وللدارسين والمتخصصين. ونحن محظوظون بوجود وزير ثقافة مصر ورئيس قطاع الفنون التشكيلية كلاهما فنانان كبيران ويعلمان قدر وقيمة راهبة أحمد صبرى. ولن يتأخر أحدهما فى بدء إجراءات عودتها».
وحين تتبعنا سير لوحة «الراهبة» منذ خروجها من مصر1960 ولم تعد حتى هذه اللحظة، وجدنا تفاصيل متشابكة ومتداخلة أقرب إلى الألغاز، وأنها ليست الوحيدة الغائبة عن مصر منذ 65 عامًا، بل خرجت معها أعمال نادرة لرواد الفن المصرى.
كيف خرجت الراهبة من مصر؟
خروج الأعمال الفنية من المتاحف الفنية التشكيلية بوزارة الثقافة يتم بنظام الإعارات والمتبع إعارة العمل الفنى لمدة سنة واحدة. وإما أن تعود الأعمال أو يجدد لها بحسب رؤية الجهة المُعارة. أو تخرج الأعمال من المتاحف للمشاركة فى فعاليات فنية دولية أو محلية، على أن تعود الأعمال بعد انتهاء فترة العرض إلى مقرها بالمتاحف.
خرجت لوحة «الراهبة» ليست كإعارة لسفارة، بل لمعرض فنى وكانت ضمن واحد وأربعين (41) لوحة فنية من مقتنيات متحف الفن المصرى الحديث. خرجت الأعمال بتاريخ 13 /5 / 1960 للعرض ب «مونتيفيديو» - عاصمة أوروجواى - أمريكا الجنوبية.
فى تلك الفترة صرح الأستاذ عبدالمنعم الصاوى وكيل وزارة الثقافة والإرشاد القومى بأنه اعتمد كشفًا يضم (واحدًا وأربعين) لوحة فنية من أعمال رواد الفن المصرى وذلك لعرضها. وبعد انتهاء فترة العرض عاد إلى مصر ثلاثون لوحة، وفقدت إحدى عشرة لوحة من بينها لوحة «الراهبة» وأعمال أخرى لها قيمتها الفنية والتاريخية.
ومن جانب المشرف على متحف الفن المصرى الحديث بالأوبرا الفنان والناقد الفنى الراحل أحمد فؤاد سليم (1936 - 2009) كتب شهادته بمقالته بتاريخ 30 أغسطس 2006 ونشرها بكتابه «الفن وأحواله» ص 129 : 131، تحت عنوان: «ليست وحدها «الراهبة» التى ضاعت للرائد أحمد صبرى».
بمقالته ذكر «سليم»: «إنها ليست الراهبة وحدها التى ضاعت فى الدهاليز بين سفارات وزارة الخارجية المصرية، الراهبة هى إحدى لوحتين لأحمد صبرى وتحملان نفس الاسم «الراهبة» ورسمهما فى السنوات بين (1927 – 1930)، واللوحة الثانية موجودة من مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية. إنما لقى نفس مصير الراهبة عدد من لوحات لرواد الفن هى: لوحتا «زوبعة على الكورنيش»، و«قبرص بعد العاصفة» «لرائد الفن المصرى محمود سعيد، ولوحات» «زهور» لراغب عياد، و«عدالة الفلاحين للفنانة «بورشار سميكة»، و«ذو المظلة» للفنان عفت ناجى، و«تكوين» لمصطفى الأرناؤوطى، و«فى السوق» لزينب عبدالحميد، ثم ««عيد أحد السعف» للفنان محمد ناجى، التى دمرت قماشها حتى كادت ملامحها أن تطمس فى عمليات الشحن».
اختفاء وظهور غامض بعد 12 عامًا!
وعن خطوات البحث عن الأعمال الفنية المفقودة ذكر «سليم»: أن رئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان محسن شعلان ظل 12 عامًا متواصلة يبحث عن إحدى عشرة لوحة مفقودة. وكان يبعث بمخاطبات رسمية ومراسلات أقرب إلى الإلحاح والتوسل لسفارتنا «مونتيفيديو - أوروجواى»، ولكن مع الأسف دون جدوى. ثم فى يناير1973 حرر مدير عام السكرتارية العامة بوزارة الخارجية خطابًا إلى مدير عام الفنون الجميلة معتذرا عن عدم إمكانية الرد على تساؤلات مدير متحف الفن الحديث عن مكان ال 11 لوحة وقال بخطابه: «لم يصلنا رد بعثة جمهورية مصر العربية فى نيويورك وسنوافيكم به فور وصوله».
ويرى «سليم» أن هذا الخطاب يشير إلى أن «مونتيفيديو» وهى الجهة التى استقبلت الأعمال 1960 رفعت يدها عن مسئوليتها وأنه جار البحث عن اللوحات بمكان آخر بسفارة مصر بنيويورك وهى جهة مختلفة تمامًا. وختم «سليم» مقالته بقوله: «علمت أن بعد اتصال تليفونى منفرد بين العلاقات الثقافية بالقاهرة وبين وكيل وزارة الثقافة والإرشاد القومى، تم الاتفاق على توزيع ال 11 لوحة على مقر بعثة مصر بنيويورك، وعلى سفارة مصر بواشنطن وعلى عواصم أخرى بأمريكا».
وبعد هذه المعلومة الواردة بمقالة «سليم» اطمأنت وزارة الثقافة أن 11 لوحة المفقودة منذ 12 عامًا متواجدة، ولكن تم توزيعها على سفارتنا بأمريكا، ولكن هذا التوزيع تم بدون علم الجهة المُعارة. ولا أحد يعلم أين كانت الراهبة ورفاقها لمدة 12 عامًا، إلا لو حدثت المعجزة ونطقت الراهبة..!
نزار أحمد صبرى : أعيدوها تنفيذًا لوصية والدى
الابن «نزار أحمد صبرى» طالب بعودة راهبة والده وظل يبحث عن اللوحة حتى رحيله عام 2014. وكنا محظوظين بإجراء حوار خاص معه حول كواليس لوحة «الراهبة»، ونشر الحوار بروزاليوسف بتاريخ 12 مايو 2011.
أهم مما جاء بالحوار بخصوص مكان اللوحة وما أوصى به الفنان أحمد صبرى قال «نزار صبرى»: عرض على والدى من أكثر من مقتنى أعمال ومن متاحف عالمية منها متحف اللوفر بباريس وذلك لشراء لوحة الراهبة، لكن والدى رفض بيعها وقال : «لوحاتى من حق مصر وبلدى أولى بها». واقتنت إدارة المتاحف بوزارة الثقافة المصرية اللوحة ب75 جنيهًا مصريًا، وبعد وفاته فى 8 مارس 1955 اقتنت الدوله عددًا كبيرًا من أعماله. وتم عمل قاعة خاصة له باسمه قاعة «أحمد صبرى» فى مقر المتحف القديم فى شارع قصر النيل. وحين تم افتتاح المتحف الجديد بمقره الحالى بالأوبرا متحف الفن المصرى الحديث عرضت أعماله. ولكن لم يخصص له قاعة خاصة كما كانت، وأريد أن أعيد الراهبة من أجل تنفيذ وصيته».
وعن مكان اللوحة قال نزار: «بعد سنوات من البحث والوزارة قالت لى لا نعلم منتظرين رد الخارجية. علمت بالصدفة من الفنان الكبير «صبرى راغب» أنه كان فى زيارة لأمريكا وتقابل مع الدكتور «عصمت عبدالمجيد» بمكتبه فى مقر الأمم المتحده بنيويورك. وأبلغه أننا نريد استعادة اللوحة، إلا أن دكتورعصمت عبدالمجيد قال إنه لن يعيد اللوحة إلا عند انتهاء فترة وجوده بأمريكا لأنه معجب جدا بعظمة اللوحة ومتذوق لجمالياتها. ثم علمت بعد ذلك أن اللوحة انتقلت إلى واشنطن فى عهد السفير «عبدالرؤوف الريدى».
ودكتور أحمد نوار أبلغنى أن اللوحة موجودة وشاهدها بنفسه ويجدد لها سنويا على سبيل الإعارة».
قطاع الفنون يمنع إعارة أعمال الرواد
وأثناء عام 2011 الفنان الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق رغم أحداث المنطقة، إلا أنه لم يتأخر فى اتخاذ إجراءات أرسل إلى روز اليوسف ردًا تفصيليًا على ما جاء فى حوار «نزار أحمد صبرى» «ونشر الرد 11 مايو 2011 روز اليوسف».
ذكر «رضا»: «إن الراهبة واحدة من ضمن مجموعة كبيرة من الأعمال السابق إعارتها، حيث إن فترات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات هى أكثر الفترات التى تمت فيها إعارة أعمال للرواد الفن المصرى إلى سفارتنا بالخارج. قطاع الفنون يعيد النظر فيما يخص إعارات أعمال الرواد ومنع إعاراتها. وتم مخاطبة وزارة الخارجية لمخاطبة سفاراتنا بالخارج من أجل استعادة الأعمال. وتم تشكيل لجان متخصصة لإنجاز هذه المهمة، وتستغرق خطة إعادة الأعمال قرابة الستة أشهر على الأقل. وعند استعادة الأعمال سوف يتم الكشف عن أصالتها بالطرق العلمية».
الراهبة تطوف من واشنطن إلى نيويورك
أعلن الفنان الكبير دكتور أحمد نوار أثناء فترة رئاسته للقطاع الفنون التشكيلية وذلك بندوة بالصالون الثقافى بالأوبرا 1993 بحضور الفنان «صبرى راغب». ذكر «نوار»: «إن الراهبة موجودة ورأيتها بنفسى أثناء زيارتى لسفارة مصر بواشنطن، واللوحة ملك مصر 100 % موضوعة فى أحسن مكان يمثل مصر هناك.
وعندما نشعر أنها فى حالة يشوبها جزئية بسيطة من الإهمال لن نتأخر فى عودتها فورًا إلى مصر». كما تحدث «نوار» عن أهمية اللوحة أنها غالية على مصر ونعتز بها جميعا، وجزء من تاريخ مصر الفنى لا يستطيع أحد أن يتجاهله. وأن ليست الراهبة فقط هناك لوحات كثيرة فى سفارات مصر بدول العالم، وأن هذا أمر طبيعى أن جميع دول العالم تضع أعمالًا لكبار فنانيها بسفاراتها.
- وتمر السنوات ويأتى شاهد آخر يؤكد أن الراهبة تجلت، وليست بسفارة مصر بواشنطن بل انتقلت للإقامة بنيويورك. حيث أصدر دكتور»«حسام رشوان» «الباحث فى شئون الحركة الفنية التشكيلية بتاريخ 29 مارس 2015 بيانًا توضيحيًا قال فيه: لقد رأيت لوحة «الراهبة» بمقر رئيس وفد مصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وكان ذلك أثناء شهر يوليو 2013. حيث كان «رشوان» «يقوم بإعداد الكتالوج الموسوعى عن سيرة ومسيرة الفنان «محمود سعيد» وكانت ترافقه المؤرخة والناقدة «فاليرى دى هس». وقاما بتكليف مصور عالمى لتصوير لوحة «ذات العيون الخضراء» «إحدى أهم وأشهر لوحات «محمود سعيد «الموجودة أيضا بمقر إقامة السفير، والمُعارة أيضا من نصف قرن. وبناء على طلب من السفير «معتز أحمدين خليل «قاموا بتصوير لوحة «الراهبة».
وتجلًّ ثالث للراهبة وبتاريخ 15 يونيو 2015 بجريدة «الأخبار» بمقالتين للفنان والناقد الفنى دكتور طارق عبدالعزيز مضمون المقالة الأولى أن لوحة الراهبة موجودة بمقر سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة بنيويورك، والمقالة الثانية اللوحة موجودة بمنزل السفير وذلك بشهادة زوجة السفير، نشر مع المقالة صورة تؤكد مكان اللوحة.
مخاطبات رسمية بلا عودة
ومن جانب قطاع الفنون التشكيلية، فكم من المخاطبات الرسمية تمت بين رؤساء قطاع الفنون التشكيلية ووزراء الخارجية على مدار سنوات كثيرة. ومن متابعتنا الدائمة لرحلة الراهبة تم مخاطبات يصعب حصرها على سبيل المثال الفترة من (2016: 2019 ) تقدم الفنان التشكيلى أ. د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق بمخاطبات للخارجية يتساءل عن كل اللوحات المُعارة بحسب ما هو موثق بسجلات الإعارة. ويصله الرد من وزارة الخارجية أن الأعمال متواجدة. ولكن للراهبة أحمد صبرى حالة خاصة أنها تتنقل من سفارة مصر بواشنطن إلى سفارة مصر بنيويورك إلى منزل السفير.
وأيضا كم من المخاطبات تمت للمطالبة بعودة جميع اللوحات المُعارة، وبالأخص التى مر على إعارتها أكثر من 65 عامًا وذلك للمعاينة والترميم والصيانة. ومخاطبات لاستبدال الأعمال المُعارة بأعمال أخرى. وقد أرسل د. خالد سرور إلى دكتور إيناس عبدالدائم وزيرة الثقافة الأسبق خطابًا رسميًا لاسترداد جميع اللوحات المُعارة بالخارج، وقد استجابت الوزيرة وطلبت تشكيل لجنة للبدء بالعمل، حيث إن هذا يتطلب فترة طويلة من الحصر والمراسلات للخارج.
ويبدو أن أ.د. خالد سرور قد فقد الأمل بعودة اللوحات بالمخاطبات، فأرسل خطابًا عام 2019 يطالب بتشكيل لجنة من متخصصين من قطاع الفنون التشكيلية ومن وزارة الخارجية، وذلك للسفر فى أقرب وقت لمقر إعارة الأعمال لمعاينة الأعمال وفحصها بمكان إعارتها. ولكن مع الأسف حتى هذا الإجراء لم يتم.
وحين طالت غربة لوحة «الراهبة»كتب الفنان دكتور أحمد نوار رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة العديد من المقالات الصحفية مطالبا بعودتها، وأيضا أرسل خطابات رسمية لوزارة الثقافة منها: خطاب توصية بتاريخ 17/7/ 2018 إلى وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدائم، وألحقه بخطاب آخر بتاريخ 29/ 9/ 2019 جاء فحوى الخطابات أن أعضاء مجلس إدارة جمعية محبى الفنون الجميلة اتخذ قرار توصية بالإجماع بضرورة عودة لوحة «الراهبة»أشهر أعمال الفنان أحمد صبرى، والموجودة بمقر إقامة سفير مصر بواشنطن، إلى أرض الوطن لتستقر بمكانها الطبيعى متحف الفن المصرى الحديث. وذلك بعد أن طال احتجابها عن مواطنيها لسنوات عدة، حًرم خلالها الفنانون والأكاديميون وطلاب الكليات والمعاهد الفنية والنقاد والمؤرخون والباحثون ومتذوقو الفن المصرى من مشاهدتها ودراستها، نظرا لافتقادهم نموذجا من أهم الرموز التى أجمع على أهميتها من نقاد الفن المصرى.
وبعد ما سردناه توصلنا إلى أن الراهبة ظلمت وبسبب طول فترة غيابها وثقت فى مقالات النقاد وفى الإصدارات الثقافية وفى الأبحاث الأكاديمية أنها إحدى اللوحات المفقودة التى يصعب تحديد مكانها الدائم تختفى بمكان وتظهر بمكان آخر، ومؤخرا أشهر اللوحات الغائبة عن مصر بعدما عرف مكانها، وحاليا المستقرة بإقامة شبه دائمة بأمريكا بموجب الإجراءات الرسمية وبتجديد إعارتها 65 عامًا متواصلة !
الراهبة والموناليزا
أطلق نقاد الفن على «الراهبة» أنها «الموناليزا المصرية»، لكن هل فعلنا بالموناليزا المصرية مثلما فعل متحف اللوفر بلوحة «الموناليزا» للفنان الايطالى «ليوناردو دافينشى». فمنذ أن اقتنى متحف اللوفر الموناليزا عام 1911، لم تخرج الموناليزا من جدران المتحف، بل يجدد لها طريقة العرض، ويتم ترميمها وصيانتها بشكل دورى. ويأتى الزوار للموناليزا خصيصًا من كل أنحاء العالم شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا، وأصبحت الموناليزا واللوفر كلاهما يحصد شهرته من الآخر. وهذا ما نريده لمتاحفنا الفنية الترويج للسياحة التشكيلية من خلال كنوز متاحفنا.
نأمل من وزير الثقافة الفنان القدير «أحمد فؤاد هنو» تحقيق مطلب الفنانين والنقاد والأكاديميين والباحثين باستعادة الأعمال المُعارة منذ زمن طويل. ونعلم أن الأمر ليس سهلاً كما يتصورالبعض وقد يستغرق وقتًا، وربما استعادة الأعمال باستبدالها بأخرى حفاظًا على صورة الفن المصرى بسفارتنا بالخارج. ولن نفقد الأمل، بل يرتفع طموحنا أننا سوف نقيم احتفالاً خاصًا بروادنا العائدين إلى متاحفنا، وليكتب التاريخ صفحة جديدة بعنوان «العائدون من غربة 65 عامًا».
1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.