في عام1960 غادرت الراهبة ارض الوطن ولم تعد حتي الآن.. سنوات طويلة من الغربة والترحال بل والضياع.. والراهبة هي لوحة للفنان الراحل أحمد صبري رائد فن البورتريه في مصر، والتي فازت بجائزة الشرف بصالون باريس الدولي عام..1929 رفض صاحبها بيعها في باريس آنذاك قائلا مصر أولي بها.. تري هل أخطأ في هذا ؟, ربما لو كان يعلم احمد صبري ما آل إليه حالها لأعاد التفكير في بيعها هناك.. تقدر اللوحة الان بحوالي75 مليون دولار. وكان متحف الفن المصري الحديث قد اشتراها من الفنان بعد عودته من باريس ب75 جنيها, ووقتها ثار مجلس الشيوخ كيف تتحمل الحكومة المصرية هذا المبلغ الكبير, وتدخل محمد محمود خليل باشا للدفاع عن اللوحة لمعرفته قيمتها وعلمه أن الفنان رفض بيعها في فرنسا بأضعاف هذا المبلغ. يقول اللواء السابق نزار الابن الأصغر للفنان احمد صبري خرجت لوحة الراهبة وهي تسمي أيضا تأملات منذ أكثر من50 عاما للمشاركة في احد المعارض الخارجية واختفت بعد ذلك إلي أن كان الفنان صبري راغب وهو احد تلامذة والدي في زيارة لمدينة نيويورك فذهب لزيارة الدكتور عصمت عبد المجيد المندوب الدائم بالأمم المتحدة آنذاك في مكتبه ففوجئ باللوحة معلقة هناك. ويضيف نزار: عندما علمت بمكان وجودها طالبت الدكتور عصمت بعودة اللوحة فرفض قائلا بعد انتهاء خدمتي, وبعد ذلك انتقلت اللوحة إلي سفارة مصر في واشنطن وطالبت كثيرا بعودتها وعرضها في متحف الفن المصري الحديث, ولكن ما أكثر الوعود التي لم تنفذ إلي أن اختفت تماما, والسؤال ماذا فعلت كل من وزارة الخارجية و وزارة الثقافة المصرية تجاه ضياع جزء من ثروة مصر؟ ولماذا لم يتم عمل بلاغ للانتربول عن اختفائها ؟ ويناشد نزار المجلس الأعلي للقوات المسلحة محاسبة المسئولين عن ذلك وإعطاء التعليمات لمعرفة مكان اللوحة. كما يتمني عودة اللوحات الخاصة بوالده التي توجد خارج المتحف وعددها11 من أصل41 لوحة ملك المتحف, ويطالب باسترجاع وتجديد قاعة احمد صبري بالمتحف وعرض لوحات الفنان مع الميداليات وشهادات التقدير التي تبرعت بها الأسرة ولكنها ما زالت ملقاة في المخازن. ويقول الدكتور اشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق: أثناء رئاستي القطاع بدأت مشروع حماية لوحات الرواد من السرقة والتزييف والتزوير, وبدأ التسجيل الالكتروني في متحف الفن المصري الحديث لإصدار بطاقة هوية باسم اللوحة, الفنان, سنة الإنتاج, الخامة, المقاس والبرواز ومن ضمن الخطة كان لابد من مراجعة اللوحات التي أعارتها وزارة الثقافة من مقتنياتها إلي سفاراتنا في الخارج أو إلي جهات مختلفة داخل القطر. ويضيف دكتور رضا واجهتني بعض المشكلات سواء من لوحات مفقودة او تالفة أو غير موجودة وعلي رأسها لوحة الراهبة التي قمت بالاستعلام عنها ولم يكن لها وجود, فقمت بأجراء الاتصالات الرسمية مع الملحق الثقافي المصري للسفارة المصرية بواشنطن الذي وعدني بالبحث عن خط سيرها, و حتي انتهاء فترة رئاستي للقطاع لم يصلني اي رد من السفارة عن وجودها او عدمه بالرغم من وجود شهود عيان رفض ذكر أسمائهم اقروا بأنهم شاهدوا اللوحة في أواخر التسعينيات بمقر السفارة هناك. ويبقي السؤال متي تعود الراهبة الي وطنها وتكون مصر فعلا أولي بها ؟عملا بمبدأ صاحبها,, سيحاسبنا التاريخ علي هذا الإهمال والتفريط في ثرواتنا, ولمصلحة من هذا الصمت والتجاهل؟!