إكس - تفهام؟

يتحدث العالم هذه الأيام عن تحول عصفورة تويتر إلى رمز حرف (X) الذى لا مبرر له من وجهة نظر كثيرين.. وقد وصفت المواقع هذا التحول المفاجئ الذى صنعه (إيلون ماسك) بأنه قد قتل العصفورة الزرقاء بنصل حرف (الإكس).
دفع هذا كثيرين للبحث عن سبب اختيار هذا الحرف.. منهم من بحث فى ماضى (إيلون ماسك) ووجدوا أن بداية عمله كانت تأسيس شركة (إكس دوت كوم) والتى تحولت إلى (باى بال) الشهيرة.. وأن شركته لاستكشاف الفضاء وتصنيع الطيران الفضائى اسمها (سبيس إكس).. وأحد موديلات سيارات (تسلا) الكهربائية التى يمتلكها يدعى (تسلا موديل إكس).. وقد أعلن (ماسك) مؤخرًا عن إطلاق شركة جديدة للذكاء الاصطناعى باسم (إيه – آى إكس) تهدف إلى فهم الطبيعة الحقيقية للكون!! والأعجب أن اثنين من أبناء الملياردير الكندى – الأمريكى قد أسماهما مستخدمًا الحرف – أو الرمز – نفسه؛ فقد دعا ابنته (إكسا) وابنه أسماه اسمًا عجيبًا مركبًا ولكنهم ينادونه ب (إكس)!!
صار الأمر علامة استفهام – أو إكس-تفهام – كبيرة.. ما هذا الإصرار على استخدام (إكس) فى كل شيء حتى لدرجة تغيير علامة تويتر الشهيرة جدًا جدًا والمتفردة فى شكلها وقيمتها التجارية والرمزية إذ يغرد الناس فى رحابها تغريدات تملأ الكون تمامًا كالعصافير؟ ومن جراء السرعة قامت تويتر لا بتغيير اللوجو إلى (إكس) فحسب، بل وبوضع لافتة (إكس) كبيرة ومضيئة فوق مقر الشركة فى سان فرانسيسكو، وذلك قبل الحصول على التصاريح اللازمة لوضع اللافتة؛ ما دعا بعض سكان المدينة للشكوى للسلطات وتحول الأمر إلى مشكلة وغرامات.. واضطرت الشركة لإنزال اللافتة المضيئة من فوق المبنى.. فصار بلا (تويتر) ولا (إكس)!!!
ما هذا الرمز؟ نعرف جميعًا عدة معان لرمز (إكس).. فهو المجهول فى معادلات الجبر.. المجهول الذى يحاول الجميع الوصول إلى كشفه.. وحين ينكشف قد يكون عددًا كبيرًا أو صغيرًا أو حتى مجرد صفر، أو أقل.. وهو يمثل فى الأرقام اللاتينية (10) رمز الامتياز.. وفى خرائط الكنز فى القصص القديمة يوضع الرمز (إكس) فى مكان الكنز.. كما يعنى شكل الحرف عند البعض: «سيفان متقاطعان».. أما فى بعض الحضارات القديمة فيرمز شكل هذا الحرف لنهاية حياة وبداية حياة أخرى وولادة جديدة، وذلك لأن شكل الحرف إذا قسمته نصفين فى أى اتجاه يكون صورتين متطابقتين متعاكستين وكأنهما عالمين.. وقد يكون هذا التطابق فى نصفى الشكل عبارة عن رمز للثنائية بشكل عام: الخير والشر وتضادهما.. الإنسان والطبيعة وصراعهما.. الجسد والروح.. الرجل والمرأة.. أو حتى أى تنافس بين قوتين أو شركتين أو شخصين يحاول كل منهما السيطرة على العالم، ولكن العالم لا يسير بدون وجودهما معًا.. أما فى عالم المقاسات فيستخدم فى (XS) و(XL) وذلك للتعبير عن المبالغة فى الصغر أو الكبر.
(أوبتيموس) هو روبوت إيلون ماسك الذى ظهر مؤخرًا يلوح بيده للحضور فى فعالية تقديمه للعالم كأول روبوت يستخدم فيه الذكاء الاصطناعى ليكون أكثر أنسنة من سابقيه، ويستخدم عقله - لا أدرى كيف – فى حل المشكلات التى تواجهه.
هل يرى ماسك علامة (إكس) مجرد تميمة حظ؟ أم شكلًا من أشكال المجهول التى تجذب الناس للبحث عن قيمتها؟ أم امتياز العشرة على عشرة؟ أم المبالغة فى الكبر؟ هل يراها فى شكل سيفين يشن بهما حربًا ما؟ ربما ضد منافسيه، أو ضد العقل الإنسانى، أو معه؟ أم يراها رمزًا لنهاية عالم قديم وولادة عالم جديد يحيا فيه متناقضان وهما: الإنسان، وأوبتيموس الذى يعنى اسمه (الأفضل)؟
أتمنى أن يسود رمز (X) بلغة السوشيال ميديا ألا وهو (العناق).