كان وجه «طارق لطفى» من أكثر الوجوه المبشرة بالنجومية، فمنذ بدايته فى بعض الأعمال التليفزيونية مثل «ليالى الحلمية» و«العائلة».. كان الجميع يتوقع له أن يكون ذا شأن كبير فى عالم السينما تحديدًا، نظرا لما امتلكه من صفات ال(جان) الشكلية والقدرات التمثيلية الكبيرة. ولكن تمر السنوات حتى يصل «لطفى» للمكانة التى انتظرته طويلا، البداية كانت فى الدراما من خلال أدوار متميزة ومؤثرة فى أعمال لأبطال آخرين، إلى أن جاءته البطولة الأولى فى «بعد البداية» والذى كانت من خلاله البداية.. وبعد ثبات الأقدام بقوة فى الدراما ينتقل «طارق لطفى» للسينما ليؤكد أنه قادر على ترويضها هى الأخرى، وبفيلم مختلف ومتميز، حقق إيرادات كبيرة فى أيام قليلة، عاد «لطفى» للسينما وبقوة.. انطلاقا من فيلمه الجديد بدأنا معه هذا الحوار.. ما الذى جذبك لفيلم «122»؟ - عندما يعرض على أى سيناريو أقرأه جيدا، وبعدها إما أن يوافق عليه عقلى أو أشعر بحالة ما فى قلبى تجعلنى أقبله. ولكن فى فيلم «122» كان هناك تناغم واتفاق واضح وصريح بين العقل والقلب معا. فما يقدم فى السينما المصرية دائما ما يسير فى اتجاهين وهما الكوميديا والأكشن وعلى استحياء تقدم الأعمال الرومانسية، أما عن أفلام الرعب فلم يخاطر المنتجون بها خوفاً من الخسارة. لذلك ففى هذا الفيلم كانت المخاطرة محسوبة فكل عنصر من عناصر الفيلم كامل الأركان بداية من الكتابة المختلفة والتى لم تقدم من قبل فى السينما، وطريقة سرد الأحداث والتشويق والإثارة، بالإضافة إلى جهة الإنتاج التى أعتبرها أهم عنصر فى الفيلم ،فبغير إنتاج قوى ومحترم لم يكن العمل ليخرج بهذه الجودة، أيضا فريق الممثلين فكل ممثل بالفيلم هو بطل، حتى وإن كان يؤدى مشهدا واحدا فقط ،ولن ننسى الصورة أيضا خاصة أن الفيلم يقدم بتقنية X4D التى تقدم لأول مرة فى مصر.. كل هذه العوامل جعلتنى أثق بأن هذا الفيلم سيكتب له النجاح وسيكون منبرا لأعمال أخرى من نفس النوعية، فأنا على يقين بأن الفترة المقبلة ستشهد تقديم 5 أفلام أو أكثر من نفس نوعية «122». تقدم دور الطبيب الفاسد، وهى شخصية مركبة تمر بمراحل ما بين انعدام وصحوة الضمير..كيف قمت بالتحضير لتلك الشخصية؟ - هذا صحيح.. ومن دون الخوض فى تفاصيل الأحداث، فالشخصية تمر بمراحل مختلفة، كما أننى لم أقدم مثل هذه النوعية من الأدوار فى أى من أعمالى الفنية السابقة، فالتحضيرات كانت كثيرة ومتواصلة للاتفاق على الخطوط العريضة لكل شخصية. كما قلت فإن أعمال الرعب ليس لها وجود على الخريطة السينمائية. ما السبب فى رأيك ؟ - هناك عوامل كثيرة ساهمت فى اختفاء هذه النوعية من الأعمال، ففى البداية كانت هناك محاولات فى تقديم بعض الأعمال ولكنها كانت دون المستوى فكانت الخسارة هى عنوان التجربة. لذا عزف المنتجون عن تقديمها وفضلوا (اللعب فى المضمون).. ولكننى سعيد بتجربة فيلم «122» لأننا سنكون سببا فى التوجه المقبل نحو هذه النوعية من الأفلام التى تنافس وبقوة النوعيات الأخرى من الكوميديا والأكشن، خصوصًا وأن إيرادات الفيلم تخطت حاجز ال 3 ملايين و 800 ألف جنيه فى ثلاثة أيام فقط، وهذا رقم كبير. هل حجم الإيرادات يشغلك؟ - بالتأكيد، فالسينما عكس التليفزيون. بمعنى أن الأعمال التليفزيونية دائما تقاس بنسب المشاهدة على «اليوتيوب» والمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعى، والحديث عن أن العمل رقم واحد فى مصر وكل هذه الأمور ما هى إلا أكاذيب وخير دليل على ذلك أن الفنان العالمى «روبرت دى نيرو» لم يتخط حاجز ال 9 ملايين متابع، فما بالك ببعض النجوم لدينا الذين يتحدثون عن ملايين الملايين، فنسب المشاهدة والمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعى جميعها تُشترى بالمال وليست حقيقية على الإطلاق، على عكس السينما فأنا لا أملك أن أدفع 50 مليون جنيه على سبيل المثال لزيادة حجم الإيرادات.. وهنا يظهر الفرق بين النجاح الحقيقى والنجاح المزيف. 8 سنوات بين فيلم «122» وفيلم «بنتين من مصر» ما سر غيابك عن السينما كل تلك الفترة؟ - ليس غيابا بقدر ما هو حرص على تقديم الأفضل فقبل «122» رفضت ثلاثة أفلام لم أجد فيها ما يشجعنى على خوض التجربة إلى أن جاءنى فيلم «122» وجعلنى أخوض تلك المغامرة المحسوبة التى استمتعت بها بشدة وأثق فى الله أن النجاح سيكون حليفا لها وقد كان. حقق لك مسلسل «مع سبق الإصرار» الذى قدمته عام 2012 نقلة فنية وفارقة. كيف كان هذا التغيير الجذرى؟ - شخصية «منير الدويرى» فى هذا المسلسل، كانت نقلة نوعية ومختلفة تمامًا عما قدمته من قبل وهنا كان النجاح فالفنان حين يخوض المغامرة يكون النجاح كبيرا على عكس الأدوار المضمونة التى تحقق نجاحا معقولا.. وفى هذا المسلسل لا أستطيع أن أقول إن النجاح،منحصر فى شخص واحد، ولكنه مقسوم ما بين فنان يؤمن بقدراته وينتظر الفرصة حتى تأتى وبين مخرج يؤمن به ويستطيع أن يخرج منه كل طاقته التمثيلية. ما هى المعايير التى تضعها فى اختيار أدوارك؟ - هناك ضوابط دائما أضعها لنفسى سواء فى السينما أو التليفزيون وهى جودة العمل التى تنحصر فى مخرج جيد وسيناريو متميز وإنتاج قوى وممثلين متفردين. المخاطرة بالصحة فى تجسيد الأدوار شىء فى غاية القسوة ونادرًا ما يقدم عليه بعض الفنانين ولكنك خضت التجربة فى مسلسل «شهادة ميلاد»؟ - هذا صحيح، فهناك مرحلتان تمر بهما تلك الشخصية، الأولى مرحلة المرض والضعف والهذيان والأخرى مرحلة ما قبل المرض ولكن الظهور الأول كان بالشخصية المريضة.. وحين عرض علىَّ المسلسل ذهبت إلى دكتورة إنجليزية وشرحت لها القصة بالكامل وسألتها هل أستطيع أن أفقد ما يقرب من 18 كيلو من وزنى ثم أعود مرة أخرى دون أى تأثير صحى قالت لى وقتها : نعم ولكن وفقا لشروط وأنظمة غذائية معينة..وبالفعل قمت بإنقاص 18 كيلو وبدأنا التصوير وبعدها استعدت 12 كيلو فى أقل من 3 شهور مع ممارسة التمرينات الرياضية واتباع نظام غذائى معين حتى أتفادى أى اضطرابات بالوظائف الحيوية بالجسم وأستطيع أن أقول أن المغامرة ليست مبدأ فى حياتى الشخصية على الإطلاق ولكن فى عملى فأنا مغامر من الدرجة الأولى. تعاونت مع نجوم كبار مثل الراحل «محمود عبدالعزيز»، «فاروق الفيشاوى» و«يوسف شعبان». كيف تجد الوقوف أمامهم؟ - بالتأكيد هذا الجيل من العظماء نكتسب منهم الخبرة واحترام أخلاقيات المهنة والسعى وراء الحلم، إلى أن يتحقق ولكن مع احترامى للجميع فإن مسلسل «جبل الحلال» مع الراحل العظيم «محمود عبدالعزيز» كان له بصمة ومكانة خاصة فى قلبى، فهو نجم بمعنى الكلمة وحين خضت التجربة كنت أشعر بالخوف فى بداية الأمر من الوقوف أمامه، ولكن بعد ساعات قليلة ذاب كل هذا وشعرت كأننا أصحاب منذ فترة طويلة،ف«محمود عبدالعزيز» فنان واضح وصريح إذا شعر بالحب تجاه شخص يقول ويظهر ذلك فى أفعاله وتصرفاته وإن شعر بالكراهية تجاه أى شخص تظهر مشاعره أيضا دون تزييف. ماذا عن أعمالك المقبلة؟ - هناك عمل سينمائى سوف نقوم بالتحضير له فى الفترة المقبلة وهو إنتاج إماراتى - مصرى ولكن لن أستطيع الإفصاح عن أى تفاصيل تخصه لحين الانتهاء من التحضيرات الأولية له. ماذا عن السباق الرمضانى؟ سأكون هذه المرة متفرجًا فقط.