طوال مشواره الدرامى لم يسع الفنان طارق لطفى للبطولة المطلقة فهو على اقتناع بأن العمل الفنى عمل جماعى ينجح بتكاتف الجميع لذلك حرص على انتقاء أدواره بدقة واختيار الأدوار التى تترك بصمة لدى الجمهور.. فمن منا لا يذكر «رياض» فى «الحقيقة والسراب» ومنير الدويرى فى «مع سبق الإصرار» وأدواره فى «جبل الحلال» مع النجم الراحل محمود عبد العزيز ومسلسل «سارة» وغيرها من الأعمال الناجحة التى صنعت اسمه؟.. لذلك عندما جاءت بطولته الأولى فى التليفزيون من خلال مسلسل «بعد البداية» فرح له جمهوره لأنه يعلم قدراته، وقد حقق نجاحا آخر فى أحدث مسلسلاته: «شهادة ميلاد وبين عالمين» وها هو يعود من جديد للسينما بعد غياب 9 سنوات من آخر أفلامه «أزمة شرف» لكن كبطولة لأول مرة من خلال فيلم «122» الذى حقق فى 6 أيام من عرضه 8 ملايين جنيه.. وإلى نص الحوار..
تعود للسينما بعد غياب تسع سنوات.. فما أسباب غيابك تلك الفترة؟ بالفعل اخر أفلامى «أزمة شرف» منذ تسع سنوات لكن خلال تلك الفترة عرض على العديد من الافلام لكننى وجدتها جميعا غير مناسبة بالنسبة لى وهو ما جعلنى أرفضها جميعا فأنا مثلا فى 2018 رفضت فيلمين لضعف السيناريو . ما الذى شجعك على قبول فيلم «122» برغم أنه فيه قدر كبير من المغامرة لكونه ينتمى لأفلام الرعب؟ كانت لدى رغبة كبيرة فى المغامرة بعمل جديد ومختلف فهو نوعية جديدة على السينما المصرية لم تقدم من قبل ولقد شجعنى منتج العمل سيف العريبى الذى كان معنا فى كل مشهد نصوره بالاضافة إلى أننى شاهدت أعمالًا للمخرج ياسر الياسرى ووجدت أنه يمتلك رؤية وعينا فتحمست كثيرا وقررت خوض التجربة. لكن أفلام الرعب تجربة غير مأمونة العواقب لا يتقبلها الجمهور المصرى إذا لم تقدم بإتقان وتكنيك عال.. ألم تخش ذلك؟ إطلاقا لأن سيناريو صلاح الجهينى مكتوب بصدق وبحبكة درامية متقنة، وقد استمتعت كثيرا فى اثناء قراءتى الأولى للسيناريو وشعرت بصدق شديد فى أحداثه وهو قليلًا ما يتحقق معى لذلك لم أتردد لحظة فى الموافقة عليه.. وبالنسبة لعدم تقبل الجمهور لهذه النوعية فأنا أتفق معك أنها إذا لم تقدم بتكنيك عال قد تدخل فى إطار من السخرية لكن، الحمد لله رد فعل الجمهور أسعدنى كثيرا . الفيلم فى خلال 6 أيام حقق 8 ملايين جنيه فكيف وجدت الأمر؟ سعيد جدا بذلك وأرى تفاعل الجمهور معى فى أثناء مقابلتهم فى صالات السينما لمتابعة إيرادات الفيلم فى أثناء مشاهدتهم بالفيلم وأجد تأثرا كبيرا فى أثناء العرض من صراخ وخوف وهذا يدل على اندماجهم فى العمل بشكل كبير . يشارك معك فى الفيلم أحمد داود وأمينة خليل لكن هل تعتبره أول بطولة مطلقة فى السينما؟ لدى اقتناع بأنه لا يوجد شيء اسمه «بطولة مطلقة» فالعمل الفنى عمل جماعى يشارك الجميع فى نجاحه من فنانين إلى اخراج إلى موسيقى تصويرية، كلها أدت دورا مهما فى احداث الفيلم وكان تأثيرها كبيرا فلا يستطيع احد ان يعزف بمفرده، يجوز ان اسمى مكتوب فى الأول ولكن الفيلم بطولة جماعية فمسألة البطل الأوحد تثبت فشلها وهى بالمناسبة تطبق فى الدراما وستفشل أيضا لأنه كلما كان الفنان الذى يقف أمامى جيدا كان الاداء عاليًا بيننا وهو ما أصر عليه مخرج العمل ياسر الياسري، هو أن يكون ضيوف الشرف نجومًا أيضا. نعود للفيلم: كيف رأيت شخصية الطبيب خاصة أنه نموذج سلبى هل رأيته فى حياتك ؟ يبتسم ويقول : الحمد لله.. لم أر أو أصادف شخصية مثله، وقد وجدته إنسانًا اختياراته خاطئة، وحساباته مادية جدا، وحياته شبه مدمرة بسبب المخدرات لذلك فهو منفصل عن زوجته فهو طبيب جشع ونموذج سلبى للأطباء وأرى أن المؤلف اوضح بإتقان ملامح من حياته فى مكالمة هاتفية بينه وبين زوجته. الفيلم تدور أحداثه فى ليلة واحدة فى مكان واحد هو المستشفي.. ما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك وهل كان الأمر مرهقا؟ بالفعل.. صعوبة الفيلم تكمن فى أنه تدور أحداثه فى ليلة واحدة وينبغى أن تحافظ على مراحل تدرج الشخصية وانفعالاتها وتطوراتها من بداية الفيلم إلى نهايته فقد كنا نصور فى الشتاء من الخامسة مساء إلى الخامسة فجرا وكنت ارتدى ملابس الطبيب صيفية فى عز البرد كما يقولون . أما بالنسبة للمشاهد الصعبة فجميع مشاهد «الأكشن» التى جمعتنى مع داود والفيشاوى كانت صعبة فهناك مشهد مع الفيشاوى استغرق تصويره يوما ونصف اليوم برغم أنه لم يظهر على الشاشة إلا 20 ثانية مثلا. هل تدربتم على مشاهد «الأكشن» قبل بدء التصوير؟ قمنا بعمل 3 بروفات فعلية على مشاهد «الأكشن» قبل بدء تصوير الفيلم وهو أمر لا يحدث عادة فى الأفلام ،لكن أصر مخرج العمل على ذلك، كما أننا قمنا بعمل بروفات فعلية أيضا على الجروح وقام بتصويرها قبل التصوير. أنتم كأبطال عمل قام كل شخص بمفرده بحضور الفيلم فى دار عرض مختلفة لماذا لم تذهبوا معا كفريق عمل للدعاية للفيلم ومقابلة الجمهور.. هل هذا مقصود؟ لقد وجدنا أن تلك الطريقة هى الأفضل بالفعل حتى نستطيع تغطية دور العرض السينمائية وفى نفس اليوم فكل فنان فى دار عرض غير الأخرى وهو أمر مقصود بالفعل. البطولة جاءت لك فى التليفزيون بعد 20 عاما من مشوارك الفنى لكنك حققت نجاحا كبيرا فى «بعد البداية» والآن فى السينما في«122» فكيف ترى الأمر؟ أشعر بأن الله يكرمنى ويكافئني.. الحمد لله أنه فى هذا التوقيت الذى استطعت فيه تحقيق نجاح فى التليفزيون أن أحقق نجاحا أيضا فى السينما فى هذا العام، الذى أغيب فيه عن التليفزيون. ما أسباب غيابك عن التليفزيون للمرة الثانية على التوالي؟ بإرادتي، اخترت أن أغيب هذا العام أيضا والوقوف من بعيد لكى أشاهد ما يحدث خلال تلك الفترة الانتقالية. الفنان محمد هنيدى كتب على صفحته الخاصة مثنيًا على الفيلم وقمت بتقديم الشكر له.. هل هناك نجوم آخرون قاموا بتهنئتك عليه؟ هنيدى أخى وحبيبى وتجمعنا علاقة طيبة فهو إنسان وفنان جميل وكان لى الحظ أن تكون بدايتى السينمائية معه، من خلال فيلم صعيدى فى الجامعة الأمريكية وأعتقد أن تلك الروح الجميلة نفتقدها بيننا الآن. اذا قدم جزءًا ثانيًا منه هل ستشارك فيه؟ بالتأكيد اتمنى ذلك أتمنى أن تعود الروح التى كانت بيننا من جديد فى أثناء تصوير الفيلم وأتمنى مشاهدتهم من جديد فأتذكر أننا كنا حتى بعد انتهاء مشاهدنا نجلس معا طوال الوقت واذا قدم جزءا ثانيا سأشارك حتى إذا ظهرت كضيف شرف فقط. المتابع لاختياراتك فى بطولاتك التليفزيونية يجدها تدور فى إطار «الأكشن» فهل كنت تخطط لذلك؟ أحب الموضوعات التى يكون فيها قدر من الغموض والإثارة والتشويق التى تجعل المشاهد يفكر طوال الوقت ويضعه تحت ضغط طوال المشاهدة كما حدث فى بين عالمين، فالمسلسل الذى كان يتضمن الكثير من «الأكشن» هو بعد البداية مع المخرج أحمد خالد موسي، لم يقدم «الأكشن» مثله من قبل فى اى عمل درامى بشهادة احد اكبر المتخصصين فى «الأكشن» الذين تمت الاستعانة بهم من جنوب إفريقيا وقد حصلت هذا العام على افضل مسلسل برغم الزخم الدرامى حيث كان يعرض فى هذا العام لجميع النجوم اعمال وبعدها ايضا فى العام التالى تم تقديم 6 مسلسلات كلها تدور فى إطار «الأكشن» والإثارة. إذن بعد نجاح تجربة فيلم «122» هل تتوقع أفلامًا جديدة تدور فى هذا الإطار؟ بالتأكيد.. هناك أكثر من 10 أفلام وهذا أمر خاطئ من وجهة نظرى فلابد من التفكير بفكر مختلف وجديد وعدم الخوف من المخاطرة فكلما أخذت نسبة كبيرة منها كان النجاح أكبر وهذا لا يمنع من أن يكون عملان من 10 مثلا جيدين لكن لا تكون بنجاح التجربة الأولي. هناك جولة عربية تنتظر فريق عمل«122» ومفاجأة.. هل تصرح لنا عنها؟ يبتسم ويقول: سيعرض الفيلم فى دبى والعراق وعمان وتونس والبحرين والمغرب وهذا أمر يحسب للمنتج وخبرته فى التسويق، والمفاجأة أنه سيتم فتح سوق جديدة فى قارة جديدة للمرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية سيتم الإعلان عنها فى خلال الفترة المقبلة.