«بعد البداية».. يكتب بداية جديدة لنجم من طراز خاص، طارق لطفى.. الفنان الذى أخبره الجميع على مدار سنوات بأنه قد ظُلم ولم يؤت حقه بعد ولكنه كان سعيدا، واثقا بخطواته ويرى أنه «النصيب»، اجتهد وطور من نفسه عاماً وراء الآخر، خرج من عباءة الأدوار التقليدية و«اتجنن» - على حد تعبيره - جنون الفنان الذى يُطلق العنان لعبقرية الأداء ومن هنا كانت البداية.. نقلة نوعية فى أدائه واختياراته منذ قدم «مع سبق الإصرار، حكاية حياة، جبل الحلال» ثم جاء «بعد البداية» ليكتب شهادة جديدة لطارق لطفى بأنه يسير فى اتجاه لا يشبهه فيه أحد. الخلوق، الهادئ، الموهوب طارق لطفى هو الحصان الرابح فى سباق الدراما هذا العام يحدثنا عن نجاحه وحلمه وخطوات «جنونه» فى الأعوام الماضية التى جعلته يكتشف نفسه من جديد، وكتبت له بداية جديدة، وعن ردود الفعل المفاجئة والمسئولية الكبيرة بعد هذا النجاح يحدثنا. • لكى نكون متفقين، أنت قمت بمغامرة كبيرة وليست هينة بالمرة، احك لنا كيف بدأت خطوات هذه المغامرة وأول بطولة مطلقة لطارق لطفى؟ العام الماضى أثناء تقديمنا لجبل الحلال طرحت على الشركة المنتجة: ريمون مقار ومحمد عبدالعزيز. فكرة تقديم عمل بطولة مطلقة العام التالى، وعرضوا على ثلاثة أو أربعة أعمال كانت رائعة ولكن جذبتنى جدا فكرة «بعد البداية» لأكثر من سبب، أولها أنها فكرة جديدة تماما على بشكل شخصى ثانيا جديدة علينا كنوعية دراما تليفزيونية فلم يتم تقديم مسلسل بهذه النوعية من قبل من حيث العنصر التشويقى والأكشن، يقدم دراما اجتماعية تحمل حالة إنسانية رائعة، عمرو سمير عاطف بدأ المسلسل بحالة فى منتهى الصعوبة، وهى لشخص يقرأ خبر وفاته على الصحف فى بداية يومه ويتابعها على القنوات الإخبارية على الشاشة ليصاب بحالة من الهلع، بداية قوية جذبت الجمهور ووعدناهم من خلالها بأن القادم أكثر قوة، بالإضافة إلى أننى لم أقدم أكشن من قبل، لذلك اتخذت قرار أن يكون أول عمل بطولة مطلقة، لأن الناس لم تشاهدنى أو تعتد عليّ فى هذا الإطار، وهذه الحالة من الصدمة أو الاختلاف تخلق جدلا لدى الناس عامة. لم يكن فى خيال أحد أن طارق لطفى يقدم أكشن على الإطلاق، فهم اعتادونى فى الشخصيات الهادئة أو المركبة والمجنونة أحيانا ولم يفكر أحد فى تقديمى لعمل أغلب مشاهده أكشن. • رضا هلال.. قضية شغلت الرأى العام لفترة طويلة، شعر المتابعون لبعد البداية أن هناك تشابها بين العمل وتلك القضية الغامضة؟ إطلاقا.. فرضا هلال اختفى تماما، أما عمر قد قرأ خبر وفاته على الورق ولفقت له قضية جاسوسية ومشاكل أخرى وسيفهم الجمهور الأسباب وراء هذا فى الحلقات القادمة. • نعم ولكن الله وحده أعلم بكواليس تلك القضية.. فلمس المتفرج هذا الإسقاط، ألم تضع هذا فى حسبانك فور قراءة العمل؟ لمست أن تلك القضية ستثير جدلا واسعا ولكن قضية رضا هلال كما أخبرتك بعيدة كل البعد وأكثر جنونا، فهذا شخص اختفى تماما، والمسلسل سيكشف للناس مع الوقت أن القضية مختلفة تماما وفى عصر معين المتابع للعمل سيدركه وعلاقة هذا الزمن بالقضية التى نتحدث عنها وأن عمر نصر مختلف عن رضا هلال. • طوال الوقت كان النقاد والمعنيون بالدراما يستنكرون تأخر البطولة المطلقة على طارق لطفى رغم أنه يستحقها بجدارة وأنه مظلوم، وكنت أنت تنفى هذا وتقول إنه نصيب، ما هو شعورك الآن؟ ربنا هو صاحب الميقات وفعلا كان ردى طوال السنوات الماضية على هذه الآراء أن هذا نصيب ورزق وأن ميعاد هذه البطولة لم يأت بعد وأن هناك الكثيرين ممن نالوا تلك البطولة والأضواء وذاقوا النجاح وانسحب البساط من تحت أرجلهم ولعل هناك الأفضل ينتظرنى، وأنا ظنى بالله خير طوال الوقت وأعلم أن الخير ينتظرنى دائما وفى الوقت المناسب جدا بإذن الله وأنا أدعو الله دائما «اللهم اختر لى ولا تخيرنى». • المتابع لنوعية الأدوار التى تقدمها سيجد أن عام 2012شهد نقلة نوعية فى أدوارك تحديدا فى مسلسل «مع سبق الإصرار» حتى الآن، كيف قمت بهذه المعادلة؟ توفيق من ربنا فى البداية ومحاولة للتغيير وقتها تجرأت وقمت بها، فعندما عُرض على الدور فى «مع سبق الإصرار» خضت المغامرة رغم أنه كان ضيف شرف وقررت ألا أقدم عملا آخر معه هذا العام. فكرة التغيير فى حد ذاتها شجعنى عليها المخرج محمد سامى مخرج العمل فهو مخرج موهوب جدا وجرىء وأنا كنت أتمنى أن أتخذ هذه الخطوة الجريئة ولكن كنت أحتاج إلى من يشجعنى على اتخاذها، ومن هنا كانت النقلة والناس أحبتها جدا، ومن ثم كان مسلسل «حكاية حياة» اعتقد الكثيرون أننى عدت للأدوار النمطية الهادئة ولكن مع منتصف المسلسل انقلبت الحسابات وتحولت الشخصية تحولا كاملا، ومع عد تنازلى قدمت شخصية مركبة جدا وتطلبت مجهودا نفسيا وبدنيا، ثم «كين» فى «جبل الحلال» كان قمة الجنان بالنسبة لى هذا الشخص الغجرى العنيف المسيطر الانتهازى وفى نفس الوقت أحبه الناس جدا فهذا النموذج لم يقدم على الشاشة من قبل، لعله موجودا عند «الخواجة» ولكن ليس لدينا فى العالم العربى، خفت أيضا من ردود أفعال الناس ولكنهم استقبلوه بشكل رائع، ومن هنا شعُرت أن الناس مستعدة للتغيير وقررت «أتجنن» وأغامر لأن المغامرة فى حد ذاتها متعة وتُخرج من الفنان كل طاقاته الإبداعية، ومن هنا جاءت فكرة تجربة الأكشن وكان «بعد البداية». • أبعاد نفسية • من الواضح أيضا أنك تستهويك الأدوار ذات الأبعاد النفسية المركبة؟ أى دور له أبعاد نفسية مركبة جذاب جدا لأى فنان بشرط أن يتوقف على كيفية كتابته وألا يكون بشكل سطحى، ففى حياتنا العادية محاطون بالعديد من الأشخاص المركبين نحن أنفسنا، أنا وأنت يحمل كل منا جانب شر بداخله ومظلما يظهر فى المواقف والتخيلات وأحلام اليقظة وجانب خير أيهم يطغى على الآخر؟ المواقف هى التى تحدد هذا ومن هنا تأتى وظيفة الكاتب والمؤلف الذى يبرز ويبلور هذه التركيبات النفسية بشكل مميز ومختلف وتجذب أى فنان لأداء هذه الشخصية، وأن تكون بعيدة عن السطحية، فالطيب ليس طيبا لدرجة «العبط» ولا الشرير «مجنونا طوال الوقت»، المهم أن الشخصية تكون ثرية بإمكانياتها سواء خير أو شر ليستطيع الممثل أن يعبر ولكن من خلال تجربتى، فالشخصية الشريرة أمتع للممثل من الشخصية الطيبة وتعطيه مساحة للتمثيل أكبر وفرصة للتجربة وممارسة جنونه. • سعيد بحالة الجدل التى أثرتها؟ يضحك قائلا: أنا مخضوض، ولكنى سعيد بطريقة لا توصف وردود الفعل لم أكن أتخيلها، وبعيدا عن ردود أفعال الناس حول المسلسل وتقييمهم، أكثر ما أسعدنى وأدهشنى فى نفس الوقت هو سعادة الناس بى وفرحتهم لى، لمست هذا بشكل واضح وأدهشنى أنه بعيدا عن المجاملات أو الإطراءات حول عمل ما أو شخصية قدمتها «الناس فرحانة عشانى» ويقولون لى الخطوة اتأخرت جدا وكان حقك وفى نفس الوقت خايف جدا لأن كل نجاح يحمل معه شعورا أكبر بالمسئولية تجاه ما هو قادم لكى أكون على نفس المستوى. • تحقق حلم وهناك آخر فى الطريق، كلمنى عن مشروعك «الحشاشين»؟ للأسف هذا الموضوع سيتم تأجيله إلى أجل غير مسمى حتى الآن لأن التكلفة ستكون مرعبة، لأن بعد الانتهاء من السيناريو اكتشفنا أن الميزانية ستكون تقريبا ضعف ونصف ما كنا متوقعينه والآن نحن نتمنى أن نجد جهة ما تشارك فى إنتاج العمل، ولكن للأسف لم أتخذ خطوات حتى الآن لانشغالى ب «بعد البداية»، ولكن أنا عشقت هذا العمل بكل تفاصيله وبإذن الله سأعمل على تحقيق حلمى به بشتى الطرق. • فيلم موسيقى غنائى، يتناول مرحلة زمنية بعيدة هل المتفرج سيتحمس لعمل مثل هذا؟ نعم بكل تأكيد خاصة بالشكل الذى رسمنا به هذا العمل وفكرنا فيه، وكما اتفقت معك أن فى الفن التجربة والجنان هما معادلة النجاح. • وأحلامك على المستوى الشخصى؟ أحلم بأن أولادى وأمى وأسرتى كلها يظلون فخورين بى وأن ربنا «يحبب فى خلقه» وأظل أعمل لآخر لحظة فى حياتى.•