ببصمات مصرية،منذ عهد «الدولة الفاطمية»، يصنع أبناء النيل «أهلة المآذن».. وهلال المئذنة من الصناعات اليدوية إلى اللحظة.. إذ لم يعتريه التغيير الصناعى مثلما حدث لغيرة. يقول تامر فهيم، صاحب ورشة لصناعة «هلال المئذنة»، من النحاس الأحمر: إننا نُصر على صناعته من النحاس الأحمر لأنه يتعرض لتأثير العوامل الجوية من مطر وغيره، ونصنعه يدويّا، من خلال تسخين النحاس الأحمر وتحميره على النار ثم الطرْق اليدوى عليه لتشكيل المئذنة، والمآذن التى تُصنع من أى خامة أخرى غير النحاس الأحمر تتآكل بمجرد حدوث تغيير فى الجو. وعن أنواع المادة الخام لصناعة المآذن، قال: «تُصنع من نحاس أحمر ونحاس أصفر وألومنيوم وصاج، والأكثر طلبًا هى مآذن النحاس الأصفر لأن مظهرها يكون أفضل ويعطى شكلاً جماليّا، والنحاس الأحمر كان يُطلب فى المناطق الريفية، ونتيجة ارتفاع سعر النحاس مؤخرًا بدأ تصنيع المآذن من الألومنيوم والصاج ويتم رشه بلون لحماية المأذنة. تستغرق صناعة المأذنة أسبوعًا واحدًا، وطولها يرجع لكونها فوق مبنى المسجد فيجب أن تكون طويلة وكبيرة، أو فوق القبة فيجب أن تكون قصيرة. وقلّت عدد الورش التى تُصنع المآذن النحاس، لأنها تحتاج عملاً وصبرًا وفنّا ودقة، فهلال المئذنة يتم تقطيعه بالبرجل حتى يتم تصنيعه بشكل صحيح مثل قوس قزح حيث إنه يُعبر عن اتجاه القبلة، والمآذن لا يمكن أن يتم تصنيعها سوى يدويّا، ولا يمكن أن تنقرض صناعة المآذن النحاسية طالما توجد أجيال تتعلم الصناعة، ومساجد تُبنى. وأضاف: المآذن أحجام وفقًا لطول المسجد والمئذنة، وتبدأ من متر وعشرين سنتيمترًا حتى 6 أمتار، وع ملية الصناعة تستغرق 10 أيام، والأسعار تتراوح بين 1700 جنيه حتى 10 آلاف جنيه، ومصر لاتزال متفوقة فى الصناعة عالميّا وتصدرها للخارج، وهناك من يأتى من الدول العربية إلى مصر لشراء أو تصنيع نوع معين من هلال المئذنة النحاسى من مصر، لأن مصر البلد الوحيد الذى لايزال متمسكًا بهذه الصناعة.